طموح الشيخة عزة بنت عبد الله بن راشد النعيمي، مدير عام «مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية» في عجمان، لا يقف عند حد في سعيها في مجال العمل التطوعي، فحصلت على الكثير من شهادات التكريم والجوائز والدروع، تقديراً لجهودها على مدى سنوات في العمل الخيري التطوعي، من أهمها «جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي» بمملكة البحرين، التي نالتها ضمن  16 شخصية، من رواد العمل التطوعي على مستوى الدول العربية والخليجية. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تتحدث الشيخة عزة النعيمي عن مسيرتها في العمل التطوعي. 

• ماذا تحملين من ذكريات عن مرحلة دراستك الجامعية؟ 

كانت تجربة ممتعة وجميلة جداً على الرغم من أن دراستي كانت صعبة، حيث التحقت بكلية العلوم العامة تخصص كيمياء وجيولوجيا، وكنت أقضي معظم أوقاتي في مختبرات المواد العلمية بانسجام شديد، كون هذه التخصصات محببة إلى قلبي، ولشغفي الكبير لاكتشاف المواد وتكويناتها ومسمياتها وفوائدها، وكنت ألتحق بالدرسة الصيفية في تلك الفترة حيث تخرجت بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، وأحتفظ بزي وهدية التخرج إلى الآن، فشريط الذكريات الجميل لا ينسى، وهناك مواقف صعبة مرت بي مثل تسلق جبل حفيت، للبحث عن بعض الصخور والمعادن التي تستخدم لمختبر الجيولوجيا، ويومها كان الجو حاراً جداً بمدينة العين في الفترة الصيفية، ولكن التحدي والإصرار لإنجاز دراستي في فترة وجيزة، كان الحافز وراء نجاحي.

• سنوات طويلة من الانغماس في العمل التطوعي مررت بها، ماذا أضاف إليك العمل بهذا المجال؟

لي شرف العمل في «مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية»، وقبل التحاقي بالعمل في المؤسسة عملت بسلك التدريس وتدرجت في العمل حتى أصبحت مديرة «مدرسة شيخة بنت سعيد للتعليم الأساسي» في عجمان، ونفذنا العديد من المشاريع الخيرية والتطوعية للطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، فالعمل التطوعي ثقافة مجتمع، ومجتمع الإمارات يزخر بالنجاحات والإنجازات التي حققتها مجموعة من المؤسسات والهيئات التطوعية في جميع أنحاء الدولة. وكوني أعمل بـ«مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية»، فإني احتسب يومي كاملاً للتطوع وعمل الخير ومساعدة الضعيف والمحتاج، وليس فقط في الفترة الصباحية، ففي الفترة المسائية ألبي دعوة الجهات والفعاليات نظراً إلى انشغالي صباحاً باجتماعات العمل، والإطلاع على محاضر المساعدات الشهرية، ولا أنشغل عن العمل الإنساني حتى في فترات الإجازة الخاصة بي، ويومياً ألتقي بعض الحالات لدراسة وضعها، وأحياناً يكون الاستماع لصاحب المشكلة هو حل المشكلة بأكملها.

• كيف ترين الدور المنتظر للشباب في مجال العمل التطوعي؟

الشباب هو قوة الوطن وأمله في بناء غد أفضل، حيث ترتقي الأمم ويبنى المستقبل بطاقات الشباب وقدراتهم ومهاراتهم، وبسواعدهم ينجز التقدم وبثبات نحو غد مزدهر، ولا بد من تسلحهم بالقيم النبيلة والمثل العليا.

 تحفيز

• ما الدور الذي تقدمه «مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية» لدعم وتحفيز الطلاب للمشاركة في العمل التطوعي؟

تفتح المؤسسة ذراعيها للطلبة للمشاركة في العمل التطوعي خلال أيام العمل، وهناك العديد من المتطوعين يلتحقون بالعمل خلال الفعاليات والمواسم التي تنظمها المؤسسة، ولدينا تقريباً 100 متطوع ينظمون الفعاليات التطوعية حسب البرامج والمناسبات التي تطلقها المؤسسة، إلى جانب متطوعين يومياً ومشرفين على مشروع بنك الطعام لتوزيع الوجبات الغذائية يومياً على الأسر المعوزة.

