تعد رياضة كرة القدم أفضل لعبة على الإطلاق يتابعها ويعشقها جميع الأجيال في بقاع الأرض، يرتبط من يلعبها بالنجومية والشهرة، اللذين يجلبان معهما حب الناس والأموال والعيش تحت الأضواء بكل مباهجها، هذا ما تعرفه غالبية الناس، ولكن الشيء الذي لا يعرفه كثيرون أن من هؤلاء النجوم الذين ملؤوا الملاعب صخباً، وكانوا حديث المجتمعات، يصطدمون بعد اعتزالهم بواقع كرة القدم الأليم من تجاهل ونسيان.

لماذا ننسى اللاعبين القدامى بعد كل هذا العطاء في الملاعب؟ سؤال يضعه الجيل الذهبي في تاريخ الكرة الإماراتية، وخاصة (جيل 90) الذي استطاع التأهل لنهائيات كأس العالم، لما كان يملكه من قائمة أسماء رنانة في تاريخ منتخب الأبيض، حيث أكدوا لـ«زهرة الخليج» ضرورة إنشاء جهة لحماية حقوق اللاعبين القدامى بعد اعتزالهم.

أفضل جيل 

أكد عبد الرحمن محمد لاعب نادي النصر والمنتخب السابق، أن (جيل 90) كان يمتلك مواهب كثيرة وجميعها تتمتع بالمهارة والمستوى الفني العالي، لدرجة كان مدرب المنتخب يقف في حيرة كبيرة أثناء وضع التشكيل الأساسي، أما الجيل الحالي فيفتقر لتعدد المواهب الحقيقية، فقط هناك موهبتان يمكن الاعتماد عليهم هما ثنائي الجزيرة والمنتخب الوطني عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت، وأبان محمد أنه شعر بقيمته الحقيقية كلاعب في كأس العالم، مؤكداً أن: «(جيل 90) هو أفضل جيل أنجبته كرة القدم الإماراتية حتى الآن، فعلى الرغم من قلة الإمكانات الفنية والمادة في وقتنا، إلا أننا تمكنا من التأهل لنهائيات كاس العالم». ووصف محمد، عدم تكريم اللاعبين القدامى ونسيانهم بالجرح العميق، مطالباً الاتحاد وقبله الأندية بضرورة عمل مباراة اعتزال لكل اللاعبين بصورة تليق بما قدموه للنادي وللمنتخب، متمنياً عمل لائحة للاعبين سواء المنتخب أو الأندية تحفظ حقوقهم المادية والمعنوية بعد الاعتزال.

لجنة للاعبين القدامى

يشير فهد خميس، لاعب نادي الوصل والمنتخب سابقاً، إلى أهمية أن يحدد اللاعب وجهته المقبلة بعد قرار الاعتزال، سواء بتكملة مشواره مع الساحرة المستديرة من خلال (التدريب أو التحكيم أو التحليل)، أو بالعمل في مجال آخر سواء حكومياً أو خاصاً، لافتاً أن كثيراً من اللاعبين القدامى لم يحصلوا على حقوقهم على الوجه الأمثل الذي يليق بمشوارهم المشرف مع الأبيض. ويؤكد خميس: «الوسط الرياضي يعول على المنتخب الحالي في تحقيق إنجازات مقبلة تسعد قلوب الشعب الإماراتي، وعلى الرغم من كثرة الإخفاقات التي قدمها خلال مسيرته، إلا أنه حقق إنجازات مشرفة تحسب له عبر التاريخ، متمنياً أن يمنحوا انتماءهم لكرة القدم وعلم بلادهم الأولوية أمام إغراءات الأمور المادية». وعن تكريم اللاعبين القدامى، شدد خميس على مسؤولية الأندية الكاملة عن إعطاء اللاعبين حقوقهم بعد الاعتزال بإشراف من هيئة الشباب والرياضة، وأضاف: «يجب عمل لجنة للاعبين القدامى، كما توجد في الاتحادات الأوروبية، لدعمهم وتقدم الخدمات المتنوعة لهم تثميناً لما قدموه لإعلاء راية وطنهم».

العلم بوابة اللاعب

بدوره، يطالب فهد عبد الرحمن، لاعب نادي الوصل والمنتخب سابقاً، المسؤولين الحاليين بدعم وتكريم اللاعبين القدامى ليس فقط مادياً وإنما معنوياً أيضاً، مشيراً إلى أنهم في أمس الحاجة إلى سماع الكلمات الطيبة التي يستحقونها بعد تاريخهم المشرف ورفع راية الدولة في أغلى البطولات في العالم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العلم بوابة اللاعب الوحيدة للبقاء في المستطيل الأخضر، أما إذا لم يتسلح اللاعب بالعلم والثقافة ومواكبة التطور في شتى جوانب الحياة فسيبقى بتاريخه فقط وليس بحاضره. وعن أهم اللقطات التي لا يمكن نسيانها في حياته، يقول: «عندما استقبلنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد عودتنا من نهائيات كأس العالم، قال لنا: (مهما أكافئكم ما راح أكفيكم حقكم)، فهذه الكلمات الطيبة كلما أتذكرها حتى الآن تعطيني طاقة إيجابية كبيرة لتحقيق المزيد في النجاحات في حياتي». ويضيف عبد الرحمن: «أتمنى أن يطلق قانون إلزامي باقتران الاحتراف بالشهادة الثانوية العامة من عمر 18 عاماً، كما كانت الحال في جيلنا الذي تمتع بالثقافة، التي منحته القدرة على التواجد بالساحة الرياضية حتى الآن».

صنع التاريخ

من جانبه يوضح إسماعيل راشد، لاعب نادي الوصل والمنتخب سابقاً، أن عدم تواجد علاقات بين الأندية واللاعبين المعتزلين تعتبر من أهم مشاكل الجيل الذهبي الذي أصبح في طي النسيان، مشيراً إلى أن النادي هو الجهة الأهم في بقاء اللاعبين على الساحة الرياضية. وشدد راشد على ضرورة وجود جمعية لحماية حقوق اللاعبين، لافتاً إلى أن مسؤولية إنشاء هذه الجهة تقع على عاتق الاتحاد واللجنة الأولمبية وهيئة الرياضة. وعن نصائحه للجيل الحالي من عناصر المنتخب، قال: «يجب أن يغتنم فرصة توافر الإمكانات وتطور المنظومة الرياضية، ليصنع التاريخ بالحضور القوي في مختلف استحقاقاته المقبلة»، لافتاً إلى أن مشكلة المنتخب تتمحور في عدم الاستمرارية في الأداء المميز».