يقولون: كوني جميلة واصمتي. لكن الحسناء اللبنانية ريتا حرب، التي علمتها تجاربها الحياتية الاعتماد على نفسها، سارت عكس التيار، فلم تصمت، بل شاركت في عروض الأزياء والكليبات والإعلانات، وأثبتت نفسها مذيعة ومقدمة برامج، وحالياً هي ممثلة تحتفل بفيلمها «شباب ضايعة». وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، الذي تزينه بجلسة تصوير حصرية، تتحدث ريتا لأول مرة عن حياتها الخاصة وظروف زواجها وطلاقها وأمومتها وخططها الفنية، مؤكدة أن 2020 ستكون سنة التغيير في حياتها. ونسألها:  

• قبل أن نبدأ الحوار أخبرتنا أن قلبك يدق.. ما معنى هذا؟

القلب عندما يدق معناه أنه إما خائف أو مغروم، لكن بالنسبة لي أنا خائفة من الغرام.

• ما دمنا بدأنا حوارنا بالحب، من واقع تجربتك.. أيهما أجمل الزواج أم الطلاق؟

أنا من النوع الذي يحب الأسرة والاستقرار، وكنت أتمنى أن يكتب الله لي الزواج من رجل يقدّرني ويقدّر العائلة، لكن للأسف لم يحدث هذا الأمر، وتحملت مسؤولية كبيرة بقرار انفصالي، وحالياً أنا أم عزباء لابنتين ومسؤولة عنهما كلياً وبالتأكيد الأمر صعب.

صبرت على زواجي

• ألا ترين أنك بقرار طلاقك بعد زواج دام ثماني سنوات ظلمت أولادك؟

زواجنا كان (فارط) من البداية ولم يتم عن حب، كنت صغيرة وغير ناضجة وتعارفنا ولم يكن والدي يفضل خروجنا بمفردنا حتى أتعرف إليه أكثر.. فتزوجنا. وبصراحة صبرت على زوجي السنوات الأربع الأولى. أما الأربع المتبقية فاستحملتها من أجل ابنتيّ، وفكرت كثيراً قبل أن أتخذ قراري بالطلاق واستشرت الأهل، كذلك أوصلت الفكرة لابنتيّ رغم صغر سنهما حينها. عموماً، الجميع بعد أن شاهدوا كيف تصرف الأب إثر الطلاق وعدم تحمله مسؤولية البنات، قالوا لي: جيد أنك اتخذت هذا القرار. وبعد طلاقي تعاونت مع إخواني الشباب وأهلي حتى لا أجعل ابنتيّ تشعران أو تتأثران بشيء. 

• كلما أجريت حواراً مع فنانة مطلقة، أخذت تؤكد لي أنها بعد طلاقها تهتم بأولادها، وتظهر أنها من تتحمل المسؤولية، بينما زوجها عديم الشعور بالمسؤولية، فهل ترين أن المرأة أقوى من الرجل في هذا الجانب؟

أنا لا أجزم في العموم أن الرجل لا يتحمل المسؤولية، بل هناك رجال على قدر المسؤولية بعد الطلاق، والتقيت مثل هؤلاء. لكن عموماً، المرأة بالتأكيد أقوى من الرجل وتستطيع فعل أكثر من شيء بنفس الوقت لا يستطيع الرجل فعلها. ثم إن المرأة هي التي لديها الرحم وتحمل بالأولاد، وهي من تنجب وترضع، لذلك من المؤكد أن الأولاد في حاجة إلى أمهم أكثر من والدهم، وبالتالي مسألة حرمان الأم من أولادها في سن معينة أراها مجحفة.

• لا تنسَ أن المجتمع كثيراً ما يضع علامات استفهام حول المرأة الفنانة والتي تعمل مذيعة، كونها تمنح مهنتها وجمالها وأسفارها ومعجبيها والسهرات الصاخبة وقتاً أكبر على حساب منزلها ورعاية أولادها؟

الأمر يختلف من امرأة إلى أخرى، ولا قانون ثابتاً في هذا. أنا مثلاً عندما كانت ابنتاي في سن صغيرة وفي حاجة لي، ألغيت أموراً كثيرة من حياتي لصالحهما، منها أني أجلت فكرة التمثيل، حيث كنت أعلم أنه سيأخذ مني وقتاً وجهداً كي أثبت حالي كممثلة وبقيت مذيعة في (قناة أوربت) أقدم برنامجاً لبضعة أيام في الأسبوع على أن أتفرغ بقية الأيام لأسرتي. 

