تضم إمارة رأس الخيمة، التي تعود تسميتها إلى الخيمة التي كانت تنصبها الملكة الزباء على قمة جبل، ويتبعها العديد من الجزر، كجزيرة الحمراء وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، أماكن تراثية عدة لا تزال شاهدة حتى الآن على تاريخ الإمارة وهي من أهم المراكز التراثية في دولة الإمارات، خاصة أن أغلب المعارك والثورات القديمة وقعت فيها، ومنها قلعة «ضاية»، وهي قلعة عسكرية تاريخية بالغة الأهمية في تاريخ الإمارة.

 شيدت القلعة، التي تقع شمالي مدينة الرمس، في القرن الـ16 على تل جبلي مرتفع يواجه الخليج، في منطقة خصبة جداً تحيط بها مجموعة من الجبال شديدة الانحدار، وكانت عبارة عن موقع دفاعي طبيعي، وتم استخدامها للسكن والتحصين.

ولقلعة ضاية قصة يرويها لـ«زهرة الخليج» أحمد سعيد الزعابي، الباحث في التراث، قائلاً: ضاية هي إحدى مناطق بلدة الرمس، شهدت معركة ضد الإنجليز، في ديسمبر عام 1819، دارت بين أهالي رأس الخيمة والقوات البريطانية، وفيها أيضاً تحصن الزعيم حسن بن علي مع 400 من رجاله المقاومين للإنجليز الذين تمكنوا بعد حصار طويل من السيطرة على القلعة، وإجبار رجال المقاومة على الاستسلام.

ويشير الزعابي إلى أن هذه المعركة أسفرت عن تدمير تلك القلعة التاريخية بقصفها أولاً تم نسفها ونسف أبراجها بعد الاستيلاء عليها، وفي عام 2001 تم ترميمها جزئياً وتجهيزها لاستقبال الزوار.

ويضيف أنه عُثر في ضاية على مدافن يرجع تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف سنة، احتوت على عظام آدمية كثيرة، وفخاريات وأوانٍ حجرية، وخرز ورؤوس رماح برونزية، كما عُثر أيضاً خرزتين محفورتين من العقيق.