هي فلسفتي الخاصة أن البشر جميعاً يشبهون حلوى «سينابون»!.. دوائر متداخلة تبدأ من مركز عميق وتظل تدور حلزونياً مع مدارات القدر.

قد تخدع غيرك بمظهر «دائرتك الخارجية»، لكنه كلما اقترب سيرى منك أكثر مما تخفيه.. 

يمكن أن تكون محظوظاً حقاً بمن يعبر كل هذه الدوائر ليصل للمركز فيرى عمق حقيقتك من دون «رتوش» إضافية، وقد تبقى طوال عمرك أسير ما يرونه من زيف دوائرك!.. لهذا تعودت دوماً أن أرى بـ«روحي» قبل «عيني»، فبصمة الروح لا تخطئ قراءة الشفرات مهما تعقدت رموزها، وما رأيت وعاءً يخدع الناظر إليه كما رأيت الجسد حين يخفي أسرار روحه!.

كم من ضحكة ليس فيها من الضحك إلا انفراج الشفتين.. كم من دمعة ليس فيها من الدمع إلا زيف البلل.. كم من قسوة أخفت شفقة القلب الرحيم.. وكم من رحمة ظاهرها اللين وباطنها البلادة!.

كلنا نعيش العمر نلتف في حلقاتنا هذه مختارين دائرة خارجية نصدّرها - كواجهة أنيقة - كما يرتئيها طموحنا، ومخفين «مركز دواخلنا» في أكثر أعماقنا ظلمة، مخافة أن تدنسه عيون لا تفهمه.

صورة ضاحكة على مواقع التواصل.. ملبس أنيق وإطلالة زاهية.. كلمات متفاخرة تتراقص على لحن الإنجازات.. كل هذا مجرد جدار أجوف تفضحه أول طرقة قوية ينقضّ معها كأن لم يكن!.

طالما ظننت أن أحزاننا «عورة» لا تنكشف إلا على «محارم قلوبنا» ولا يجوز أن تُسكَب على الأرصفة لتكون للعامة مباحة.. محارم قلوبنا هؤلاء الذين اخترقوا كل هذه الدوائر ليقرؤوا بصدق حديث «مركزها» من دون زيف أو تدليس..

هؤلاء الذين تصدق صورتنا في مراياهم وتتشوه في مرايا غيرهم.. هؤلاء الذين رأوا سوادنا فلم يعيّرونا.. رأوا بياضنا فلم يستخفوا بنا.. رأوا أطياف ألواننا فافتخروا بنا.. فكانوا هم الفرشاة واللوحة والجمهور!.

لاذعة هي أحزاننا.. حارقة كمذاق القرفة.. لكن القدر الرحيم يحليها بـ«الصوص» الذي يمنحنا لذة العِوض فيمنح «عجائننا» مزية توازنها.

«سينابون»...!

هكذا نحن.. مزيج من مذاق «القرفة» اللاذع، و«الصوص» الحُلو، والعجين «المتخمر» بماء «الماضي»!.

نيرمين نحمد الله