طلاقي أخر نجوميتي

• هل يمكن القول إن طلاقك أخر من نجوميتك؟

بالتأكيد طلاقي أخر نجوميتي لأني اضطررت إلى التفرغ أكثر لابنتيّ وأن أكون بمثابة الأم والأب لهما.

• ابنتاك اليوم الأولى عمرها 20 عاماً، والثانية 18 عاماً، فهل مستعدة للزواج ثانية؟

نعم، شريطة أن التقي رجلاً أحبه ويحبني.

• هل يعقل أنك ما زلت ترغبين في عيش قصة حب؟

ما المانع؟ فما دام لدينا قلب ينبض سأظل أبحث عن الحب، ثم إنك تسألني وكأنك توحي لي بأن القطار فاتني.. لماذا؟ وبصراحة لست معقدة من تجربة طلاقي ولا يزال قلبي أخضر.

• إحدى ابنتيك عمرها 20 عاماً، فإذا دق باب منزلكما عريس من أحق به: أنت أم ابنتك؟

هناك عريس لي.. وعريس لابنتي. فأنا تزوجت في سن صغيرة، وعندما كان عمري 19 عاماً أنجبت ابنتي الأولى.

زوجة عاطلة

  ألست حزينة أنك نجحت مهنياً وفشلت في المحافظة على زواجك واستقرار الأسرة؟

الطرف الآخر هو الذي لم يحافظ على أداء واجباته الزوجية تجاه عائلته، ولم يكن على قدر المسؤولية، والدليل أنه الآن لا يتعرف إلى ابنتيه. ولنفترض مثلاً أني زوجة عاطلة.. ما ذنب البنتين ألا يسأل عنهما ويهتم بهما؟ وربما لأنه تزوج ثانية من امرأة متزوجة ولديها ولد وكوّنا أسرة جديدة، ولأن زوجته الجديدة غير راغبة في أن يتواصل مع ابنتيه، لذا لم يعد يهمه أمرهما ولا يقول لهما حتى كلمة مرحباً، وبذلك سيخفّف المصاريف على نفسه.   

• هل أخذت حريتك بعد الطلاق؟

لم أكن أنتظر الطلاق لآخذ حريتي.. ثم إن الواحد هو من يرسم حدوداً لنفسه، وأنا كنت راسمة حدوداً لنفسي. وقد أكون نلت حريتي في أن القرار الآن داخل المنزل أصبح لشخص وليس لاثنين في أي أمر يتعلق بشؤون البيت.  

• قد يكون طلاقك جاء لأن زوجك لم يكن راغباً في عملك مذيعة ولك معجبين وتتعاملين مع الرجال؟

لا بالعكس، وهو بصراحة (كان ناطر شو بطلّع مصاري). ثم إنه كان يعرفني أعمل في مجال (الموديلنغ) قبل أن يرتبط بي، ثم أصبحت مذيعة في (أوربت)، كما أنه قبل أن يرتبط بي كان خاطباً فتاة تعمل في المجال ذاته الذي كنت فيه، بالتالي هو يحب هذا المجال.

أتعب وأبكي

• من صغرك في منزل الأسرة وأنت متحملة المسؤولية، واستمر هذا خلال مرحلة زواجك، وحالياً مع ابنتيك.. ألم ينكسر ظهرك من عبء التحمل؟

مليون مرة انكسر ظهري، ومن قال لكم إني لا أتعب وأبكي وأنهار.. لكني أعود وأنهض من جديد. ودائماً أحاول الظهور أمام الناس على أني امرأة قوية؛ لأني لا أحب أن يشفق عليّ أحد. كما أنه يجب أن أظل قوية أمام ابنتيّ لأني من أتحمل مسؤوليتهما، وعوّدتهما أن تريا والدتهما قوية كي تظلا تشعران بالأمان. وكل إنسان منا لديه لحظات ضعف في حياته، ويشعر بأن الدنيا ضده، لكنه بعد ذلك يعود وينهض من جديد.

• هل هناك عمر افتراضي لجمال المذيعة؟

يفترض لا. وأنا لست معتمدة فقط على جمالي، فمع تقدم العمر يكتسب الإنسان خبرة ونضجاً أكثر لذلك  يقدره من يعملون معه بشكل أكبر. وفي الخارج عند الغرب، كلّما زادت تجاعيد وجه المذيع والمذيعة وتقدما في العمر، تزيد قيمة تقديرهما مادياً ومعنوياً، بينما في عالمنا العربي للأسف يحكم الجمهور وأصحاب القناة على المذيعة من خلال جمالها وأنوثتها.      

