منذ ست سنوات أخذت دار المجوهرات الفرنسية Van Cleef & Arpels على عاتقها دعم المصممين الموهوبين والطموحين في كافة أنحاء دول الخليج، وذلك بالاشتراك مع مركز تشكيل للفنون البصرية والتصميمية في الإمارات. وهذا العام، فازت المصممة الأردنية البريطانية جوليا إيبيني، المقيمة في أبوظبي، بـ«جائزة فان كليف أند آربلز» للفنان الناشئ في الشرق الأوسط. «زهرة الخليج» حاورت جوليا للتعمق في تفاصيل أعمالها.

 • كيف تقدمين نفسك وعملك لقراء «زهرة الخليج»؟

فنانة بريطانية من أصول أردنية، ولدت في عمان، وترعرعت في الإمارات، أحترف فن التصميم منذ 15 سنة، وأعمل بقطع الليزر آخر ثلاث سنوات. وهو عمل مألوف بالنسبة لي، بدأ يتطور منذ فترة وأخذ مكانته اليوم، حتى نلت جائزة «فان كليف أند آربلز» العالمية.

• كيف قررت أن تعتمدي التصميم الفائز بالتحديد؟

لقد تناسب مع الموضوع الذي وضعته (تشكيل) وهو التناقض والتكامل، وكنت أتبع الثيمة، وقدمت تصاميم بطبقات ورق متعددة ذات تفاصيل دقيقة تم قطعها بالليزر، استخدمت فيها برامج كمبيوتر خاصة وأجهزة الليزر. وحاولت أن أواكب التطور والحضارة وأعيد توليف ما أشعر بأن له قيمة لدى الناس، ويترك بصمة ويأخذ شكل الحضارة، وبحكم تعدد الحضارات وتنوعها، استطعت دمج ما أمكن للخروج بهذه القطع الفنية. 

أوانٍ ورقية

• كيف تعبر هذه الأواني الورقية عن موضوع التناقض والتكامل؟

تتمحور منحوتاتي والتي تأتي بعنوان Symbio Vessels، حول عملية بناء خاصة لحركة الذهاب والإياب التسلسلية، وللتعاون التفاعلي بين الإنسان والآلة. وبالتالي هي تجمع بين المتناقض والمتكامل، بين المفاهيم المنفردة والمتعلقة ببعضها البعض في آن معاً، أكان في التصميم والشعور الذي يبعثه الشكل النهائي أو في التجربة الجريئة لسمات الورق الجميلة واللمسية الدقيقة. هي عملية بسيطة ركزت فيها على بعض العناصر، وأعدت إحياءها عبر العمل الفني وتوظيفه بأبعاد أخرى، ليأخذ شكلاً جديداً وتغيير محيطه الدائري بما يتماهى مع التصميم، فهو عبارة عن عناصر معاد استخدامها وعملية لجعلها أكثر فناً عن أصل العنصر المستخدم.

• ما العناصر المستخدمة في هذه التصاميم؟

مواد عضوية وعناصر أيضاً تستطيعين رؤيتها بالتصاميم الإسلامية خاصة (الأرابيسك) وهو مزيج من كليهما، فهو تصميم يوحي بالطبيعة والحقبة الإسلامية التراثية.

• كم من الوقت استغرقت في صناعة ونحت وتصميم هذه الأواني؟

استغرق وجه كل قطعة شهراً كاملاً، والإنتاج أخذ أسابيع لتقطيعه وتشكيله لكل قطعة، وهي مرحلة بطيئة نوعاً ما. بينما كل قطعة منفردة أخذت نصف ساعة على حدة، فأمضيت أسابيع لتقطيعها، وعدة أسابيع أخرى لتصميمها وتركيبها. وكل واحدة تأخذ وقتها بعملية متكررة ودقيقة.

 ابتكار

• بعد هذه التصاميم ماذا تتوقعين أن تبتكري؟ 

أتمنى أن أصل إلى ما بعد هذا الإنتاج، وأتطلع إلى تصميم قطع ذات أبعاد ثلاثية أيضاً. 

• هل تتطلعين إلى الجمع بين التصاميم التقليدية والابتكارية؟

نعم سأقوم بدمج ما تعلمته في فن الأبعاد، وما صنعته من قبل ليناسب هذه الحقبة الزمنية.

 «ليكول فان كليف أند آربلز»

تعرب جوليا إيبيني عن سعادتها بفرصة مشاركتها بورش «ليكول فان كليف أند آربلز» في باريس، مؤكدة أنها ستكتسب مهارات جديدة، وتضيف: «هذه التجربة ستفيدني، كونها ستركز على تصميم المجوهرات وعملي أساساً يعتمد على القص والتفاصيل، فورشة العمل هذه ستؤثر بيّ بطريقة ما، وستعود على عملي بخبرات قد أغير معها طريقتي بالنحت». ولا تستبعد جوليا أن تحولها ورشة التدريب، إلى مصممة مجوهرات وساعات، قائلة: «أعتقد أنني أبحث عن المزيد من التفاصيل والتطور، لذا ممكن أن يكون محتملاً، ولا نعرف ماذا يحصل».