توفي كيرك دوغلاس أحد آخر عمالقة عصر هوليوود الذهبي الذي اشتهر بأدواره القوية في "سبارتاكوس" و"باثس أوف غلوري"، عن 103 سنوات.
وبدأ كيرك دوغلاس الممثل والمنتج والمخرج بالظهور في أواخر الأربعينات وتواصلت شعبيته منذ ذلك الحين مشاركاً  في حوالى مئة فيلم في مسيرة امتدت أكثر من ستة عقود، واستمرت رغم إصابته  بجلطة دماغية. وأصبح أحد أكبر النجوم السينمائيين في العالم.
وقد أكد وفاته في منزل العائلة في بيفرلي هيلز نجله الممثل الحائز جوائز أوسكار مايكل دوغلاس.
وقال مايكل دوغلاس في بيان نشره عبر فيسبوك: "بحزن عميق جداً أعلن وأشقائي أن كيرك دوغلاس رحل اليوم عن 103 سنوات".
وأضاف البيان: "بالنسبة للعالم كان أسطورة وممثلاً من عصر السينما الذهبي عاش حياة رائعة، لكن بالنسبة لي ولشقيقيّ جويل وبيتر كان ببساطة الوالد”.
وقد تتالت الإشادات من أوساط هوليوود والعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأورد كثيرون عبارة "أنا سبارتاكوس" في إشارة إلى تجسيد كيرك دوغلاس ببراعة دور العبد الروماني المتمرد.
وكتب المخرج ستيفن سبيلبرغ أن دوغلاس: "احتفظ بكاريزما النجم السينمائي حتى النهاية".
وغردت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها المانحة لجوائز أوسكار قائلة: "وداعاً لأسطورة هوليوود".
وعلى غرار شخصية "سبارتاكوس" في الفيلم الشهير، كان دوغلاس معروفاً بطبعه المتمرد في الحياة أيضاً.
ففي بداياته السينمائية، كان يتواجه مع رؤساء الاستوديوهات في اختيار الأدوار قبل أن ينفصل عنها لتأسيس شركة إنتاج خاصة به "برينا" وكان من أول نجوم السينما الذين يقدمون على خطوة كهذه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ورغم كل ما حققه من شهرة ونجومية، إلا أن كيرك دوغلاس لم يفز بأي جائزة أوسكار عن دور أداه رغم ترشحه ثلاث مرات. وقد رشح دوغلاس للفوز بجائزة أوسكار عن دوره كملاكم في "تشامبيين" (1949) وكمنتج سينمائي لا يرحم في "ذي باد أند ذي بيوتيفل" (1952) ومؤدياً دور الرسام الهولندي فينست فان غوخ في "لاست فور لايف" (1956).
لكن الأكاديمية منحته أوسكاراً فخرية عن مجمل مسيرته العام 1996 بعد أشهر قليلة على إصابته بجلطة دماغية لأنه كان "على مدى خمسين عاماً قوة إبداعية وأخلاقية في أوساط السينما".
ولد كيرك دوغلاس في عائلة مهاجرين يهود من روسيا، في نيويورك العام 1916 وبدأ ممثلاً مسرحياً في سلاح البحرية الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية.
وانتقل إلى السينما عندما وقع عقداً مع هال واليس منتج "كازابلانكا" العام 1946 واشتهر بتأديته دور ملاكم خائن ومحب للنساء في "تشامبيين" العام 1949.
على صعيد حياته الخاصة تزوج دوغلاس مرتين. وقد اقترن بزوجته الثانية آن بايدنس عام 1954 وعاشا معاً أكثر من 65 عاماً حتى وفاته. وهي تبلغ الآن مئة عام.
وكان دوغلاس نفسه أقر في كتاب مذكراته أن حياته العاطفية شهدت مغامرات كثيرة لكنه عرف على الدوام التحكم في صورته.
وجاء في بيان العائلة: "عاش كيرك حياة مليئة وترك إرثاً سينمائياً سيتواصل لأجيال وأجيال وسجلاً حافلاً في الأعمال الخيرية بمساعدته على إحلال السلام في العالم".