من أكشاك البهارات متعددة الألوان وروائحها الذكية، إلى معروضات الفخار والسلال والمنسوجات المطرزة والأحذية الملونة، مروراً بالأزقة الضيقة التي تضم أسواق العطارين والدباغين السمارين والصباغين، وأكثر من ألفين وستمئة حرفي مغاربي يعرضون صناعاتهم، تأخذك أسواق مراكش المغربية الشعبية، إلى سحر الحياة التي كانت موجودة بنفس المكان منذ مئات السنين، في مشهد يستمد إكسيره من فناني النحاس والبرونز العاكفين على أعمالهم، والكثير من البضائع والمنتجات التقليدية والأطعمة. هنا كل شيء مختلف ونادر ومبهر في المدينة الحمراء التي سميت بذلك نسبة لمبانيها وأسوارها المبنية من الطين. فالمدينة تصحو وتنام على شرفة التاريخ والجمال.

 

تعتبر أسواق مراكش، عاصمة الإمبراطورية الأندلسية، من أهم المناطق السياحية في العالم، حيث تتميز بعراقة وتنوع بضائعها التقليدية الجاذبة، وقد ذُكرت المدينة وأسواقها في كتب الرحالة ابن بطوطة، وهي لا تزال تحتفظ بالكثير من معالمها التاريخية، سواء من ناحية الأسوار الطينية أو الشوارع. ومعظم الأسواق الموجودة في المدينة يمتد تاريخها إلى العديد من القرون القديمة، وتجمع بين جمال الحاضر وروعة الماضي.

 

ساحة الفنا

 

صباحاً تفتح مراكش الأبواب لعشاق التاريخ والحضارة على ساحة جامع الفنا، والتي يعود تشييدها إلى القرن الخامس الميلادي، حيث يقبع سوقها الذي يعد من أكثر الأسواق شعبية وشهرة في المغرب، ويزدحم ببائعي الفواكه يصدحون بعبارات لجذب الزبون الجديد. ويتلألأ ليل ساحة جامع الفنا بالفوانيس التقليدية ويمتد إلى ساعات الليل الأخيرة، حين يتحول إلى ساحة للموسيقى والألعاب البهلوانية العروض المشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، وتعطي الصيدليات الشعبية التي يغري باعتها زبائنهم بجرعات سحرية، تعيد الشباب والشاي بالنعناع المنعش، نكهة مميزة للسوق وتضيف إليه رونقاً مدهشاً، وهناك الكثير من البضائع والمنتوجات التقليدية من الأدوات المصنوعة يدوياً ومحلياً، إلى الزيوت والمصابيح والملابس والبهارات والأطعمة، إضافة إلى المطاعم التي تقدم أشهى الأطباق المحلية.

 

شريفية والسمارين

 

شريفية.. هو أحد الأسواق الصغيرة الحديثة نسبياً، حيث تجد فيه سلعاً لن تجدها في أي سوق آخر، إذ يمتلئ بالبضائع التي صُممت على أيدي عدد من المصممين المغاربة بلمسات معاصرة على النمط التقليدي، ومتاجر الهدايا التذكارات والعباءات المغربية المطرزة، أما سوق السمارين الذي يعتبر واحداً من أكبر الأسواق، فينقلك إلى مجموعة متنوعة من الفخار، ومحلات الحلويات، والمحلات التجارية للمنسوجات ذات الجودة العالية، والأحذية المغربية التقليدية، والحقائب ذات الألوان الزاهية، ومجموعة متنوعة رائعة مطرزة بالجواهر، والأحزمة والمحافظ، والمجوهرات والقفاطين.

 

مصطفى بلاوي 

 

من الفخار، الفوانيس، الصواني، الجلود، الأقمشة، المنسوجات، الاكسسوارت، المزهريات والأواني، تُعد رحلة التسوق في منطقة مصطفى بلاوي ممتعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث يمكن العثور على أجمل وأفضل الأثاث والمواد الخزفية والسجاد التقليدي، الذي يباع هناك وتجده غاية في الروعة والحرفية والإتقان. فهناك الكثير من الخيارات حيث المصابيح والأواني الزجاجية المعلقة للبيع في كل مكان، التي تضيف لمسة سحرية خاصة على المكان. 

 

البحوث  وسيدي غانم 

 

الحركة لا تهدأ في سوق البحوث، حيث يحتوى السوق على متاجر متنوعة، ستجد هنا البياضات المطرزة بشكل جميل والمناشف ذات الخامة الراقية والحرير الناعم الجميل، والمشغولات الجلدية التي أبدع في تصميمها الحرفيون، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الهدايا التذكارية التحف والأنتيكات النادرة، ولا يمكن للزائر كذلك تفويت منطقة سيدي غانم، فهي سوق يعج بالبضائع وتراها في لحظات تصنيعها الأولى، وتُعتبر قلب مراكش الصناعي النابض، كما أنه مكان جذب للمصممين المحليين والعالميين.