سعيد عبد الله المظلوم عقيد في شرطة دبي، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة البريطانية في إدارة التغيير، وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأميركية، يشغل منصب مدير «مركز 6 سيغما للتعلم والتحسين المستمر» في شرطة دبي، ولديه مؤلفان، هما: «ترومون» و«سوسة المدير».

 أنت محاضر في أكاديمية شرطة دبي، ما الموضوع الذي تحاضر فيه؟

أحاضر في موضوع إدارة الجودة الشبابية، وفيه نتكلم عن مبادئ الجودة ومن هم أهم الأعلام في الجودة وموضوع التميز في شرطة دبي. هي مادة تعطى للخريجين من الدفعات في السنة الرابعة والأخيرة، فموضوع التميز هو هدف رئيس لقيادات الدولة، ولدينا في شرطة دبي إدارة متخصصة في التميز والريادة. 

 تجربة صحافية

• لديك تجربة في العمل الصحافي لم تنقطع عنها؟

بعد التخرج في عام 1998، بدأت العمل في مجلة الأمن التابعة لشرطة دبي بكتابة مقال، ثم انقطعت بسبب الدراسة في الخارج عن الكتابة الصحفية، لأعود وأكتب لمدة سنة في صحيفة يومية، ثم انتقلت إلى صحيفة يومية أخرى بقيت فيها لثلاث سنوات، واليوم عدت إلى الصحيفة التي كانت فيها بداياتي لأكتب مقالاً أسبوعياً ينشر كل يوم أحد، في التميز المؤسسي.

• تخرج بمقالاتك من ثقافات متعددة وتستخرج من كل ثقافة قصة، ما الهدف من ذلك؟

يجب أن نسلم بأن القصة سهلة على آذان وعقول الناس ومحببة لهم، لذا ككاتب أحب أن أكتب الرسالة التي أوجهها في قصة لا تزيد على 250 كلمة، وأضيف في نهايتها الرسالة أو الهدف الذي كتبتها من أجله. ولا أخفي أن قصص بعض المقالات عشتها والبعض الآخر قرأته، وغالباً ما أبحث عن القصة الواقعية غير المشهورة لا هي ولا أبطالها.

قصص نجاح وإدارة

• أصدرت كتاباً بعنوان «ترومون»، عام 2016، ماذا قلت فيه؟

عنوان الكتاب يعني تقدرون، وهو مجموعة قصص نجاح واقعية. يعود أصل الكتاب إلى مقالة تحمل العنوان نفسه، وترمز إلى تجربة عشتها شخصياً بعد التخلي عن الحياة المدنية، ودخول السلك العسكري في عمر الـ17، فكما هو معلوم أن المجال العسكري صعب خصوصاً في الأيام الأولى، لكنني كنت أرى التلامذة في سنة التخرج، وأقول لنفسي مادام هؤلاء نجحوا بالوصول فأنا أيضاً قادر على ذلك. باختصار، أردت أن أقول في الكتاب مادام غيرك يستطيع، فأنت أيضاً تستطيع.

• كتابك الثاني حمل عنوان «سوسة المدير» صدر عام 2017، فهل يطرح القصص الواقعية نفسها؟

هذا الكتاب عبارة عن مقالات تتناول الجانب الإداري والتميز المؤسسي. استعرضت فيه مفاهيم إدارية لتتناسب مع الواقع اليومي أو الوظيفي للموظف.

• كأنك تشجع بكتابك على لعب دور «سوسة المدير» للوصول والتقدم؟

غالباً، أبحث عن الجانب الإيجابي فيما أكتبه وأحرص على ذلك. لا أنكر أن «سوسة المدير» هي حالة سلبية، ولكنني أضأت عليها فقط من باب جذب القارئ. للأسف هي حالة موجودة وواقعية، حيث نجد في العمل دائماً موظفاً لديه مهام وظيفية مختلفة عن مهامه المعتادة، ينقل للمدير معلومات عن زملائه مع كثير من الكذب والمغالطات، وفي المقابل نجد أن المدير يثق به ويصغي له. وقد ضمنت المقال كيفية التعامل مع هذه السوسة ومع المدير، بمعنى أن المقال إيجابي، ويقدم استراتيجية علمية للتعامل مع نماذج من هذا النوع في بيئة العمل.

قضية العقل

• لماذا تبتعد عن تبني قضايا مجتمعية تكون حديث الساعة لتكتب عنها؟

لأن القضية الآنية في المجتمع يكتب عنها كثر، ولا أجدني مشدوداً لها، فأنا لست من النوع الذي تستهويه الكتابة عن شيء متعلق بحديث الساعة. وتصلني في الحقيقة مقترحات كثيرة لأكتب عنها ولكنني لا أفعل، وأختار الكتابة عن مسألة تحاكي عقلي، عن قضية تمسني، عشتها أو رأيتها أو قرأت عنها.

• هل من كتّاب تأثرت بهم وبآرائهم؟

أميل إلى شخصية الكاتب والقيادي الوزير السعودي الراحل غازي القصيبي، أحب كتبه وقد يكون أحد أفضل الكتب التي قرأتها، كتابه «حياة في الإدارة».

 السعادة الوظيفية

• من خلال تجربتك في موضوع السعادة، كنائب في مجلس السعادة والإيجابية في شرطة دبي، ما أهميتها في رأيك في مجال أداء الموظف لوظيفته؟

لا يمكن للموظف أن يقول إن الحياة في العمل سعيدة %100، فتلك مثالية خاطئة وأمر غير حقيقي وواقعي. ولكن هناك أموراً عديدة في العمل تساعد على عملية السعادة الوظيفية، مثل المكان المناسب، التعامل الراقي بين المسؤول والموظف، والخدمات الموجودة في جهة العمل، بالإضافة إلى التواصل المباشر بين الرئيس والمرؤوس. والخلاصة أن موضوع السعادة يتحقق بالاهتمام الشخصي المنصب على كل موظف على حدة.