من لبنان إلى مصر جاءت الحسناء مريم حسن لتستقر في «هوليوود الشرق»، ولم تمضِ فترة قصيرة هنا حتى استطاعت، منذ ظهورها الأول، أن تجد لها مكاناً بين نجمات جيلها، فموهبتها وحُسن اختيار أدوارها كانا جواز مرورها للنجاح، الذي توج في موسم رمضان الماضي بمسلسلي «أبو جبل» و«قمر هادي»، وفي حديثها مع «زهرة الخليج» تختصر مشوارها وتقدم أفكارها.

• كيف كانت ردود الأفعال حول مشاركتك الدرامية في موسم رمضان الماضي؟

جيدة جداً ولم أتوقعها، فقد حققت شخصية انتصار التي قدمتها في مسلسل «أبو جبل» نجاحاً طيباً، وكذلك الحال مع شخصية هنا في مسلسل «قمر هادي»، وقد تابعت ردود الأفعال من الجمهور عليهما في كل مكان وسعدت بما كتب عني في مواقع التواصل.

شر ناعم

• كلتا الشخصيتين قدمتا الشر بشكل مختلف، ما تقييمك لهما؟

بالمناسبة، شخصية انتصار في «أبو جبل» ليست شريرة، هي طيبة ومغلوبة على أمرها ولكن خوفها من ضياع الميراث جعلها تلجأ إلى الحيل والمكائد بتحريض من أمها، وهي من طبقة اجتماعية مختلفة عني تماماً ولم أقدم مثلها من قبل. أما شخصية هنا في «قمر هادي» فهي الفتاة الرومانسية، الطيبة التي تكتشف في نهاية العمل أنها مُحرك الأحداث وكل شيء بالاشتراك مع أبيها. هي نموذج للشر الناعم المستتر.

• شاركت في موسم واحد بعملين، ألم تخشي تكرار الظهور أمام الجمهور؟

إطلاقاً، لأن العملين مختلفان تماماً، أيضاً الدوران مختلفان من حيث الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الشخصيتان، كما تختلفان في طبيعة ظروف كل منهما ودورها في الأحداث واتجاه كل شخصية، وهذا الاختلاف هو ما دفعني للموافقة عليهما والاعتذار عن أعمال أخرى عُرضت عليّ. 

التنوع والاختلاف

• ما معايير اختيارك للشخصية والعمل؟

جودة العمل والتنوع، واختلافه عما قدمته من قبل في مشواري الفني، فـ«أبو جبل» يختلف عن «قمر هادي»، والعملان يختلفان عن «أريد رجلاً» و«نصيبي وقسمتك» وهكذا. فتأثير الشخصية داخل العمل ودورها في تحريك الأحداث والدراما أهم  بالنسبة لي من مساحة الدور، بالطبع هناك حد أدني في المساحة لا يمكن النزول عنه، لكن أهمية الشخصية أساس العمل، وشخصية هنا في «قمر هادي» تظهر في الحلقة السادسة ولكن منذ ظهورها وهي أساس الأحداث والدراما.

• هل هناك أدوار أو تيمة ما تتمنين تقديمها؟

بالطبع هناك نماذج كثيرة في الحياة نراها ونتعلق بها وننتظر فرصة لتقديمها، لهذا أبحث عن التنوع وعدم التكرار من خلال تقديم أنماط مختلفة من الشخصيات وهو ما يستفزنني أكثر من أي شخصية في الواقع.

 حالة خاصة

• يظل مسلسل «أريد رجلاً» حالة خاصة ونجاحاً استثنائياً في مشوارك الفني.. ما السبب؟

بالفعل حقق المسلسل نجاحاً كبيراً أعيشه، وما زال الجمهور يتذكره بل ويسأل عنه وعن تقديم جزء ثانٍ منه، فهذا العمل قدّم حالة خاصة من الرومانسية وأصبحت شخصيتا أمينة وسليم نموذجاً للرومانسية. والجمهور كان بحاجة لعمل رومانسي بعيداً عن أعمال الأكشن والإثارة، فجئت وأشبعتهم رومانسية، أيضاً كان العمل من أوائل الأعمال الطويلة التي عُرضت خارج رمضان، وهذه الأسباب جعلت «أريد رجلاً» عملاً مميزاً باقياً في ذاكرة الجمهور بعد سنوات من عرضه، وهو أيضاً علامة فارقة في مشواري الفني.

البطولة المطلقة

• لماذا لم تشاركي في أي عمل درامي خارج موسم رمضان رغم هذا النجاح؟

ما يحكم مشاركتي في أي عمل، جودته والشخصية التي أجسدها، وليس توقيت العرض، فما عُرض عليّ واستفزني فنياً وقدمته كان في موسم رمضان، وهذا الأمر لم يتم التخطيط له ولم أتعمده، وبالفعل شاركت في إحدى قصص مسلسل «نصيبي وقسمتك» بعنوان «جدول الضرب» وكانت عن ضرب الزوجات، وحققت نجاحاً جيداً وقت عرضها، وأنا مع العمل الجيد في أي وقت سواء رمضان أم خارج رمضان.

• أين أنتِ من البطولة المطلقة بعد هذه النجاحات؟

أنا مثل أي فنانة تحلم وتنتظر البطولة المطلقة وأن يتصدر اسمها عملاً فنياً سواء في السينما أو التلفزيون، لكن لا بد أن تكون تلك البطولة في وقتها حتى تكون خطوة وإضافة إلى مشواري، أما لو جاءت قبل ميعادها أو تعجلنا فيها، فسيكون لها تأثير عكسي على مشوار الفنان وما يقدمه من أعمال، وأنا على يقين أن البطولة المطلقة مقبلة، لذلك لا أتعجلها.

• رغم نجاحك في الدراما إلا أن السينما ما زالت بعيدة عنك. ما السبب؟

السينما هي العشق والحلم الكبير لأي فنان، وأتمنى المشاركة في أعمال سينمائية جيدة، وللعلم بدايتي كانت سينمائية من خلال أفلام: (45 يوماً، ولد وبنت، نص جوازة). إنما في الفترة الأخيرة كانت الدراما مزدهرة والإنتاج بها كبيراً ومتنوعاً، لذلك أنا وأغلب المخرجين والنجوم هجرنا السينما وقدمنا أعمالاً تلفزيونية، خاصة أن الإنتاج السينمائي انخفض بنسبة كبيرة، وبالتالي فرصة المشاركة في عمل جيد كانت في الدراما وليست السينما، وأنا في انتظار عمل جيد أعود من خلاله للسينما.

• كونك لبنانية، أين أنتِ من المشاركة في المسلسلات والأفلام اللبنانية ومنافسة مواطناتك نجمات الدراما الـ«بان ارب»؟

أرحب بالمشاركة في أي عمل فني في أي بلد عربي، وللأسف لم تتح لي فرصة المشاركة في الأعمال اللبنانية والمنافسة هناك، قد يكون ذلك بسبب الإقامة في مصر أو لأن طبيعة الأعمال المعروضة عليّ ليس بينها ما يناسبني، لكن بالطبع لو أن هناك عملاً أو دوراً جيداً لن أتردد في الموافقة.