يقولون: «فرخ الوز.. عوام»، هكذا هي المذيعة دينا عبد الله، فعلى الرغم من أن والدها الفنان صلاح عبد الله له شهرته ومحبوه، ورغم تخرجها في كلية الإعلام بعد دراستها بقسم الإذاعة والتلفزيون، إلا أن والدها لم يساعدها في تحقيق حلمها بالعمل مذيعة. أيضاً تكشف دينا لـ«زهرة الخليج» أنها تعشق التمثيل، لكن والدها يرفض رفضاً قاطعاً أن تحترفه. ونسألها:

 • هل كان لوالدك الفنان صلاح عبد الله دور في عملك بالإذاعة؟

اعتمدت في عملي بالإعلام على نفسي، خاصة بعد أن درست في قسم إذاعة وتلفزيون وتخرجت فيه عام 2011 بتقدير جيد جداً، وكان مشروع تخرجي فيلم دراما مدته 25 دقيقة أخرجته وكتبته وشاركت في المونتاج والتصوير وتعبت جداً فيه، كما عملت صحافية، وشاركت بعض الأصدقاء في عمل موقع إلكتروني، ولكنني لم أرد أن أكون صحافية لأنني خريجة إذاعة وتلفزيون، طوال عمري أحلم بأن أكون مذيعة.. ولهذا عملت اختبارات في قنوات عدة، حتى جاءت اختبارات الإذاعة التي عرفتها بالصدفة من إحدى الصديقات لاختيار مُذيعين جُدد وانضممت لإذاعة «راديو النيل»، وقدمت برنامج «كبر دماغك» مع الفنان شريف باهر.

«كبر دماغك» 

• كيف كانت ردود الفعل على البرنامج، لاسيما أن مقدمته هي ابنة فنان محبوب؟

البرنامج كان يتناول القضايا الاجتماعية التي تشغل بال البعض في الحياة اليومية، ومواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة كوميدية خفيفة، وكان الهدف من البرنامج هو بث روح الإيجابية في نفوس المُستمعين، ومحاولة حل مشكلاتهم، بطريقة إيجابية، والابتعاد عن السلبية. وكان «كبر دماغك» يعتمد في الأساس على القضية المطروحة، والتواصل مع المستمعين والتفاعل معهم. وطبعاً أفتخر بوالدي، لكن لو لم يكن لديّ حضور وفكر لما تقبلني الناس.

 • هل عملت في التليفزيون قبل عملك في الإذاعة؟

عملت مراسلة لبرنامج «البيت بيتك» في التلفزيون المصري، وكذلك في بعض الفضائيات، كما عملت مراسلة تلفزيونية في «قناة الحياة»، لكن بعد أكثر من عامين كنت على موعد مع تقديم برامج إذاعية أرى أنها الانطلاقة الحقيقية التي عرفني من خلالها الجمهور والوسط الفني والإعلامي.

 عشقي الأول

 • أنت ابنة فنان كبير وممثل قدير، ألم تفكري في التمثيل؟

 التمثيل يظل هو العشق الأول لي منذ صغري لرؤيتي والدي وأصدقاءه على خشبة المسرح، وكذلك في جلسات العمل، ومنذ عمر الثلاث سنوات كنت أحلم بالتمثيل، ورافقت والدي الفنان صلاح عبد الله في معظم مسرحياته، كأي طفلة ترغب في الخروج مع أبيها، ولم أكن أعرف طبيعة مهنة التمثيل، لكني ظللت أذهب بشكل يومي للمسرح وأصعد إلى خشبته أكثر من مرة بشكل غير مقصود، وصفق لي الجمهور مرات كثيرة في مسرحيات مثل «فيما يبدو سرقوا عبدو» و«حودة كرامة» وغيرهما، لكن رفض والدي أن أعمل بالتمثيل كان أقوى من هذا الحب، ولم أحزن لموقفه لإدراكي أنه أكثر دراية مني في تلك المرحلة، لكن تجربة التمثيل بدأت بالفعل معي عندما طلبني الفنان محمد صبحي للمشاركة في إحدى مسرحيات برنامجه «أعزائي المشاهدين ما فيش مشكلة خالص»، والذي قدم خلاله عشرات المسرحيات شاركته اثنتين منها، وكان دوري مذيعة، مما دفعني إلى قبول التجربة رغم اختلافها في السيناريو المكتوب، وكذلك فإن خشبة المسرح لها رهبة.

 «يا 30 أهلاً»

• ماذا عن تجربتك في رمضان الماضي ببرنامج «يا 30 أهلاً»، وهل كنت متوقعه النجاح؟

برنامجي كان مختلفاً بعض الشيء عن برامجي الأخرى، وكانت فكرته معتمدة أكثر على خفة الدم والجو المليء بالفرح والروح الفكاهية، وفي الوقت ذاته كيفية أخذ تفاصيل أو بعض القصص من الضيوف التي لم تقل من قبل، وأنا أعتمد دائماً في برامجي على الاختلاف والتنوع. وبصراحة أعتبر برنامج «يا 30 أهلاً»، «وش السعد عليّ».

