تعيش النجمة التونسية هند صبري هذه الفترة أسعد أيامها، فعلى هامش فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 41» احتفلت زميلاتها بعيد ميلادها وخلال المناسبة، أطلقت أمنيتها رافضة الإفصاح عنها، لكنها قالت في حوارها مع «زهرة الخليج» أنها أمنية خاصة. أما فنياً، فتواصل هند سلسلة التكريمات عن دورها في فيلم «نورا تحلم»، الذي يدور حول امرأة يدخل زوجها السجن ويترك لها ثلاثة أطفال، وتتحمل عبء أشغال المنزل بالإضافة إلى العمل من أجل كسب لقمة العيش، لكنها لا ترضى بهذه الحياة وتحاول الهروب من الواقع المرير وتلجأ إلى حبيبها، معتقدة أنه مصدر خلاصها من المستنقع الذي تعيش فيه، إلا أن العنصر المفاجئ في الفيلم هو بينما كانت نورا تستعد لإنهاء إجراءات الطلاق، يخرج زوجها من السجن، ويعود للمنزل ويحول حياتها هي وأبنائهما إلى جحيم. 

 • عدت للمشاركة في «أيام قرطاج السينمائية» بعد 25 سنة غياب، لتفوزي بالجائزة ذاتها (أحسن ممثلة) التي فزت بها عند بداية ظهورك السينمائي قبل ربع قرن، فما الذي تعنيه لك؟

أعتبر هذه الجائزة واحدة من أغلى الجوائز على قلبي، أعطتني مشاعر إيجابية، خاصة أنها أتت لتتوج 25 عاماً في مسيرتي الفنية، وأتمنى أن أظل أعبر عن المرأة العربية عموماً بمختلف بلدانها ومجتمعاتها، وأن ألامس قلوب الجماهير العربية والأجنبية.

• دورك في «نورا تحلم» نال أكثر من جائزة من مختلف المهرجانات التي شارك فيها، حدثينا عن هذه الجوائز؟

منحني «مهرجان الجونة» في مصر جائزة أحسن ممثلة، ومنحتني «أيام قرطاج السينمائية» الجائزة ذاتها، وفي فرنسا أيضاً نلت جائزة أحسن ممثلة، ونلت الكثير من ردود الفعل الإيجابية في إسبانيا وكندا، وهو ما يأتي ليؤكد حجم الجهد المبذول من المخرجة التونسية هند بو جمعة صاحبة الفيلم، وعماد مرزوق منتجه، وزملائي الممثلين كلهم، فالفيلم عبارة عن مجهود جماعي مشترك.

  التكريم في بلدك تونس، ماذا عنى لك؟

الكثير بصراحة، فبعد ربع قرن أحصل على الجائزة نفسها التي حصلت عليها للمرة الأولى وأنا طفلة، شعور رائع.

أزمات مجتمعية

• البعض انتقد قصة فيلم «نورا تحلم» وقال إن محتواه يحرض على الخيانة الزوجية، خاصة أنه مقتبس من قصة حقيقية، ما تعليقك؟

لا، لم أحرض النساء على الخيانة.. هذا فهم قاصر للفيلم. وأنا أطالب من اعتبر الفيلم تحريضاً على الخيانة بمشاهدته ثانية كي يحكم على ما قدمناه، فنحن نقدم أزمات مجتمعية تعانيها المرأة، وكيف يدفعها البطش أحياناً للخطأ، وأن تعيش حياتها في حلم وهو وسيلتها الوحيدة للهروب من واقعها المؤلم. 

• هل توقعت فوز فيلمك بجائزة «التانيت الذهبي»؟

حلمت بهذا وخصوصاً أنني أعلم حجم الجهد المبذول منا جميعاً كفريق عمل، وأحمد الله أن الفيلم وصل للناس بهذا الشكل والحجم الكبير.

25 سنة فن

• كيف تقيمين الدورة الماضية لـ«أيام قرطاج السينمائية» وهي الدورة التي حملت اسم رئيس المهرجان الراحل نجيب عيّاد؟

المنتج السينمائي الراحل، نجيب عياد، كانت روحه موجودة بيننا وهو تابع الكثير من ترتيباتها بنفسه، وفريق العمل مع الأيام نجح في تقديم دورة ناجحة وقوية بكل المقاييس.

• ماذا تقولين عن عملك 25 سنة في السينما؟ وما أهم الإيجابيات؟

الأدوار التي قدمتها أتاحت لي فرصة عيش عدة تجارب لنساء مختلفات عني، كما أتاح التمثيل لي فرصة التعبير عن مشاغل واهتمامات وهموم المرأة بصفة عامة، والنجاح هو أن تتمكن من رسم البسمة على وجوه الجمهور في مثل هذا الوقت الصعب وهي كلها إيجابيات، أتمنى أن أظل أستطيع تقديمها طوال الوقت، فالسينما هي عالم (ألف ليلة وليلة الساحر) الذي يبهرك طوال الوقت ويدخلك مع كل فيلم جديد في عالم جديد.

السينما العالمية

• بعد سلسلة نجاحاتك في تونس والعالم العربي، هل تتطلعين لاقتحام السينما العالمية؟

من قال إننا لسنا عالميين؟ نحن جزء من العالم ونقدم أعمالاً تشارك في أكبر محافل السينما بالعالم، فمن هو ذلك الذي يقول إن نوري بوزيد أو مفيدة تلاتلي أو داوود عبد السيد أو يسري نصر الله أو محمد خان أو شريف عرفة أو مروان حامد، ليسوا عالميين؟ مثل، نجيب محفوظ حصل على نوبل في الآداب وهو كان مقيماً في مصر، ومخرجينا الشباب والكبار في السينما التونسية والعربية حصدوا جوائز عالمية لأنهم امتلكوا لغة السينما ولغة الصدق والتعبير عن هموم أصبحت عالمية حتى لو كان ظاهرها محلياً.