تحويل الكوابيس إلى أحلام؟ هذا هو وعد العلاج الجديد الذي تم اختباره من قبل الطبيب في العلوم المعرفية والمعالج النفسي السريري الفرنسي بنجامين بوتوا. 

في فرنسا، يعاني حوالي 50% من البالغين من الكوابيس بانتظام. ظاهرة قد تبدو غير ضارة، لكن عواقبها على نوعية النوم والحالة النفسية لهؤلاء الذين يعانونها، مهمة. وعلى الرغم من أن الحالة هذه (الكوابيس) هي بمثابة تعبير عن اللاوعي، ويصعب السيطرة عليها، توصل طبيب العلوم المعرفية والمعالج النفسي السريري بنجامين بوتوا إلى إيجاد الحل للحد منها.

في اختباره، استخدم علاجاً جديداً يعتمد على الصور الذهنية المرئية (IRT)، على متطوعين يخضعون لكوابيس مزمنة، وخرج بنتائج مفاجئة ومشجعة. وطبق هذا العلاج على 48 متطوعاً لمدة ثلاثة أشهر، وهم من الذين اعتادوا رؤية الكوابيس الصادمة أثناء النوم، وأخضعهم لأربع جلسات تدريبية تتضمن أشرطة فيديو تثقيفية، مع المواظبة على ممارسة تمارين رياضية في المنزل، بالإضافة إلى حصص مشاورات مع طبيب نفساني. 

بحيث مكنت هذه الأدوات المشاركين من الخضوع للعلاج السلوكي والمعرفي القائم على الصور الذهنية البصرية. والهدف، تحويل كوابيسهم إلى أحلام من خلال دمج الصور الإيجابية فيها.

على مدى التجربة التي امتدت لستة أشهر، طلب من المشاركين تسجيل كوابيسهم يومياً في مخطط الأحلام، والإجابة عن استبيانات تتعلق بنومهم وكوابيسهم وحالتهم النفسية. وبعدها تكللت النتيجة، بشفاء 70? من المشاركين، مع تحسن مصحوب بنوعية أفضل من النوم، وانخفاض ملحوظ في الشعور بالاكتئاب.

أما المرضى الذين كانوا يعانون كوابيس مرتبطة بالإجهاد، فأبدوا تجاوباً مع العلاج أيضاً، ولمسوا انخفاضاً بنسبة 25? تقريباً في الأعراض التي كانت تنتابهم. وجاءت هذه النتائج ليبني عليها بنيامين بوتوا، ويؤكد: «يمكن اعتبار هذا العلاج بمثابة مرحلة أولى من الرعاية النفسية، للأشخاص الذين يعانون صدمة نفسية حادة».