ما حدث ويحدث في «بلاد زايد» التي أنشأت وزارة «اللا مستحيل»، من قصص نجاح، شمالاً وجنوباً، يميناً ويساراً، تستحق أن تروى للعالم بالصوت والصورة.. الإمارات تخطط لأن تكون الأفضل بحلول يوبيلها الذهبي عام 2071،  ونحن نؤمن بقدرتها على الوصول إلى الرقم واحد الذي عشقها كما عشقته.

بدأت العملية التعليمية في الإمارات بين جدران الطين، والعريش، ثم انتقلت إلى الشكل النظامي، حتى وصلت إلى الشكل الإلكتروني.

ننظر إلى التعليم في الإمارات قبل 50 عاماً، وما تحقق اليوم على أرض الواقع لنعرف مدى صعوبة أن نتخيل ما يمكن تحقيقه بعد 50 سنة أخرى.

أوائل المدارس

كانت الكتاتيب من أكثر الوسائل المستخدمة للتعليم في الإمارات قديماً،  لكن حضور المدرسة النظامية كان قبل قيام اتحاد الإمارات السبع. ففي أبوظبي مثلاً، برزت المدرسة النهيانية الابتدائية للبنين، كعنصر مهم في تاريخ التعليم في الإمارة، وهي أول مدرسة نظامية أنشئت في العين، عام 1959، وبدأت باستقبال التلاميذ عام 1960. أما في دبي، فقد ظهرت مدارس أهلية شبه نظامية، كمدرسة الأحمدية، ومدرسة الفلاح. وعام 1955، أنشئت المدرسة التيمية في الشارقة، والتي سميت بعد ذلك بمدرسة الإصلاح، أسس المدرسة وأشرف عليها تاجر اللؤلؤ الراحل علي بن محمد بن علي المحمود التميمي. 

وفي أبريل عام 1972، سعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، إلى الانضمام السريع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، للاستعانة بها في تطوير النظام التعليمي في الدولة الجديدة، منشئاً علاقةً وثيقة مع المقر الرئيس للمنظمة في باريس.

أما الآن فيتجاوز عدد المدارس الحكومية والخاصة في الدولة 600 مدرسة، ووصل عدد المعلمين إلى أكثر من 21 ألف معلم في المدارس الحكومية، وأكثر من 50 ألف معلم في المدارس الخاصة، وتجاوزت نسبة المتعلمين 95% من الجنسين.

المدن الجامعية

منذ تأسيس جامعة الإمارات عام 1976، الجامعة الأولى في الدولة، ومؤسسات التعليم العالي تأخذ حيزاً في أغلب إماراتها، من جامعات حكومية، وأخرى خاصة، بتخصصات متنوعة، ومتجددة بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي. وتحولت الجامعات من مجرد جامعات ذات مبانٍ محددة، إلى ما أصبح يطلق عليه المدن الجامعية، كالمدينة الجامعية في الشارقة، والتي تعد إحدى كبرى المدن الجامعية في العالم، وتأسست عام 1998، ومدينة دبي الأكاديمية، التي كان حفل إطلاق مشروعها عام 2006، وتحوي في مساحاتها الواسعة العديد من الجامعات ذات التخصصات المختلفة.

التعليم الذكي

لم يكن التعليم بمنأى عن اهتمام دولة الإمارات بالذكاء الاصطناعي، ومجالاته المتعددة، حيث تم دمج التقنيات الذكية بالعمليات التعليمية، ونفذت العديد من المبادرات على المستوى المحلي والعالمي، عناية بالتعليم وتطوير منافذه. ومن أبرز مظاهر الاهتمام، جامعة حمدان بن محمد الذكية، التي افتتحت عام 2002، وتسهم في تعزيز مبادرات التعليم الإلكتروني، عبر وسائل مبتكرة. والمنصة الإلكترونية التعليمية (مدرسة)، التي أطلقتها الدولة عام 2018، باللغة العربية، لتغيير واقع التعليم في العالم العربي، وردم الفجوة التعليمية بينه وبين دول العالم المتقدمة. بالإضافة إلى تطبيق «دروسي»، الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم عبر الإنترنت لاستهداف طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر، بـ600 درس مصوّر، للحد من تكاليف الدروس الخصوصية. كما توفر الوزارة خيارات الدراسة في الخارج بأسلوب التعليم الإلكتروني بشروط معينة تقرها.