تعتبر مكتبة الدوقة آنا أماليا في فايمار، والتي تأسست عام 1691 واحدة من أشهر المكتبات في ألمانيا منذ القرن الثامن عشر. وقد تعرضت المكتبة لكثير من التغييرات على مر العقود، حتى إن جزءاً كبيراً منها احترق، ولكنها ظلت محتفظة بالسحر القديم للعصور الذهبية التي ولدت فيها، وما زالت شاهدة على الروح الملهمة للتاريخ الثقافي والأدبي الأوروبي قبل أربعة قرون وإلى الآن. لذا، فإنها تتمتع بتاريخ حافل من البهاء الثقافي.

 تدين المكتبة بالشهرة لرعاتها الأمراء «فيلهلم إرنست» و«آنا أماليا» و«كارل أوجست»، وكذلك أمناء المكتبات، ومن بينهم غوته. وهي جزء من مؤسسة فايمار الكلاسيكية، واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في ألمانيا. حصلت المكتبة على اسم «الدوقة آنا أماليا» عام 1991، إذ كانت تدعى قبل ذلك «مكتبة الدوقية» لمدة 300 عام مضت.

 حريق

تضم المكتبة مجموعات غنية بشكل خاص للأعوام 1750-1850، وتمتد الفترة من عصر التنوير إلى الرومانسية. يبلغ عدد مجموعات المكتبة حوالي مليون مادة تعود من القرن التاسع إلى القرن الحادي والعشرين.

تعرضت المكتبة في عام 2004 لحريق هائل وأثرت النار بشدة على مبنى المكتبة الرئيسي، القصر الأخضر ودُمر كذلك المبنى الذي يتضمن قاعة الروكوكو الشهيرة جزئياً، ونال الحريق من 35 عملاً فنياً، و50 ألف كتاب، بما في ذلك العديد من المواد الموسيقية، وألحقت أضراراً خطيرة بـ62 ألف مجلد آخر.

 عادت للحياة 

 في أكتوبر 2007، أعيد افتتاح المكتبة بعد الترميم، الذي دعمه العديد من المانحين وتشمل الكنوز الموجودة بداخلها حالياً حوالي مليون عنوان و2000 مخطوطة من القرون الوسطى ومجموعة من الكتب المقدسة مع الطبعة الكاملة الأولى لترجمة مارتن لوثر للكتاب المقدس من عام 1534 و10 آلاف خريطة تاريخية ومجموعات مختلفة من الكتب التاريخية، على الرفوف الخشبية والجصية إضافة إلى اللوحات الجدارية التي وضعها هانز جورج أسام والأعمال الفنية التي تزين السقف.

تعد مكتبة الدوقة آنا أماليا جزءاً من التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1998، بررت اليونسكو إدراجها في قائمة التراث العالمي بـ«الأهمية التاريخية والفنية العظيمة للمباني العامة والخاصة والمناظر الطبيعية للحدائق».