للسكري نوعان كما يعرف الجميع، وكلاهما عبارة عن مرض مزمن له دور مؤثر في الطريقة التي ينظم بها الجسم نسبة السكر في الدم، أو ما يُعرف بـ«الغلوكوز»، مع فارق أنّ داء السكري من النوع الثاني يستمرّ مدى الحياة، وإذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح ومسؤول، فقد يسبب مشاكل صحية خطيرة، وغالباً ما لا يستجيب المصابون بهذا النوع من السكري للعلاج بالأنسولين كما ينبغي، وفي مرحلة متقدّمة من المرض لا يعود الجسم قادراً على إنتاج ما يكفي من الأنسولين الذي يحتاجه. كما لوحظ أنّ حوالي 9 من أصل 10 أشخاص تمّ تشخيص إصاباتهم بمرض السكري من النوع الثاني يعانون زيادة في الوزن، أو مشاكل السمنة؛ وفي هذا السياق يرى خبراء طبيون أن الأنسجة الدهنية الزائدة تضاعف من مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادةٍ في الوزن.

اختصاصية التغذية العلاجية العيادية سينثيا بو خليل في مركز «آلوريون»، تورد النصائح التالية لمرضى السكري من النوع الثاني، مع تأكيدها أهمية فقدان الوزن بصورة صحية.

فوائد فقدان الوزن

ترى بو خليل أن الشخص المصاب بداء السكري من النوع الثاني يمكنه فقدان الوزن بما يوازي نسبة 5-10% من وزن جسمه، ما يساعد في السيطرة على الغلوكوز في الدم بشكلٍ معقول. وتوصي باعتماد نظام غذائي سليم، مع ممارسة الرياضة التي تخفف من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 58%. كما تشير إلى أنه من خلال فقدان الوزن قد يتمكن الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني من تجاوز حالتهم المرضية هذه بالكامل.

النظام الغذائي السليم

تقترح بو خليل أن يعمل المرضى عن كثب، مع أطبائهم واختصاصيي التغذية ومعالجي السكري على اعتماد برنامج محدد لفقدان الوزن، ذلك أنه خلال اتباع نظام غذائي ينبغي إعطاء سكر الدم والأنسولين والأدوية عناية خاصة. وبصورةٍ عامة يوصى باختيار نظام غذائي غنيّ بالفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان قليلة الدسم، مع التقليل من تناول اللحوم والحلويات والحبوب المعدلة. من المهم أيضاً الحصول على دهون صحية من مصادر مثل الأفوكادو والمكسرات وزيت الكانولا وزيت الزيتون. ويجب على المرء تجنّب المشروبات المحلاة والتأكد من ممارسته النشاط، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يومياً.

الوسائل غير الجراحية

تقول بو خليل: «على المرضى عدم الشعور بالإحباط أو فقدان الأمل، عندما لا يحصلون على النتائج المرجوة، فعلى المريض أن يراجع طبيبه المعالج حول الوسائل غير الجراحية، لمضاعفة وتيرة فقدان الوزن، حين لا يؤدّي النظام الغذائي الذي يتبعه والرياضة التي يمارسها إلى النتائج المرجوة». ويُعتبر بالون Elipse® وسيلة غير جراحية جيدة تساعد مرضى السمنة على فقدان الوزن الذي يطمحون إليه، من دون الحاجة إلى أي إجراء جراحي، وهو من التقنيات الحديثة التي تقوم على وضع بالون رقيق في المعدة، من دون اللجوء إلى جراحة أو تنظير داخلي أو حتى تخدير. وتؤكد بو خليل: «يمكن للبالون أن يجعل هؤلاء المرضى يشعرون بالشبع بشكل أسرع من السابق عند تناولهم الطعام، ويخفف من الوقت الذي يستغرقه تفريغ المعدة. وخلال أول 16 أسبوعاً من زرع البالون في المعدة، يفقد المريض بين 10 و15 كلغ من وزنه، مع إمكانية حدوث انخفاضٍ كبير في استدارة الخصر».

المرضى الذين خضعوا لهذا الإجراء أفادوا بحدوث انخفاضٍ كبير في مؤشر كتلة الجسم والدهون في الجسم ومحيط الخصر، وكذلك في ضغط الدم والكوليسترول، مع تحسين مستويات الغلوكوز في الدم ومستويات ما يُعرف بخضاب الدم السكري HBA1C. وككل إجراءات إنقاص الوزن المعروفة، يستدعي وجود البالون داخل المعدة التزام المرء بنمط حياة صحي، إذ يحتاج المرضى إلى إجراء تغييرات صحية دائمة في نظامهم الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للمساعدة في ضمان نجاح هذا الإجراء على المدى الطويل.