لدى الغرب مثل هو (نهض من الجانب الخاطئ للسرير) ويقولونه عندما يستيقظ الإنسان بمزاج سيئ صباحاً، وفي ثقافتنا العربية أمثال تُشبهه وتتحدّث عن السعادة أو الانزعاج في بداية اليوم، ومع بداية العام الجديد تدور أغلبية النقاشات وحتى محتوى وسائل الإعلام حول تقييم العام الماضي والتوقعات والخطط للعام الجديد، ولكن بالنسبة إليّ أرى أنه مهما تنوعت أهداف الإنسان من هذه النقاشات فهدفه من تحقيق أي هدف هو الشعور بالرضا والسعادة، سواء على المستوى المهني أو الشخصي حسب احتياجه.

وفي حديث مع أمي مؤخراً عندما سألتها عن مثل إماراتي يصف الذي قد يصيب الناس في بداية يوم ما من انزعاج أو فقدان للسعادة في عصرنا الحالي، فقالت لي باللهجة المحلّية الإماراتية: «الأوليين ما ينشون من الرقاد ضايجين، إلّا الحين هالزمان الناس تعبانة، والا قبل مأمنين ومحتسبين ولو شفنا حد ضايج الناس تقول له اذكر الله» إجابة مُطمئنة فيها منهج حياة ووصية عميقة لبداية هذا العام، ولكن في رمسة عاشة سألت نفسي كيف نُحدث الفرق ونُعيد ما قد يفتقده البعض من سعادة.

الإجابة وجدتها في حكمة وحديث سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عندما شرّفنا سموّه بلقاء للاطلاع على نتائج أجندة السعادة التي تنفذها دبي الذكية بالتعاون مع أبطال السعادة من الجهات الحكومية والخاصة في دبي، حيث قال لي سموه أحياناً ما نحتاجه هو «إعادة ضبط السوفتوير البشري» في إشارة إلى أن إحداث التغيير حولنا والتأثير في حياتنا وحياة من حولنا يحتاج أن ننقي تفكيرنا من أي تشويش قد يكون أصابنا بالعودة للهدف الأساسي وهو إسعاد الإنسان في كل ما نفعل.

بالتأكيد «إعادة برمجة السوفتوير البشري» ليست أمراً سهلاً، ورغم أنّه قد يبدو تشبيها تقنياً إلا أنه استعارة أدبية عميقة المعنى، فكبرى المشكلات التقنية التي تواجهنا يكون حلّها عبر خيار استعادة ضبط المصنع، لكن اليوم ومع التزايد الهائل في سرعة الحياة قد نرى أنّه ليس لدينا زرٌّ سحري للعودة لأفضل حالة للإنسان، ولكن ما نحتاجه أن نتذكّر قدراتنا ومميزاتنا الشخصية والمهنية التي جعلتنا النسخة الأفضل من أنفسنا في يوم من الأيام، فهل ستعثرون على خيار إعادة البرمجة في داخلكم في 2020.