• كيف ترين دور المرأة سواء كانت في مركز قيادي أم ربة منزل في دعم القيم والمبادئ المجتمعية؟

لم تتوقف مسيرة المرأة الإماراتية على ترسيخ وتأصيل القيم والمبادئ في نطاق مجتمعها، بل كرست مفهومه الشامل من خلال مشاركاتها البارزة في المحافل الدولية، حتى صارت رمزاً لها تنشره وتدافع عنها، وتدعو إليها وتترجمها إلى مبادرات خلاقة. كما أن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام، تحت شعار «المرأة رمز للتسامح»، يعكس المكانة الكبيرة التي تحظى بها المرأة في مجتمع الإمارات، في ظل الدعم الكبير من قبل قيادتنا الرشيدة، وحرصها على منحها دوراً أساسياً في بناء المجتمع، وترسيخ القيم والمبادئ التي تسهم في تنميته وازدهاره.

• ماهي الرؤية الاستراتيجية التي تنطلقين منها في التعامل مع الملفات الإنسانية التي ترد إلى المؤسسة ولمن تكون الأولوية؟

أتعامل مع جميع الملفات ضمن محاضر مساعدات شهرية، على اختلاف المساعدات وفئات المتقدمين ضمن بوابة إلكترونية، ولكن في الوقت نفسه، هناك تركيز ومراعاة لبعض الفئات لعدم مقدرتها على تفعيل واستخدام الموقع الإلكتروني، كأصحاب الهمم وكبار المواطنين وتوفير الرعاية لهم وخاصة المرضى، أيضاً أهتم بالناحية التعليمية بالطالب لأنه الأساس، فأحاول أدعم وأسهل وأجري الاتصالات للجهات لتسهيل دخول الطالب المدرسة، ومحاولة حل المعوقات والصعاب التي تعترض طريقه وتذليلها.

رضا

تؤكد الشيخة عزة بنت عبد الله بن راشد النعيمي رضاها عن وجود القطاع الخاص الإماراتي في مجالات العمل التطوعي، مضيفة: «القطاع الخاص زاخر بالخبرات والمهارات، التي من الممكن أن تدعم المجال الإنساني الخيري، وهناك العديد من الاتفاقيات التي أبرمت بين «مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية» والقطاع الخاص لدعم العمل الإنساني التطوعي، كل حسب مجاله وتخصصه».

توجيه الأب

تستذكر الشيخة عزة الدور الذي لعبه والدها الراحل الشيخ عبد الله بن راشد النعيمي، في تكوين شخصيتها بالقول: «كان نعم المعلم والموجه والقائد، كان يتمتع بشخصية قوية وحازمة في الأمور التي تحتاج حزماً وشدة، لأنه كان يشغل وظيفة مدير عام شرطة عجمان، وهو من أسس القيادة العامة، حتى تقلد أعلى الرتب (لواء) فكان يقدم النصح والتوجيه لإخواني، ولا يتدخل في اختيار تخصصاتنا التعليمية، بل يترك لنا المجال مع الاستماع والتوجيه. وذات مرة قال لي إن مجال تخصصي صعب، وسألني لماذا التحقت به؟ فأجبته لشغفي بالمواد العلمية، وأنا أحب التحدي وأسلك المجال الصعب، فكلما زاد الطموح زاد التحدي والإصرار. كما غرس الوالد فينا صفة التواضع منذ الصغر، حيث كنت أستقل الحافلة للذهاب إلى الجامعة ولم يخصص لي سيارة مستقلة، وكان، رحمه الله، دائماً يردد كلمة (جربي ولا تخافي وسوف تكتسبين خبرة)».