يختلف «متحف توتوري للرمال» الذي يقع في مدينة نائية على الساحل الغربي من اليابان، عن غيره من المتاحف التقليدية بما يقدمه للجمهور، فبدلاً من المقتنيات الثمينة التي تظل حبيسة «الفاترينات»، والتي تستمد قيمتها التاريخية بصمودها أمام عوامل الزمن، تعرض في هذا المتحف مئات من التماثيل الرملية العملاقة في الهواء الطلق، والقابلة للاختفاء في أي لحظة.

يقع المتحف الرملي في مدينة توتوري غرب اليابان، بالقرب من البحر، ويشتهر بأكثر من 30 كيلومتراً مربعاً من الكثبان الرملية التي تغطي الساحل شمال المدينة، وعلى بعد مسافة قصيرة من هذه الكثبان، يوجد المتحف المخصص للتماثيل المصنوعة باستخدام الماء والرمل فقط. كجوهرة سياحية خفية يجلب اكتشافها الكثير من المتعة لزوارها. 

فن فريد

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كان المتحف مفتوحاً للهواة، ولكن في عام 2006، افتتح رسمياً كمعرض مؤقت في الهواء الطلق، حيث يتم عرض الكثير من التماثيل الرملية المدهشة والضخمة. وقد خصص للطبيعة والفولكلور والتاريخ وازدادت شعبيته. وفي عام 2012 انتقل المتحف إلى موقعه الدائم، حيث يقال إنه أول متحف رمل داخلي ودائم في العالم مخصص للتماثيل والفن الرملي، مع أعمال رائعة صممها 15 نحاتاً من النحاتين الدوليين.

شخصيات وقصص

تتغير معروضات المتحف من التماثيل سنوياً سواء داخل المباني أو خارجها، بسبب الطبيعة المتقلبة للمنحوتات الرملية، وعادة ما يهدف كل معرض إلى تصوير جوهر المنطقة وروحها، وتكريم الفن والعادات المميزة للثقافات فيها. من خلال مشاهد وشخصيات لمشاهير وأبطال منها حراس القصر الإمبراطوري والأديب البريطاني وليام شكسبير، المهاتما غاندي أو مشاهير عالميون وغيرهم، كما قدم متحف الرمال مشهداً فريداً لعشرات المنحوتات الرملية الضخمة، مثلت قصصاً وأساطير.

جاذبية الضعف

على الرغم من جرأة أساليب النحت للتماثيل في متحف «توتوري للرمال»، واهتمام النحاتين بتفاصيل معقدة ودقيقة، تظهر كل قطعة منه غاية الإتقان، وتبدو كأنها حقيقية وصلبة كالصخر. إلا أنه وبمجرد نهاية المعرض يعود أغلب هذه التماثيل، ليصبح رمالاً وتتم إعادة استخدامها في الأعمال الجديدة خلال فترة المعرض المقبلة، إذ تستمر المعارض من أبريل إلى يناير من العام الذي يليه، ومع ذلك فإن أحد عناصر جاذبية المنحوتات الرملية تتمثل في ضعفها، فهي تعمل أيضاً كسبب لعودة الضيوف ومشاهدة الأعمال الجديدة، التي تحل محل التماثيل القديمة، إذ يزور المتحف نصف مليون سائح سنوياً من جنسيات مختلفة.