حدث الأمر برمته بعد أن طلبت منه والدته كرستين، تنظيف غرفته، يقول الفنان الإنجليزي إيان بيري «كان هذا قبل ست أو سبع سنوات، حيث كانت والدتي تنظف غرفتي القديمة، وأرادت مني التخلص من أغراضي، فوجدت مجموعة كبيرة من الجينز القديمة، والدينيم، ولاحظت الألوان والظلال المختلفة لها. احتفظت بها، ولكني لم أقم بأي رد فعل تجاهها إلا بعد 18 شهراً». ليس مهماً أن تملك فرشاةً وألواناً ولوحة كانفس بيضاء لتكون فناناً مهماً في العالم، فيمكن لبعض القطع ذات اللون الواحد المتدرج أن تجعلك كذلك، وهو ما حدث مع فنان الدينيم، أو الجينز، إيان، الذي أخذ عالم إعادة التدوير إلى مستوى أكبر من المعروف، وأخذ يجوب العالم بلوحاته التي تظهر موهبة مميزة جداً في التعامل مع قطع الجينز غير المرغوب بها، تاركاً عمله في مجال الإعلان، ومتفرغاً لفنه. كل ما يتسلح به إيان قبل بدء معركته الرابحة مع فنه، هو مجموعة قطع من الجينز القديم، ومقصات، وبعض الغراء، ومساحة مناسبة للعمل الفني، الذي يتنوع بين البورتريه ومناظر الطبيعة الحضارية، بطريقة تجعل الناظر إليها قبل الاقتراب ولمسها، يظن أنها لوحات زرقاء عادية فقط لا غير. إن أعماله لا تشهد فقط على قدرته البديعة في التعامل مع الجينز وتشكيله لصنع عمل فني مميز، ولكنها كذلك تعتبر كوسيط لرؤية العالم الحالي، وتسليط الضوء على المواد التي يجب أن يستخدمها هذا العالم الحديث، بكل رمزيتها وازدواجيتها، وكذلك كون هذه المواد عنصراً مشتركاً في الملابس بين العديد من الأشخاص حول العالم. يمكن الاطلاع على أعمال إيان للتعرف إليه عن قرب، والتبرع له كذلك بالجينز الذي انتهت مدة استعماله على موقعه الخاص www.ianberry.art.