ولدت شيخة المنصوري في شهرها السادس، فمكثت في الحضانة لمدة ثلاثة أشهر حتى يكتمل نموها، وكانت، مثل أي مولود، ترى وتسمع وتشعر بما حولها. فلم تصب عيناها بأذى، إلا بعد مرور فترة قضائها شهور النمو الثلاثة في الحضانة، ففقدت بصرها نتيجة لخطأ طبي، هو عدم وضع عصابة على عينيها خلال فترة وجودها في الحضانة، كما تقول، فأصبحت كفيفة.

لم تشعر شيخة يوماً بأنها فاقدة للبصر، كما تقول لـ«زهرة الخليج»، نظراً لما لاقته من عناية ورعاية واهتمام من أسرتها، خاصة والدتها التي لم تشعرها يوماً بأنها أقل من إخوتها، بل على العكس شجعتها ودعمتها لتكمل تعليمها، إلى أن وصلت للمرحلة الجامعية التي تخوض غمارها حالياً، وبات لديها العديد من الطموحات التي تسعى إلى تحقيقها يوماً تلو الآخر.

تقول شيخة المنصوري: «ظروف ولادتي المبكرة تسبب في فقد بصري، لكن الله تعالى أنعم عليّ بنعمة البصيرة، فلم أشعر يوماً بأنني أقل من رفيقاتي في المدرسة أو إخوتي في المنزل، وعلى الرغم من التحدي الذي واجهني ذات مرة، عندما كنت ألعب في الحديقة مع إحدى الصغيرات، وسمعت والدتها وهي تمنعها من اللعب معي لأنني (عمياء) حسب تعبيرها، إلا أنني فخورة بنفسي وبما وصلت إليه». وتضيف: «تلك الكلمة لم تترك أثراً في نفسي يوماً ما، بل على العكس أشفق على من ينعتني بالعمياء، لأنه بذلك يعترض على قدر الله وإرادته». 

ركوب الخيل

«أصحاب الهمم»، خاصة من فاقدي البصر المكفوفين، هم أشخاص طبيعيون يشعرون ويفكرون ويمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي. تؤكد شيخة المنصوري أنها لم تشعر يوماً بأنها فقدت بصرها وأصبحت كفيفة، إذ استطاعت أن تتفوق في دراستها، كما شجعتها والدتها وهي في عامها الرابع على ممارسة رياضة ركوب الخيل. وتوضح المنصوري عندما سألناها، كيف تستطيع قيادة الحصان وتوجيهه يميناً ويساراً، فارتسمت على وجهها ابتسامة تجعل من يتحدث معها، يشعر بأنه هو الذي فقد بصره وليست هي، قائلة: «الخيل كائن حي يشعر ويعرف صاحبه، ويستطيع أن يعرف أن من يمتطيه من المكفوفين، فلا تتعجبوا من هذا الأمر، فالحيوانات وخاصة الخيول، هي من أذكى مخلوقات الله، ولم تخذلني الخيل يوماً وأنا أمتطيها، فهي تحميني من السقوط، وأذكر عندما سقطت مرة في بداية تدريبي، من على ظهر الحصان فتوقف لفترة إلى جانبي، يرفض الحركة وكأنه يرغب في الاطمئنان عليّ».

 

اقرؤوا المزيد عن شيخة المنصوري التي استظاعت أن تتفوق في مجالات عدة في عدد زهرة الخليج المتوفر الآن في الأسواق