نائب مدير «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، الناقد أحمد شوقي، هو أحد مهندسي نجاح الدورة الـ41 للمهرجان، حيث كان قريباً من ضيوف الدورة، متحدثاً في جل الندوات التي استضافها المهرجان، وشغله الشاغل هو إيجاد صياغة لتطوير العمل السينمائي، وتبادل الأفكار حول صناعة السينما. «زهرة الخليج» حاورته حول حصاد الدورة 41 للمهرجان.

• ما تقييمك للدورة الـ41 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»؟ 

كانت ناجحة على جميع المستويات، خاصة على المستوى الجماهيري، حيث تضاعف عدد الحضور للمهرجان عن العام الذي سبقه، إذ تابعنا هذا العام 40 ألف مشاهد، وهو رقم يدعو للفخر، ويثبت أننا نسير على الطريق الصحيح، خاصة أننا استقطبنا هذه السنة طلبة الجامعات والمدارس عبر وضع خطط دعائية لهم، كما أن الإقبال الجماهيري استمر إلى آخر يوم من الفعاليات.

• ما الخطة التي رسمتموها قبل الشروع في إقامة المهرجان؟

وضعنا العديد من الخطط الاستراتيجية قبل الدورة بأشهر، ومنها كان الترويج للمهرجان عبر «السوشيال ميديا»، إضافة إلى القرب من الجامعات والمدارس، وحرصنا على استضافة أفلام عالمية في عرضها الأول، وأفلام نالت جوائز أوسكار وأخرى تعتبر من الدرجة الأولى، إضافة إلى عرض أنجح الأفلام على المستوى الجماهيري، وكانت هذه هي البداية التي أسست لنجاح هذه الدورة.

• ما عدد الأفلام التي شاركت في هذه الدورة؟

على مدار 10 أيام، عرض أكثر من 150 فيلماً ممثلة لـ63 دولة، وكانت الانطلاقة بفيلم الافتتاح الأيرلندي «The Irishman» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، الذي أعيد عرضه بالمجان في اليوم التالي، وشهد إقبالاً كبيراً جداً من الجمهور، حتى قبل أن يفتح شباك التذاكر أبوابه.

منة شلبي

• ما المقومات التي أهلت الفنانة منة شلبي للفوز بـ«جائزة فاتن حمامة للتميز»؟

هذه الجائزة تمنح للفنانين في منتصف حياتهم المهنية، لممثلين تمكنوا في سن مبكرة من تحقيق إنجازات مشهودة، وهي جائزة تقديرية وتشجيعية نقول بها للفنان أنت على المسار الصحيح، ونرجو منك أن تكمل على نفس المسيرة، وقد اخترنا لها منة شلبي هذا العام، وقبلها كان أحمد حلمي، هند صبري، ماجد الكدواني، نيللي كريم، هشام نزيه. واختيار منة شلبي تأخر كثيراً لأنها رائدة في السينما المستقلة ومن أهم الممثلات المصريات وأكثرهن تأثيراً.

• ما سر غياب النجوم العالميين عن السجادة الحمراء على عكس الدورات الماضية من المهرجان؟

لا اعتقد أن هناك غياباً للنجوم، فمن غابوا هم من يطالبون بأجر من أجل الحضور لـ«القاهرة السينمائي» الذي كما يهتم بالشكل والجمال، يهتم في الأساس بالمضمون، فنحن نرفض تماماً الدفع للنجوم من أجل الحضور والمشاركة في الفعاليات والتكريمات والمرور على السجادة الحمراء، وقد وصل عدد الضيوف الأجانب إلى 550 منهم 150 حضروا على نفقتهم الخاصة، وقد استطعنا خلال هذه الدورة والدورة الماضية بقيادة محمد حفظي أن نستضيف مخرجين وصُناع أفلام حصلوا على جوائز الأوسكار من أبرز المهرجانات العالمية، وشكل وجودهم معنا إضافة حقيقية من ناحية تبادل الأفكار والتجارب، وهذا كان هدفنا الأساسي.

• ما المهرجانات التي تعتبرونها منافسة حقيقية لـ«القاهرة السينمائي»؟

كل مهرجان عربي كبير وجاد هو صديق ومنافس لنا، لا يوجد بيننا وبين أي مهرجان أي عداء، بل بالعكس فمهرجانات مثل: قرطاج والجونة والبحر والأحمر، وكلها مهرجانات تتنافس بطريقة إيجابية، ووجود جميع هذه المهرجانات العربية يشجع أكثر على صناعة الأفلام وتبادل الأفكار من أجل الارتقاء بهذه الصناعة، ونحن في «القاهرة السينمائي» نملك ثقة كبيرة بفريقنا، ونرى أن مهرجاننا جاهز لأي منافسة ولا يهابها بحكم تاريخه الطويل والمشرف، وبالنسبة لـ«مهرجان الجونة» كل صناع المهرجان هم أصدقاؤنا ووجود المهرجان أشعل روح الحماسة بيننا، وزاد التنافس الشريف على الارتقاء أكثر بهذه الصناعة. 

 صناعة السينما

• ما تقييمك لصناعة السينما في مصر؟

تعيش فترة غريبة، فهي في حالة تذبذب، فأحياناً تأتي فترة يتصدر فيها العديد من الأفلام الهادفة والمشوقة والتي تشارك في المهرجانات الكبيرة وتفوز بجوائز مشرفة، ولكن هذه السنة لا توجد أفلام تنافس على الجوائز للأسف، ولا يوجد إلا فيلم «ماريان خوري» التسجيلي فقط، وقد فاز بجائزة الجمهور، إذاً فصناعة السينما في مصر لا تسير بشكل تصاعدي بل بشكل متذبذب، وأظن أن الأمر متعلق بقطاعات الإنتاج وغيرها.

• ما الهنات التي لاحظتموها هذه السنة ولن تتكرر في الدورات المقبلة؟

تفاصيل صغيرة ربما لا يلاحظها الضيف، بل نلاحظها نحن فريق العمل ونسعى لتلافيها، ولكن في الدورات المقبلة نود التركيز على إصدار المزيد من المطبوعات والنشرات والكتب السينمائية، التي سيستفيد منها ضيوف المهرجان وتوثق للسينما المصرية والعاملين فيها.