• هل ستقدمين جزءاً ثانياً للبرنامج في رمضان المقبل؟

ما زلت في حيرة من تقديم برنامجي المقبل، فأنا أفضل تقديم برامجي مع النجوم كالعادة، بغض النظر عن فكرة كل برنامج، وأنا حالياً في مرحلة الاختيار، وربما أفكر في تقديم شيء مختلف تماماً عما تعود عليه الجمهور.

• هل كانت حلقة الفنان أحمد السقا هي الأنجح في برنامجك؟

بكل تأكيد، وكانت ردود فعل الجمهور القوية لظهور أحمد السقا في برنامجي لندرة ظهوره في البرامج التلفزيونية، وأيضاً لنجوميته الكبيرة، وأنا أعتمد كثيراً في برامجي مع النجوم على أن أتحدث معهم في حياتهم الشخصية أكثر من الحديث عن الحياة العملية وإظهار الوجه الحقيقي لهم بعيداً عن الحياة الفنية.

• هل العمل في رمضان له طعم خاص؟

البرنامج في رمضان مختلف كثيراً عن أي شهر آخر، فهو يكون عملاً شاقاً، وخصوصاً قبل رمضان بشهرين، حيث يكون الاستعداد والعمل في مرحلة شاقة، وأثناء رمضان كنت لا أنام إلا قليلاً جداً بسبب ضغط الوقت. وعن نفسي أفضل أن تكون أعمالي في رمضان على الرغم من الصعوبات، ولكن في الوقت نفسه الأجواء وكواليس العمل تكون رائعة وردود فعل الجمهور تكون كبيرة جداً في رمضان. وقبل رمضان هناك برنامج جديد لي مع بداية 2020 مختلف تماماً، وحتى الآن لم نستقر على اسمه.

• هل تفضلين البرامج الإذاعية على التلفزيونية؟ وماذا يميز الإذاعة في رأيك؟

أنا أفضل البرنامج الجيد، سواء في التلفزيون أم الإذاعة، وأهم ما يميز البرامج الإذاعية عن البرامج التلفزيونية الروح الطبيعية التي تنشأ تلقائياً بين المذيع والضيف، والراديو هو الأكثر قرباً من قلوب الناس؛ لأنه جزء من حياتهم، ويمكن لأي شخص أن يستمع له في أي مكان وفي أي وضع.

  مذيعة تلفزيون

• ماذا لو تلقيت عرضاً للعمل مذيعة تلفزيون؟

مذيع التلفزيون يقدم الهدف نفسه وإن اختلفت الطريقة، فهو يكون أكثر روتينية و«فورمة» عكس الراديو الذي يتعامل فيه المذيع على طبيعته ويتفاعل مع الجمهور بشكل أكبر.. ولا أخفيكم سراً أنني تلقيت عرضاً لتقديم أحد البرامج في فضائية شهيرة، لكن انشغالي بالعمل الإذاعي منعني من الارتباط بالتلفزيون.

• هل أنت مع برامج المقالب؟ وهل تتمنين تقديم هذه النوعية؟

لا مانع لديّ من تقديم برنامج مقالب بشرط الاختلاف المطلق عن جميع الأفكار التي قدمت من خلال تلك النوعية من قبل وأن تكون الفكرة مدروسة جيداً وبعيداً عن الاستخفاف بالناس وإحراجهم أو النيل من كرامتهم.

فخورة بأبي

• ماذا يمثل لك والدك الفنان صلاح عبد لله؟

أنا اسمي دينا صلاح عبد الله، بنت الفنان صلاح عبد الله، لذا لي الشرف وفخورة جداً بأبي، ووجوده في حياتي نعمة من نعم ربنا عليّ، وحب الناس له يسعد قلبي، ووجوده في حياتي يمثل لي كل شيء في هذه الدنيا، وهو من أكثر الداعمين لي في كل شيء.

• وما رأيك في صلاح عبد الله الممثل؟

على الرغم مما يعتقده البعض من أن شهادتي قد تكون مجروحة، إلا أنني أرى أن أبي فنان موهوب أبدع في الكوميديا ونجح في كل أدواره، وعندما قدم التراجيديا اعتبره البعض من أفضل الفنانين، ويكفي دور «صلاح وردة» في فيلم «الفرح»، حتى إنني بكيت عندما شاهدته في السينما لأول مرة، وخرجت من دور العرض وأنا أجري وأبكي من قوة تقمصه للشخصية، وقد استضفته في حلقتين من برنامجي الإذاعي «أول كل حاجة» في رمضان الماضي، لأقدمه للجمهور بشكل مختلف، ليحكي لهم عن حياته، وأسراراً لا يعرفها أحد، لكنه ظل رافضاً التسجيل معي في الإذاعة سنوات عدة.

 الكيلاني والشاذلي

• من المذيع أو المذيعة التي ترين أنه مثلك الأعلى؟

من الإعلاميين مقدمي البرامج الأقرب لقلبي، وفاء الكيلاني ومنى الشاذلي.

• في رأيك، هل للـ«سوشيال ميديا» تأثير في نجاح أي برنامج أو عمل فني؟

أرى أن الـ«سوشيال ميديا» غيّرت حياة الجميع، وأصبح لها دور كبير في نجاح واستمرارية أي برنامج وعمل فني بشرط الاستغلال الصحيح، سواء من جانب الجمهور أم المسؤولين عن البرنامج.