لم تكتفِ المرأة بنجاحاتها في بناء أسرة وإنجاب أبناء، ولم تتوقف طموحاتها عند حد التفوق في الدراسة والعمل، بل حققت العديد من الإنجازات الرياضية، واضعة الختم النسائي في صفحات التاريخ بشتى الرياضات، ليتمكن الجنس الناعم من إثبات قدراته على أرض الواقع، مسجلة هدف النجاح بتحقيق توازن شديد الصعوبة بين كونها أم وبطلة رياضية. «زهرة الخليج» تقدم أربعة نماذج لنساء، لم تحرمهن الأمومة من حصد الألقاب الرياضية المشرفة.

ترتيب وتوازن

استطاعت فريدة الظهوري لاعبة منتخب شرطة دبي للرماية، إنشاء توازن صحي بين أسرتها ورياضتها المفضلة وعملها، وعملت على تحفيز ابنها لتبني نسق حياة صحياً ليختار طريقة مع رياضة كرة القدم، بينما حرصت على اصطحاب ابنتها لممارسة رياضة المشي بصحبتها. تقول فريدة: «واجهت العديد من الصعوبات، ولكني سرعان ما تمكنت من تنظيم وقتي وترتيب أولوياتي، فحققت إنجازات رياضية باسم الإمارات وتابعت أبنائي في الجانبين الدراسي والرياضي». 

وحصلت فريدة خلال مسيرتها مع رياضة الرماية على العديد من الميداليات، من أبرزها الميدالية الذهبية (فرقي) والمركز الرابع (فردي) في دورة الألعاب الدولية الثانية للشرطة والتي نظمت في أبوظبي، كما حصدت ميداليتين برونزيتين في بطولة هنجاريا الدولية للرماية التكتيكية على مدار نسختين متتاليتين.

سحر الحظ

ضربت لاعبة كرة السلة الأميركية كانديس باركر مثالاً مغايراً عما نجده على الساحة الرياضية النسائية عادةً، فقد حصلت على معظم الجوائز والأوسمة بمسيرتها الناجحة مع الدوري الأميركي للمحترفات بعدما أصبحت أماً، على العكس من نسبة كبيرة من اللاعبات حول العالم التي تقترب مسيراتهن الرياضية من النهاية عقب ولادة الأبناء. وكشفت كانديس عن أن ابنتها ليلى تشبه سحر الحظ بحياتها، التي تغيرت كثيراً إلى الأفضل عقب ولادة ابنتها وأصبح لها معنى وهدف أكبر، لتربية ابنتها لتكون امرأة أميركية من أصول أفريقية قوية ومتعلمة وواثقة بنفسها بغض النظر، إلى جانب مواصلة تطوير إمكاناتي في رياضتي المفضلة وحصد مزيد من الإنجازات.

 التوازن النفسي

بهرت سيدني ليروكس لاعبة المنتخب الأميركي لكرة القدم، العالم عندما رصدتها عدسات الكاميرات في تدريباتها مع فريقها أورلاندو برايد على أرض الملعب وهي في الشهر الخامس من الحمل، على الرغم من أن الرياضة تعتبر من المهن الأنانية، وذلك لضرورة اتباع نمط حياتي صارم، سواء على الوجبات الغذائية أو من خلال تحديد وقت محدد للنوم يومياً، إلى أن سيدني لم تسمح لحبها الشديد لكرة القدم أن يحرمها من أن تصبح أماً. وأعربت سيدني عن سعادتها بتحقيق المعادلة الصعبة بين تكوين أسرة وإنجاب أبناء، وبين التكملة في مزاولة هوايتها الرياضية وعشقها الحياة، مشيرة أن شعور الأمومة منحها توازن نفسي كبير وأصبحت أكبر قدرة على تجاوز الأزمات والمواقف الصعبة بحياتها.

طموحات رياضية

خطت ميسا عبد الله، لاعبة المنتخب الإماراتي لكرة الطاولة، عقبات التوفيق بين طموحاتها الرياضية وأسرتها، خلال رحلتها مع الرياضة والتي تخللت العديد من الألقاب الرياضية بجانب كونها أماً لـ4 أبناء، إذ تمارس ابنتاها لعبة كرة الطاولة، بينما اختار ابنها ممارسة رياضة كرة السلة، والطفل الرابع لديه عام واحد. تقول ميسا: «كنت سعيدة عندما قررت ابنتي مشاركتي في شغفي بالحياة وممارسة كرة الطاولة، الأمر الذي ساعدني أكثر على التقرب منهما والبقاء معهما وقتاً أطول، ليس فقط في المنزل بل في التدريبات أيضاً».

واستثمرت ميسا كل دقيقة في عمرها وحققت العديد من الإنجازات في كل جوانب حياتها، بدأتها مع رياضة كرة الطاولة التي مارستها منذ نعومة أظفارها وبرزت وتألقت بها محلياً وخليجياً، حيث تمكنت من تحقيق المركز الثاني في البطولة الدولية المفتوحة لكرة الطاولة، فضلاً عن حصدها المركز الثالث في الدورة الخامسة لرياضة المرأة الخليجية، إلى جانب فوزها بالمركز الثالث في النسخة الرابعة لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات.