كنجمة مضيئة بين لغات الأرض، تسافر اللغة العربية عبر الزمن حاملة معها مفرداتها، إرثها الأدبي، ووعاءها المعرفي الذي ساند الحضارة البشرية عبر القرون. لهذا اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً للاحتفاء باللغة العربية، يصادف 18 ديسمبر من كل عام، ليكون هذا الحدث بمثابة تحية تقدير وعرفان للغة العربية، واحتفالاً لأهل لغة الضاد الذين يتجاوز عددهم 422 مليون نسمة. 

ويعد محور «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» الموضوع الأساسي الذي ستتم مناقشته على طاولة اليونسكو، هذا العام، في العاصمة الفرنسية باريس. 

ومن هنا، لا بد من التنويه إلى رؤية دولة الإمارات، واهتمامها بهذا الجانب، حيث أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز اللغة العربية، وتطويع التقنية في عكس ثرائها والاستفادة بالمقابل من التطور التكنولوجي الذي يسهم في نشرها وتعزيزها.

مبادرة «مدرسة» 

انطلقت منصة «مدرسة» الإلكترونية، كإحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو، تشمل مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء والعلوم العامة، أي تشمل مختلف المناهج الدراسية، من رياض الأطفال وحتى الصفّ الثاني عشر. وما يميز هذه المنصة فعلاً ليس فقط محتواها التعلمي الغني، ولكونها أيضاً متاحة بالمجان لأكثر من 50 مليون طالب عربي، وقد تم إنتاج هذه الفيديوهات التعليمية بناء على أحدث مناهج التعليم العالمية، واستناداً إلى خطة تعريب وإنتاج تراعى فيها احتياجات الطلبة التعليمية في مختلف المراحل الدراسية.

مبادرة «بالعربي» 

هي مبادرة شبابية بامتياز تبنتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، حيث انطلقت من فكر مجموعة من طلبة الجامعات، ليعكسوا تقديرهم للغة العربية وحبهم لها، عبر تواصلهم من خلالها في الفضاء الإلكتروني.

تستمر فعالية هذه المبادرة لمدة أسبوع تبدأ من يوم الاحتفال العالمي للغة العربية. وتشجع كل من يتحدث باللغة العربية، سواء كلغته الأم أو حتى من يهتم باللغات، إلى اعتماد اللغة العربية أثناء التواصل عبر الإنترنت مثل التغريد.

«خط دبي»

وفي عالم تكنولوجيا الخطوط الرقمية، يحقق «خط دبي» إنجازاً بارزاً في تمكين المحتوى العربي على الشبكة الإلكترونية، فهو أول خط في العالم تطلقه مدينة تحمل اسمها، وذلك بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية. وهو متاح لأكثر من 100 مليون مستخدم حول العالم. ويتعدى «خط دبي» الحواجر والحدود، ليشجع على القراءة من الشاشات الإلكترونية.

 «لغتي»

 ومن الشارقة، مدينة الثقافة، تأتي مبادرة «لغتي»، كاستكمال لرؤيتها الرامية دوماً إلى دعم المعرفة وترسيخ الثقافة العربية، فهذه المبادرة الرائدة تستند فكرتها إلى تعليم اللغة العربية عبر وسائل ذكية وتقنيات حديثة للأطفال والطلاب، لتشجيعهم على أن يكونوا أكثر قرباً من اللغة العربية، ومساعدتهم على تعلمها بأسلوب ممتع ومحبب.

وقد حصدت هذه المباردة جائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية عن فئة «أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية وتعلمها في التعليم المبكر».