الممثل الجزائري حسان كشاش هو صاحب تجربة مميزة في عالم التمثيل، إذ بدأ مسيرته منذ عام 1993، مع المخرج الجزائري أحمد راشدي في فيلم «كانت الحرب»، وانطلق منذ ذلك الحين يتنقل بين مختلف الأدوار ليقدم أعمالاً مميزة أدخلته سريعاً إلى عالم النجومية، حتى اختارته إدارة الدورة الـ30 لـ«أيام قرطاج السينمائية» ليكون من بين أعضاء لجنة تحكيم المهرجان الذي احتضنته العاصمة تونس مؤخراً، فحاورته «زهرة الخليج».

 • انتقلت من عالم الطب إلى عالم التمثيل فكيف كانت البدايات؟

كُنت شاباً عاشقاً للفن والسينما، ودرست في كلية الطب في بلدي الجزائر، وشاركت إحدى المرات بالصدفة في تجربة أداء أقامها المخرج أحمد راشدي لفيلم «كانت الحرب» وقدمت نفسي له، وقال لي ما الذي جاء بك من عالم الطب إلى هذا العالم، فأجبته بأن الطب يعالج الجسم لكن الفن يعالج الروح، وكانت هذه الكلمة مفتاح بداياتي.

 رقم صعب

• كيف استطعت صقل موهبتك سريعاً، لتصبح الآن الرقم الصعب في السينما الجزائرية؟

بعد خطواتي الأولى في هذا العالم، حرصت على القيام بعدة دورات ودراسات ساعدتني على المضي بثبات نحو هذا العالم الساحر، وتقديم أدوار تليق بالسينما الجزائرية، وقد حصلت على جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للسينما بوهران سنة 2009، عن دوري في فيلم «مصطفى بن بولعيد» أحد أكبر الرموز الثورية الجزائرية.

• دخلت إلى الجمهور التونسي عبر بوابة مسلسل «مشاعر» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، حدثنا عن التجربة؟

المسلسل هو إنتاج تونسي جزائري مشترك، وهو ثاني تجربة لي في عالم الدراما، إذ قدمت قبل مشاعر مسلسل «الخاوة» وحقق انتشاراً واسعاً، ومسلسل «مشاعر» من إخراج التركي أحمد جوك، ويحكي قصة اجتماعية استطاعت أن تلمس قلوب المشاهدين، وحالياً نحن بصدد بدء تصوير الجزء الثاني من ذات المسلسل.

• بمناسبة الحديث عن الإنتاجات المشتركة هل ترى أنها ربما تكون حلاً لأزمة عدم الانتشار المغاربي عربياً؟

أعتبرها حلاً  لتحقيق الانتشار الواسع للممثل المغاربي بصفة عامة، وهو ما نتطلع إليه وما نسعى إليه، وأتمنى أن تتدعم الإنتاجات المشتركة في المستقبل أكثر.

انتشار

• السينما والدراما المغاربية رغم تميزها إلا أنها تبقى بعيدة عن الانتشار في الشرق الأوسط ما الأسباب برأيك؟

ما نقدمه في المغرب العربي من قصة وسيناريو وإخراج وإنتاج، كله يعتبر مميزاً ومتكاملاً والحلقة المفقودة تبقى في التوزيع، ربما لو عملنا أكثر على هذا الموضوع سنحقق الانتشار عربياً.

• هل ترى أن اللهجة المغاربية هي العائق في موضوع الانتشار عربياً؟

بالتأكيد لا، لأن المشاهد العربي ذكي ويستطيع تعلم اللهجات بسرعة بالسمع والتكرار، فنحن في المغرب العربي تعلمنا اللهجات الخليجية والمصرية والشامية، وهم في المقابل يستطيعون فهمنا وتعلم لهجاتنا فنحن وطن عربي واحد.

• قدمت الكثير من أدوار الشر في السينما والدراما، لكن اكتشفنا أن هذه الأدوار زادت من حب الناس لك، فكيف حققت هذه المعادلة؟

نعم هذه الأدوار المركبة تعلق بها الجمهور وتعاطف معها على عكس المتوقع، فنحن نقدم شخصيات واقعية تلامس المجتمع، كما أن كل شخصية شريرة لها مبررات معينة لتكون قد اكتسبت هذه الجرعة من الشر.

سينما

• تعد فترة السبعينات من القرن الماضي العصر الذهبي للسينما الجزائرية، ورغم بداياتها القوية، فإنها لم تستطع المواصلة بذلك الزخم، ما تعليقك؟

السينما الجزائرية هي واحدة من أقوى السينمات العربية، كان الإنتاج في بداياتها متنوعاً، أساسه أعمال ثورية وتاريخية، تلتها أعمال كوميدية واجتماعية وحققت نجاحات كبيرة بحصولها على أول سعفة ذهبية وأوسكار عربي، بالإضافة إلى جوائز عالمية أخرى، جاءت بعدها فترة حل مؤسسات السينما مع بداية التسعينات، في مرحلة اقتصادية صعبة مرت بها الجزائر، تزامن ذلك مع العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، وأدت إلى انخفاض الإنتاج السينمائي إلى حدوده الدنيا، وحالياً بدأت السينما الجزائرية تسترد أنفاسها وتظهر للعالم من جديد.

بطاقة

• ممثل جزائري من مواليد مدينة قسنطينة الجزائرية.

• قدم للسينما الجزائرية أكثر من 20 فيلماً.

• من أشهر أعماله مسلسلا «الخاوة» و«مشاعر».