هل ترغبون في خوض مغامرة جديدة ومختلفة تطاردون خلالها أضواء الشفق القطبي؟ هل تحلمون بالغوص في برك من المياه الدافئة وسط فوهة بركان والجبال الجليدية تحيط بكم؟ بإمكانكم فعل كل ذلك وأكثر عند زيارتكم آيسلندا الملقبة بأرض النار والجليد.

بدأت آيسلندا تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السياح الذين يزورونها سنوياً للتعرف إلى طبيعتها الخلابة والمختلفة نظراً لوقوعها على حدود الدائرة القطبية الشمالية. هذه الدولة التي يحمل اسمها الإنجليزي معاني الثلج والجليد، توحي بأن طقسها بارد جداً لدرجة تدفع الشخص إلى التفكير في أنها لا تستحق أن يمضي عطلته فيها، ولكن درجة الحرارة هناك في فصل الشتاء أعلى مما تكون عليه في مدينة نيويورك، كما أن كل من زارها يعترف بأنها أجمل بكثير من الصور التي تروج لها، وأنها تحتوي على أكثر من طقس بارد وأنهار جليدية مذهلة، ففيها تختبرون جمال الطبيعة بكل أحوالها، وتتعرفون إلى عجائبها وجوانب مختلفة فيها لن تجدوا مثيلاً لها في أي مكان آخر في العالم.

مطاردة الشفق القطبي:

هل سمعتم من قبل بظاهرة الأورورا؟ إنها تلك الأضواء الملونة التي تمتزج مشكلة لوحة جميلة من الألوان والضوء في سماء منطقة القطبين الجنوبي والشمالي للكرة الأرضية. وبحكم موقع آيسلندا، فإنها تعتبر واحدة من أفضل الوجهات السياحية لاستكشاف القطب الشمالي والاستمتاع بمشاهدة الأورورا تقدم عرضاً طبيعياً ساحراً، لاسيما بين شهري سبتمبر وأبريل، وأنتم تنعمون بحمام دافئ في واحدة من البرك الحرارية المنتشرة هناك.

شمس منتصف الليل

في آيسلندا ستختبرون شعور الاستيقاظ في منتصف الليل والشمس مشرقة ومتوهجة وكأنكم في منتصف النهار، وهي ظاهرة طبيعية يجد البعض صعوبة في استيعابها، في حين يراها البعض الآخر مناسبة فريدة لعيش تجربة مختلفة. لهذا تنظم جولات ليلية تحت عنوان (شمس منتصف الليل)، حيث بإمكانكم الاستمتاع بمشاهدة معالم آيسلندا من زاوية جديدة، والتنعم بأجواء ساحرة ترون فيها الطبيعة تنام وتصحو على وقع أنغام خيوط الشمس.   

ارتياد مدارس الأقزام

 يؤمن نسبة 37 من سكان آيسلندا بوجود الجني أو الأقزام الصغيرة جداً Elves، والذين يطلقون عليهم اسم (هولدوفولك) أي القوم الخفيين. جزء كبير من ثقافة أهل البلد ينبع من هذا الاعتقاد وهو ما يفسر لجوءهم أحياناً إلى تغيير خطط شق الطرقات أو البناء كي لا يزعجوا «القوم الخفيين»، وثمة عائلات تبني منازل خشبية صغيرة جداً في حدائقها لتقدمها لتلك الأقزام الخفية. وكتأكيد على معتقدهم هذا، أنشئت تلك المدارس للإجابة عن كل الاستفسارات، والتعريف بـ13 نوعاً من الأقزام الصغيرة أو الجان أو العفاريت التي يؤكد الكثير من أهل آيسلندا أنهم شاهدوها أقله مرة في حياتهم.

تذوق المأكولات الآيسلندية

إذا كنتم تنوون زيارة آيسلندا في فصل الشتاء، فلا بد من تجربة تناول بعض الأطباق التقليدية والغريبة التي تقدم خلال مهرجان «ذوري» وهو احتفال يستمر لمدة شهر يبدأ في الأسبوع الـ13 من فصل الشتاء الآيسلندي. فللأشخاص الذين لا يهوون المغامرة في استكشاف مذاقات جديدة بإمكانهم تذوق مثلاً طبق Skyr، عبارة عن منتج ألبان يشبه الزبادي، وطبق harðfiskur المكون من الأسماك المجففة، وخبز الجاودار المخبوز في الينابيع الحارة، أما من يرغب في خوض تجربة مختلفة فيمكنه تناول طبق hákarl وهو عبارة عن سمك قرش تم تخميره وتجفيفه لأشهر عدة، أو طبق  svið أي رأس غنم، أو طبق slátur، عبارة عن بودينغ من الدم وأحشاء الغنم. وفي مدينة ريكيافيك، يمكنكم العثور على مطاعم حائزة جوائز عالمية، كما يمكنكم تناول أطباق عادية عالمية، إذ معروف أن الآيسلنديين يحبون أيضاً الهامبرغر والهوت دوغ والكباب.

