يُعرَف الغضب بأنّه حالة عاطفية، تتراوح درجاته من السخط الخفيف، إلى الغيظ، والغضب الشديد، ويترتّب على هذه الحالة بعض الآثار الجسدية، منها: ارتفاع معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأدرينالين، والنورأدرينالين، وهو شعور قويّ قد يدفع الشخص إلى إيذاء من حوله، بسبب تعرّضه لأمر ما غير عادل، أو قاسٍ في حياته اليوميّة.

تختلف أسباب الغضب بين الناس في فترات حياتهم المختلفة، فقد يكون سبب الغضب نابعاً من الإحباط الذي يرافق محاولات متكررة لتحقيق هدف ما، أو بسبب أعمال عدائية، مثل: الشتائم، والجروح، والتهديدات، وقد يغضب الأطفال بسبب القواعد، والمطالب الصارمة، أو بسبب قلة الاهتمام، أو بسبب فشله في إتمام مهمة ما، وتتغير مصادر الغضب في مرحلة المراهقة، والبلوغ، لتنتقل من القيود المادية والإحباط إلى المشاكل الاجتماعيّة، وقد يغضب البالغون بسبب الرفض والحرمان والاستغلال والتلاعب والخيانة والإهانة، ويكون رد الفعل عليها اجتماعياً مع الوقت أكثر من كونه جسدياً، فلا يعود هناك مكان لنوبات الغضب والقتال والصراخ المتعارف عليه في مرحلة الطفولة، بل يفسح المجال للمزيد من التعبيرات اللفظية غير المباشرة، مثل: القسم، والتهكّم.

 لماذا نغضب؟ 

«زهرة الخليج» سألت المدربة النفسية دانا زعرور عن أنواع التعبير عن الغضب الأكثر شيوعاً، فقالت: «هناك نوعان من التعبير عن الغضب، الأول هو التعبير المباشر أو الظاهر، مثل: الصراخ، الإهانات الشخصية، رمي الاتهامات، الألفاظ المليئة بالانتقادات والإدانات، التي تضع الآخر في موقع الدفاع، وهو موقف يُضعف الشخص. وهذه الأنواع يُمكن جمعها تحت عنوان التعبير اللفظي المباشر. وطبعاً هناك التعبير الجسدي المباشر، مثل الضرب أو رمي الأشياء بغية كسرها. أما النوع الثاني فلا يقل خطورة عن الأول، وهو التعبير غير المباشر، أو غير الظاهر. وهو عندما لا يستطيع الشخص أن يُظهر ردّ فعله، على الرغم من شعوره بالغضب، ويكون السبب في الأغلب الخوف من الآخر، خاصة إذا كان في موقع السلطة».

البكاء والصراخ 

لعل أكثر أنواع التعبير عن الغضب شيوعاً هما الصراخ بالنسبة للذكور، والبكاء بالنسبة للنساء، وعن تنوع أساليب التعبير عن الغضب، يقول أستاذ التربية في جامعة القاهرة الدكتور أحمد محمد علي: «لا يمكننا حصر أنواع التعبير عن الغضب، وهي ليست ثابتة عند الشخص نفسه، بل تتغير حسب درجة الغضب، فالتعبير عن الغضب هو رد فعل لا إرادي عن حجم الغضب، وهي تبدأ بالصمت وتنتهي بالجرائم مع الأسف، ولكن أكثر الأنواع شيوعاً بالإضافة إلى الصراخ والبكاء، الانزواء والانطواء، وتكسير ما تصل إليه أيديهم، مروراً بالامتناع عن الطعام أو تناول وجبات عالية السعرات الحرارية والسكريات، واللجوء إلى أماكن خاصة كالبحر أو المناطق المهجورة أو زيارة أقارب وأصدقاء قدماء والكثير من الأساليب الأخرى التي يلجأ إليها الغاضب لتغيير مزاجه وتعديله».

الغضب بين الزوجين

يؤكد المستشار في العلاقات الأسرية، خليفة المحرزي، أن الغضب من أهم أسباب تدمير الحياة الزوجية، ويضيف: «لا تكاد تجد علاقة زوجية تسير على وتيرة ثابتة، من دون أن تتعرض لبعض المشكلات مثل الفتور والملل، أو عدم تقبل بعض تصرفات الطرف الآخر، فيبدأ الحوار وتبادل النقاش إلى أن يصل إلى درجة فقد السيطرة على الانفعال والدخول في دائرة من الغضب والعصبية المفرطة، وهناك العديد من الحالات التي وصلت خلالها العلاقة إلى مستوى الفجوة العاطفية أو الطلاق العاطفي، نتيجة الاحتقان على أتفه الأسباب». ويشير المحرزي إلى أن الدراسات النفسية أثبتت أنّ الغضب والعصبية لهما تأثيرهما السلبي في حالة الزوجين المزاجية، كما أنهما يعدان السبب الرئيسي لإطفاء جذوة المشاعر العاطفية وجفاف العواطف الجياشة التي تتعرض للمزيد من الفتور، مما يجعلها عرضة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب؛ وبالتالي تسير الحياة الزوجية في طريق مسدود ينعطف بها إلى الانفصال.

احتواء الغضب

نصائح للزوجين لاحتواء الغضب ليعيشا معاً في حالة إيجابية.

الزوج:

تجنّب انتقاد زوجتك أمام الآخرين.

 تجنّب استخدام الكلمات الجارحة واكتفِ بالتلميح عمّا تريد.

 عدم مقارنتها بنساء أخريات وخاصة أمك.

 اعلم أن الكلمة الطيبة لها تأثير إيجابي في نفس زوجتك.

 

الزوجة:

 لا تحاولي ردّ انتقاده لكِ بانتقادك له؛ لأنّ هذا التصرّف يزيد المشكلة سوءاً.

 أبحثي عن أسباب انتقاد زوجك لكي تتجنبيها.

 الاهتمام بالنفس والمظهر أمر ضروري.

 يجب أن تصارحي زوجك برفضك هذا السلوك.