تمتلك باميلا فرحات مساحة صوتية كبيرة، وقدرة كبيرة على التنقل بين مختلف المقامات الموسيقية، وأتى إتقانها للغات أجنبية عاملاً مساعداً، لتقديم مزيج متنوع من الأغاني العربية والأجنبية في الوقت نفسه، وهي رغم ذلك لا تطمح إلى الشهرة الواسعة، مؤكدة أن استمتاع عدد صغير بما تقدمه أهم لديها من أن يكون اسمها كبيراً وأغانيها لا تصل.

• ماذا يعني لك هذا الخليط الموسيقي الذي تقدمونه في «سهرية» والمتمثل بجمع الغناء العربي والغربي؟

منذ مدة زمنية ليست بالقصيرة، ونحن نسمع أغاني جميعها رقص وإيقاع، ولأننا تربينا على أغاني الثمانينات والسبعينات، فهذه أغانينا وأغاني أهالينا التي نقول عند سماعها: (الله)، حتى عندما نستمع لبعض الأغاني الأجنبية، تعجبنا من حيث التوزيع والموسيقى والأصوات لدرجة الانبهار، ولكن ليس كل ما يقدم في الغرب راقياً وجميلاً، المشكلة أن بعض صناع الموسيقى العرب والغرب وجزءاً من الجمهور، أصبح يكتفي بسماع أي شيء إيقاعي، المهم أن يكون صوت الـ(طبلة) ظاهراً، في المقابل هناك ندرة ممن يقدمون الأغاني الأصيلة، وأنا شخصياً أعتقد أن الناس اشتاقوا لهذه النوعية من الأغاني، التي نسميها (نوستالجي)، لدرجة أن بعض الأغاني التي نقدمها ترسم معالم الدهشة والفرحة على وجوه البعض لدى سماعهم لها، فرغم قدم الأغاني إلا أنها تلقى استحساناً كبيراً منهم والجميع يغنون معك ويتذكرونها معك.

أغانٍ جديدة

• هل هذا يعني أن الأغاني الجديدة ليست جميلة؟

لا، ولكن ليست بذات جودة أغاني الزمن القديم، هناك أغانٍ قليلة جميلة والأخرى يقدمها الفنانون، من أجل التواجد فقط، وهناك منها ما يشبه بعضها، أنا في برنامجي أنتقي الأغاني المناسبة وأقوم بتحضيرها جيداً، بحيث تلقى قبول جميع الناس.

• لماذا لا تقدمين أغاني خاصة بك؟

هذا السؤال يتكرر عليّ، عملت مسبقاً أغنية لي لأجل المتعة فقط، وأنا لا أبحث عن الشهرة، أنا أستمتع بالغناء وأشعر بالسعادة عندما أغني أمام مسرح حضوره لا يتجاوز الـ200 شخص، أنا أستمتع عندما أشعر بعدم حملي مسؤوليات الشهرة المبالغ فيها، وأيضاً للحقيقة لم تأتِ الفرصة المناسبة التي أبحث عنها، وربما لو عرض عليّ من شركة إنتاج محترمة وكبيرة، وتمنحني المساحة الفنية التي أريدها، قد أوافق، فأنا أريد تقديم أغنيات تتمتع بالذوق الرفيع والأصيل، كما أحب أن أخرج على مسرح بأغانٍ تشبهني وأنا أرفض عمل أغانٍ لأجل مجاراة السوق.

مواهب

• تقدمين أغنيات بالعربية والإنجليزية والفرنسية، والجمهور يتفاعل معك، لماذا تفشل المواهب التي تخرج من البرامج في غناء الأغاني الأجنبية؟

لا أعرف، ربما لأن المجتمع أو المحيط العربي لا يشجع الأغاني الغربية، أو لم يستطع الدخول في هذا النوع من الأغاني، بقدر ما يضع جميع قدراته بالأغاني العربية، لكن هناك مواهب تخرجوا في برنامج «ذا فويس»، مثل عمر دين، صاروا معروفين جماهيرياً، وعمر مرغوب لدى الجمهور في الإمارات، ولكن الغناء الغربي عموماً لا يتمتع بالصدى الكبير مثل العربي، لأننا شعوب نحب لغتنا ونحب إيقاع الطبل لنرقص.

• شريكك في فريق «سهرية» ميشيل، ومرافق لك كل ليله، كيف تتفقان على نوعية الأغاني التي تقدمانها؟

نحن نتحلى بكيمياء مشتركة بيننا، وأعتقد أننا أقوياء على المسرح معاً، وهذا أمر مهم ليساعد على النجاح، فضعف أحدنا سيؤثر في الآخر، ولكن نحن أقوياء ونقوم بالتحضير المستمر، كل لوحة أو مجموعة جديدة من الأغاني تأخذ منا أكثر من ثلاثة أشهر من التحضيرات، حيث نرتب الأغاني والإيقاع ونقاط الركوز والوقفات، وكيف سندخل بالأغنية ومن سيبدأ، نهتم بأدق التفاصيل.