معالم أبوظبي القديمة لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة أبنائها الذين عاصروها، والتقطوا لهم صوراً محسوسة، وأخرى خيالية تبقى في رفوف أنفسهم المشتاقة. وعلى أولئك الذين لم يكونوا قد ولدوا حين وجودها، ولديهم الرغبة في التعرف إليها، وتخيل حياة سكان المنطقة حينها، متابعة صانع الأفلام الإماراتي فاضل المهيري، على مواقعه للتواصل الاجتماعي، حيث ينشر صوراً لأبوظبي القديمة وقد حملها أمام أماكنها الجديدة، ويدمج بين الصورتين بطريقة تجعل الناظر يعيش الزمنين في إطار واحد. فتجد لديه صورةً للكورنيش القديم أمام مكانه الأخضر الجديد، أو صورةً لقصر الحصن بلونيها الأسود والأبيض، أمام صورة ملونة حديثة له، أو صورة لشوارع أبوظبي ومواصلاتها القديمة، أمام الشوارع التي أصبحت أكثر اتساعاً وبمواصلات أكثر تنوعاً، وصوراً كذلك للأسواق القديمة التي قد يعود تاريخها لثمانينات القرن الماضي، أمام الأسواق التي حلت محلها، أو ذاتها مع شكلها الجديد. الحنين إلى الماضي هو البضاعة التي يعرضها فاضل بلا بيع ولا شراء، الحنين الذي تثيره الصورة، ويداويه الخيال.

كصانع أفلام، بدأ المهيري، والمتخرج في الجامعة الأميركية في الشارقة، بممارسة شغفه وهو في سن الرابعة عشرة، وأسس شركة الإنتاج الخاصة به، عام 2013. له العديد من الأفلام القصيرة، التي بدأ بصناعته منذ عام 2001، كما كتب كتاباً بعنوان "مملكة الطاووس- ضباب الوقت"، وهو الكتاب الأول من سلسلة ثلاثية، وتدور أحداثه حول الغزو البرتغالي لمملكة وهمية في الخليج الفارسي، في أوائل القرن السادس عشر.