في الغالب يكون الطفل شديد الحساسية، عاطفياً، له طريقته الخاصة في التعبير، مبدعاً ومرهف الإحساس.. إلى صفات أخرى كثيرة تميزه. فكيف للأهل والمربين والمدرسين أن يعرفوا كيف يتصرفون، عندما يواجهون سلوك طفل شديد الحساسية؟

وفقا للخبراء في هذا المجال، هناك عدة أشكال لفرط الحساسية، وغالباً ما تتجسد بردود فعل مبالغ فيها. على سبيل المثال، يشعر الطفل بالسعادة الشديدة لشيء ما يجعله سعيداً أو على العكس فهو قد يبكي بكاء مراً لسبب بسيط جداً. والشائع بين هؤلاء الأطفال، أنهم لا يحبون الظلم بأي شكل من الأشكال، مما يخلق إشكالية نفسية لهم في التعامل مع الآخرين.. كل الآخرين.

من أهم سمات شخصية الطفل شديد الحساسية، أنه يميل إلى النوم بشكل سيئ أو إلى القفز واللعب بحماس ومن دون توقف. لا يحب التغيير، وقد يشعر بالضياع إذا تم نقله من مدرسة إلى أخرى، بالإضافة إلى أنه يتعلق بملابس معينة ويرفض ارتداء أخرى، لا سيما إذا صنعت من مواد معينة لا يرتاح لها، كما أنهم بشكل عام يتحسسون من الروائح.

لكن فرط الحساسية ليست نقطة ضعف إنما تعكس العديد من الصفات الجميلة، ويستحضر الخبراء الجانب الإيجابي للطفل شديد الحساسية، ويؤكدون أنه وعلى غرابته يتميز بموهبة الإبداع والحس الحدسي والتوق للكمال في كل ما يقوم به. 

ومن المهم احترام خصوصيات الطفل شديد الحساسية، بسبب ردود فعله التي تتفاقم في بعض الأحيان، فهو قد يواجه صعوبة في المدرسة، ويتطلب الأمر التحدث إلى مدرسيه ليكونوا على بينة من حالته، من دون أن ننسى أن مثل هذا النوع من الأطفال يرفضه زملاؤه، وفي بعض الحالات يضايقونه بشكل مؤلم نفسياً. وتبقى المسؤولية الأكبر منوطة بالآباء، الذين عليهم التعامل بوعي واحترام مع خصائص طفلهم الحساس، وتقديم اهتمام إضافي له، والحرص على التواصل معه وتفهمه ورعايته، وعدم التردد باستشارة طبيب نفساني إذا ظهرت عليه عوارض أو اضطرابات غير مألوفة.