هل ما زال ابنك المراهق طالباً، أو أنهى للتو دراساته، أو في بداية مهنته. باستطاعتك من خلال بعض النصائح أن توجه مسيرته إلى المسار الصحيح، وتكون له مرشداً، وتعزز ثقته بنفسه.

ـ تحدث عن تجاربك الشخصية: التحدث إلى ابنك حول حياتك المهنية والتعليمية هو بداية جيدة. لا يتعلق الأمر بإخباره قصص المكاتب الصغيرة التي تحدث معك، إنما بقصص النجاحات والإخفاقات. اشرح له كيف اتخذت اختياراتك عندما كنت لا تزال طالباً، واختيار توجهك الأكاديمي، وكيف وجدت مكانك المهني، وما تجاربك المختلفة، الإيجابية والسلبية. كل هذه العناصر يمكن أن تكون مفيدة للغاية لمرافقة تفكيره ليبني خياراته الخاصة. 

ـ تبنَّ وضعاً إيجابياً: حتى لو لم يكن لديك مزاج متشائم، عندما تكون أحد الوالدين، فإنك تميل إلى إخبار أبنائك أن المستقبل قد يكون صعباً ومعقداً، والعمل، يمكن أن يكون في بعض الأحيان مرادفاً للمعاناة. حاول أن تكون متفائلاً من أجل مستقبل ولدك، وأظهر له أن العمل له معنى أساسي في الحياة وأنه ضرورة لبناء ذاته، وأن المرء يمكن أن يكون سعيداً في مهنته.

ـ تسلح بمواقف إيجابية: لا تحكم على رغبات ابنك التي يعبر عنها، ولو كان يتخيل مستقبلاً بعيداً جداً عما كنت تتخيله لنفسك أو له. لا تثبطه، ودعه يعبِّر عما ينعشه، ويستمتع وهو يستحضر أحلامه الوردية. ومفتاح هذا التمرين الصعب يكون في مناقشته أحلامه لا الحكم عليها.

ـ مراقبة ابنك وتحديد مواهبه: كل شخص لديه مواهب، لا نتحدث بالضرورة عن مواهب استثنائية، ولكن يمكن أن تكون على سبيل المثال ميولاً واضحاً للموسيقى، أو ذوقاً للكتابة أو الديكور. بمجرد التعرف إلى موهبة ابنك لا تتردد في إبرازها، ليفهم أنه يتمتع بـ(نعمة) ستخدمه في المستقبل لو أحب احترافها. والفكرة هي تعزيز ثقته بنفسه، مع الحرص على عدم التمادي في جعله يعتقد أنه عبقري.

ـ شجع ابنك على تحقيق أحلامه: شجعه على القيام بما يرغب وامنحه الوسيلة لتحقيق ذلك، أو ببساطة اتخذ الخطوات اللازمة ليجد طريقه. تشجيع الآباء والأمهات هو دافع كبير للطفل ليؤمن بنفسه ويمضي قدماً، على الرغم من الإخفاقات أو الشكوك التي قد تعترضه. شجعه ولو كانت لديك شكوك لكيلا يشعر بأي ندم، واترك له أن يتعرف إلى نفسه بشكل أفضل.

ـ تجنب القيام بمهامه لتمكّنه: القيام بمهام ابنك هو فخ يجب عليك تجنبه بأي ثمن. من المهم في الواقع، أن تكتفي بدور المرشد والمراقب والتوقف عن فعل الأشياء له، لتحوله إلى شخصية مسؤولة تماماً. إن خياراته هي التي ستساعده على التطور، لا خياراتك. لذا احتفظ بدور المستشار عندما يسألك ويطلب منك المساعدة، ولا تأخذ مكانه.

ـ تقديم مساعدة خارجية: يمكن أن تكون الأفكار المسبقة حول أنشطة معينة للمراهق، أو اختصاص أكاديمي أو مهنة مستقبلية، هي من الأمور المعقدة نوعاً ما. وبالتالي قد يحتاج لتطوير مهاراته وتقدمه، لمساعدة خارجية، مثل صاحب اختصاص في هذا المجال أو مدرب توجيه. وبحسب استطلاع OpinionWay لـ Linkedin، إن 67? من الشباب يرغبون بالفعل في الحصول على مساعدة توجههم في تطلعاتهم المستقبلية. ولكن حذار، لكي تعمل هذه الفكرة وتؤتي ثمارها، من الضروري أن تحفز ابنك عليها، وتقنعه بأن المساعدة الخارجية تساعده في بناء مستقبله.