 مشاهدة الحيتان

موقع آيسلندا الجغرافي لا يجعلها وجهة مثالية لمطاردة الأورورا فحسب، وإنما أيضاً لمشاهدة أكثر من 20 نوعاً من الحيتان. وتنظم رحلات يومية لمشاهدة تلك الحيتان والتعريف بأنواعها التي لا يمكن العثور على بعض منها في أي منطقة أخرى من العالم. الرحلات اليومية لا تقدم تجربة مشاهدة الحيتان في المحيط فحسب، بل إن بعضها يأخذكم إلى بحر المنحدرات، حيث الاستمتاع بمشاهدة الحياة البرية المتنوعة ورؤية طيور البفن الأطلسية، وهي طيور ذات المنقار البرتقالي، تنشئ أعشاشها وتتكاثر هناك.

الانضمام إلى جولات البراكين

زيارة الجبال البركانية والجبال الجليدية، والاستمتاع باختبار هذا التناقض الغريب في الطبيعة، من أكثر الأنشطة السياحية شيوعاً في تلك البلاد. فآيسلندا تتكون من 4500 ميل مربع من الجليد، لهذا فإن المشي فوق الجليد يعد أمراً محتماً، والأمر الأغرب أن هذه البلاد رأت النور بفضل الانفجارات البركانية، ولا يزال هناك العديد من البراكين الناشطة المحيطة بها. ومن أشهر البراكين التي يتم تنظيم رحلات لزيارتها، بركان Thrihnukagigur الخامد منذ 4000 عام، والملقب بالبركان النائم ذي اللون الأحمر. كذلك لا بد من زيارة شلال Glymur الذي يعتبر أعلى شلال في آيسلندا.

ماذا يقول الرحالة الكويتي سالم الهاجري عن آيسلندا؟

اختار سالم الهاجري صاحب حساب beingsalem على انستغرام والتي يوثق فيه رحلاته إلى بلدان العالم بالصور، آيسلندا كواحدة من أجمل البلدان التي زارها والتي تركت في نفسه ذكرى لا تنسى، لأن طبيعتها مختلفة جداً، ففيها البراكين والجبال الجليدية والشواطئ الممتلئة بالصخور والأحجار السوداء. وعند سؤاله عن السبب الذي دفعه إلى زيارته، أشار إلى رغبته في اختبار العيش في طبيعة تجمع تناقضاً غريباً في تضاريسها ومعالمها. يقول الهاجري إن من أجمل التجارب التي خاضها في آيسلندا ركوب الخيل على الشواطئ السوداء، وزيارة الشلالات والكهوف، والسباحة في برك ماء مكونة من ذوبان الثلج من أعلى قمم البراكين. ووصف الفنادق والمطاعم فيها بأنها جميلة ومتواضعة، وتقدم طعاماً شهياً. أمضى الهاجري ثلاثة أسابيع في آيسلندا كانت كافية له للتعرف إلى معالمها، والعودة بصور جميلة، لونها بسترة صفراء اختارها خصيصاً لهذه الغاية، إذ اكتشف أن اللونين الأسود والأبيض يطغيان على بقية الألوان فاشترى السترة

شلالات

تشتهر آيسلندا بشلالاتها الطبيعية التي تأسر الأنفاس، لذا لا بد من وضع برنامج خاص لزيارة الشلالات المنتشرة في كل أنحائها ولا بد من تضمين برنامجكم الشلالات التالية:
• Haifoss  وGullfoss يقعان في جنوب آيسلندا ويبعدان ساعة ونصف الساعة عن العاصمة ريكيافيك.
• Barnafossar  يوجد في وسط آيسلندا ويتميز بشلالاته الصغيرة المتفرعة منه والتي منها استمد اسمه.
• Svartifoss يعرف بالشلال الأسود لتكونه من الصخور البركانية السوداء، وبقربه يقع  كهف منتزه Skaftafell الجليدي.
• شلال Glymur أعلى شلال في البلاد، يقع في غرب البلاد ويبعد قرابة 90 دقيقة عن العاصمة. ويعد مكاناً مثالياً لممارسة رياضة المشي والتسلق.