وكأننا نلمح اسمها لائحاً بين كلمات الشاعر إبراهيم السمري، وهو يقول واصفاً الأم: «هي  البحر المليء بكل غالٍ.. نفيسٍ غار منه الأصفرانِ، هي البدر المطلّ بناظريه.. على الآفاق يلمع كالجمانِ، هي الماء الزلال لكلّ صادٍ.. هي الأمل الضحوك لكل عانِ، تحدّت في شموخٍ كلَّ ريحٍ.. وآتت أكلها في كلِّ آن».

ومن مثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، في امتداد رعايتها وعطائها إلى القريب والبعيد، غازلةً بحنانها مظلةً تحمي كل محتاج ومتضرر، خاصة النساء والأطفال الذين شردتهم الحروب، وآذتهم الكوارث، ولم تنفك يدها امتداداً، وظلالها شمولاً. وهي أم الجميع بلا استثناء، فقد تم تكريمها بلقب (أم الإمارات) عام 2005، في احتفالية حاشدة بمناسبة عيد الأم، تكريماً لها واحتفاءً بأمومتها ومبادراتها. كما تم منحها لقب«أم العرب» في عام 2015، ولقب (نصيرة الأسرة)، من المنظمة العالمية للأسرة عام 2017.

 

بصمات فاعلة

 

لا تتوقف مبادرات «أم الإمارات» عند حد معين، فبصماتها مستمرة في رفد سيرتها الحسنة في ذاكرة العالم، بوقفاتها المشرفة، واهتمامها اللامحدود، متخذة أشكالاً متعددة، بين بناء المدارس والمستشفيات، ومراكز تأهيل ذوي الهمم، ومراكز رعاية المرأة، وكفالة الأيتام والأسر الفقيرة، وعلاج المصابين، كالطالبة السودانية سناء الأمين التي تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة قبل أعوام، فقدت على أثرها النظر والشعر، وأصيبت بتشوهات شديدة في الوجه، إذ أعلنت سموها تحملها جميع نفقات العلاج، سواءً داخل السودان أو خارجه، والطفل العراقي سيف يوسف من أصحاب الهمم، الذي أسهمت في علاجه على نفقتها الخاصة، بعد إصابته في عموده الفقري بشظايا الحرب، عام 1998. وغيرها الكثير من الذي يحركه غريزة «عطاء الأم» بداخل سموها.

مبادرات إنسانية

امتداداً لاهتمام «أم الإمارات» البارز بالمرأة والطفل، خاصة الذين يعانون ويلات الحروب والكوارث، وضمن مبادراتها الإنسانية التي لا حدود لها، أعلنت سموها عام 2000، وبمناسبة عيد الأم، مبادرة إنشاء صندوق خاص لحماية النساء اللاجئات من تبعات الحروب، وما ينجم عنها من مصاعب جمة، وتلبية الاحتياجات الخاصة غير المتوافرة لهم في مختلف مناطق العالم، ويدار من قبل الهلال الأحمر ومفوضية شؤون اللاجئين، باسم «صندوق المرأة اللاجئة» وتبرعت سموها بمليون درهم لصالح الصندوق.

كما أطلق (برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع)، بإشراف نخبة من أطباء الإمارات، (حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية لعلاج المرأة والطفل) في مصر والأردن ولبنان والمغرب والسودان والهند وموريتانيا وبنجلاديش وكينيا وتنزانيا وزنجبار وباكستان، بهدف تقديم أفضل الخدمات العلاجية والوقائية للمرأة والطفل، وتخفيف معاناتهم. وخلال الحملة التي انطلقت العام الماضي على مستوى الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة، ومشاركة عدد من المنظمات الإنسانية الإماراتية، لصالح أطفال ونساء الروهينغا، تبرعت سموها بمبلغ عشرة ملايين درهم، انطلاقاً من تضامنها الدائم مع أوضاع اللاجئين، وتفهمها لما تعانيه المرأة والأم في مثل هذه الظروف القاهرة.

جوائز للأم والطفل

حرصت «أم الإمارات» على إطلاق مجموعة من الجوائز التكريمية للأم والطفل، ضمن سعيها لفتح أبواب التميز والإبداع في مجال الأمومة والطفولة، وتكريم الشخصيات العالمية من أصحاب الإنجازات في خدمة قضاياهما وشؤونهما. مثل (جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة) التي أطلقت في (منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة عام 2016). كما أسست سموها في العام 2003 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وأشرفت على إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة لعشرة أعوام (2012 - 2021)، ووجهت سموها في عام 2018 بوضع استراتيجية وطنية تجعل من الإمارات صديقة للأم والطفل واليافع. ولم تزل تمنح العالم الصورة المثلى، لليد البيضاء، التي تمد بحورها الحانية إلى كل محتاج، وإلى الأم والطفل بشكل خاص، بقلبها الكبير، ورؤيتها السامية.

 

حب الخير

 

تنطلق (أم الإمارات) في رسالتها الأساسية السامية، من عنايتها بواجبها الإنساني والوطني. إذ ينبع حب الخير لديها، من إحساسها بمسؤولية العمل على سعادة الآخرين، سالكة كل طرق البر والعطاء، والبناء والمشاركة في التنمية.