• سافرت في بداية مشوارك المهني إلى إيطاليا، ألم تكن لديك الفرصة للعمل هناك مع قناة أجنبية؟

لا، لأني عندما ذهبت إلى إيطاليا وتقدمت إلى (أوربت) هناك، كنت دون السن القانونية وكنت مخطوبة، وكي أسافر أخبرتهم أني كبيرة، وإن جاز القول أعترف بأني «زوّرت عمري» و«كبرت حالي سنة» حتى أتمكن من السفر، و«بوقتها كانت بتزبط». وبعد فترة من عملي هناك عدت إلى لبنان لأجل الزواج وانضممت إلى (أوربت بيروت).

• الآن في منزلك هناك ثلاث عرائس.. أنت وابنتاك؟

(تضحك قائلة): نحن ثلاث أو أربع عرائس، إذ هناك أمي التي أعيش معها بعد وفاة والدي. وعندما تأتي سيرة الزواج، أمزح وأقول إن المسألة يجب أن تتم حسب الدور.. أمي ثم أنا ومن بعدي ابنتاي. 

مجال التمثيل

  عملت في عروض الأزياء، وظهرت مع المطربين عاصي الحلاني وزين العمر في أغنيتين مصورتين، كما اشتغلت في التقديم والتمثيل، فهل بعد كل هذا التنوع  تدركين ماذا تريدين؟ 

نعم.. أريد أن أحقق نفسي في مجال التمثيل أكثر. وصحيح أنه كان بإمكاني أن أختصر الرحلة وأبدأ من التمثيل، خاصة أنه كانت تأتيني عروض من مصر، لكني كنت أخاف من الخطوة لأن ابنتيّ كانتا صغيرتين وكان يصعب عليّ تركهما وأسافر، والآن بعد أن كبرتا أصبح الأمر أسهل. ثم إنه في الفن بإمكان الواحد أن يعمل أكثر من شيء، تمثيل وتقديم وغناء وحتى إعلانات. 

• هل مسلسل «بروفا» الذي شاركت فيه رمضان الماضي إلى جانب النجمين ماغي بوغصن وأحمد فهمي، أظهرك بشكل مقنع؟

في هذا العمل كنت مجرد ضيفة شرف، وكان حينها لديّ برنامج يومي في رمضان بعنوان «ليالي زمان مع ريتا». 

عاصي وكوليت

• هل أنت مستعدة للظهور مع عاصي الحلاني مجدداً في فيديو كليب بعد أن شاركته أغنيته المصورة «أحبك جداً»؟

لا مانع لديّ، والأمر يعتمد حسب الفكرة. وللعلم أنا تعرفت إلى عاصي وشاركته سابقاً في الكليب من خلال زوجته كوليت بولس بحكم صداقتنا، وحينها كنت متزوجه ولديّ طفلة، وسافرت أنا وزوجي مع عاصي وكوليت إلى الإسكندرية وهناك تم التصوير.

• كيف هي علاقتك بكوليت بولس حالياً؟ وهل برأيك ستوافق على أن تشارك زوجها كليب أغنية جديدة؟

إذا كانت قد وافقت زمان على أن أظهر مع عاصي ولم تخف، فلماذا لا توافق الآن؟ وكوليت صديقتي ويفصل بين منزلي ومنزلها في لبنان شارع، ودائماً نتحدث وتدعوني لشرب القهوة عندها، لكن الانشغالات تحول دون ذلك.

جديد ريتا في دبي

تزور ريتا حرب دبي هذا الأسبوع لأجل حضور انطلاقة عروض فيلمها الجديد «شباب ضايعة» في صالات السينما الإماراتية. وعن العمل تقول ريتا: «الفيلم يتحدث عن خمسة شباب من مناطق وأديان مختلفة، تجمعهم مصيبة واحدة، يصلون عند الضابط كريستينا التي أجسد دورها، فتتعاطف مع قضيتهم وتحديداً مع طوني عيسى الذي يعجبها وكأنه ينشأ هنا حب من أول نظرة، ونرى لاحقاً أن تصرفاتها شيء لأنها ضابط بالدولة، وحياتها شيء آخر جراء حالة اجتماعية وعائلية تجعلها تتصرف بطريقة معينة. والفيلم فيه رسائل اجتماعية حول المخدرات والفقر واتباع الطريق السريع الذي يوقعنا في الغلط، وبنفس الوقت هناك نكات وحس كوميدي بالفيلم».

نجومية نادين نجيم 

سألنا ريتا حرب، هل الفنانة نادين نسيب نجيم هي نجمة الدراما اللبنانية حالياً؟ فأجابت بتحفظ: «نادين نجمة بالدراما بين ممثلات لبنانيات عديدات هن نجمات، لكن لديها حضورها العربي المحبب، لكنها بالتأكيد ليست النجمة الوحيدة».