يعشق الشاب الإماراتي راشد المنصوري المجال التقني منذ الصغر، وترجم ذلك الشغف على أرض الواقع منذ عام 2014، فحصل على العديد من الدورات والشهادات العلمية، حتى أصبح شريكاً إبداعياً لتطبيق «سناب شات» في الإمارات، فضلاً عن حصوله على شهادة في الأمن السيبراني، وكان بذلك من الإماراتيين القلائل الحاصلين على تلك الشهادة، التي تهدف إلى حماية الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للأفراد والشركات من الاختراق، كما أكد في حواره مع «زهرة الخليج».

 طرق سلسة

يحاول المنصوري أن يبسط أسلوبه في إيصال المعلومات التقنية بطريقة واضحة إلى متابعيه، ويلفت النظر إلى أنه ساعد الكثير من الشركات والأفراد على استرجاع حساباتهم المسروقة، مؤكداً أن كبريات الشركات تتواصل معه ليصمم لها عدسات خاصة بمنتجاتها، مضيفاً: «أساعد متابعيّ عبر تقديم النصائح والإرشادات لتمييز رسائل النصب والاحتيال، ومعرفة نوع الهاتف ورقمه ليتجنبوا التعرض للاختراق، فضلاً عن تعليم المستخدمين كيفية التصوير الثلاثي الأبعاد عبر تطبيق (سناب شات)».

الهندسة الاجتماعية

يطالب المنصوري متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، طوال الوقت، بضرورة حماية أنفسهم وحساباتهم من مخترقي الأجهزة الإلكترونية ويقول: «بعد أن أصبحت التكنولوجيا جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، كان من الطبيعي أن يزداد عدد مخترقي الحسابات، وباتت الهندسة الاجتماعية أهم أساليب الاختراق، وهي فن خداع العقول وتعتمد على استخدام أساليب ذكية جداً لإيقاع الضحية عن طريق تكوين صفحات وحسابات بأسماء وهمية لخداعهم». ويشير المنصوري إلى ضرورة اهتمام المستخدمين بتعلم كيفية حمايتهم وحماية أبنائهم من الاختراق الإلكتروني، موضحاً: «يجب عدم فتح أي مرفقات على البريد الإلكتروني أو أي روابط  مجهولة المصدر، وعدم الاستجابة لأي رسائل نصية تتطلب معلومات خاصة، وضرورة الانتباه لعدم نشر الصور الخاصة، وعدم الولوج في الإنترنت إلا عن طريق شبكات آمنة». ويشدد المنصوري على ضرورة انتباه أولياء الأمور للمحادثات التي تتم بين أبنائهم وبين الغرباء، خاصة عن طريق الألعاب الإلكترونية لأنها طريقة فعالة وسهلة للوصول إلى الأطفال والشباب والتأثير في عقولهم وتسبب الضرر لهم ولذويهم.

 الشجاعة والإقدام

بكل الفخر والحب يتحدث راشد عن شقيقه رائد الفضاء هزاع المنصوري قائلاً: «ابتكرت تصميماً لعدسة بتقنية 3D لشقيقي هزاع استخدمها في رحلته للفضاء، استطاعت أن تحصد 51 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع، لاسيما أن شقيقي الأكبر مصدر فخر للإماراتيين، وللشباب العربي، وقد تعلمت منه الكثير من الصفات الحميدة مثل التواضع والتسامح والشجاعة والإقدام».

دعم وتشجيع

عن مساندة ودعم شقيقه هزاع له ولموهبته، يقول راشد: «عندما شاهد هزاع العدسة التي صممتها له شجعني كثيراً، وطلب مني الاستمرار في المجال التقني، خاصة أن لدي مهارات في تصميم الكثير من التطبيقات المفيدة ومساعدة الناس على تحميلها بشكل مباشر مجاناً». 

ويحلم راشد بأن يدخل مجال الفضاء، لكن من خلال المجال التقني، وأن يطور في مجال أمن المعلومات وحماية الشبكات على مستوى الإمارات. ويلفت راشد النظر إلى أنه ابتكر تطبيقاً مختصاً بتحميل مقاطع «يوتيوب» من دون خدمة بيانات، وتطبيق آخر لمسح الصور والفيديوهات المكررة ذات الأحجام الكبيرة، وتطبيق ثالث لفحص الجهاز من الأعطال.

 التسامح وقبول الآخر

يشير راشد إلى تأثير السفر الإيجابي فيه، قائلاً: «سافرت إلى العديد من البلدان العربية والأجنبية، فكل بلد سافرت إليه، ترك في نفسي أثراً لن ينسى، وتعلمت به شيئاً جديداً. خاصة فنلندا إذ تتميز بطقسها شديد البرودة وتساقط الثلوج على مدار الساعة، مما يجعل اللون الأبيض هو الطاغي على الحياة من حولك، فيبعث ذلك في النفس الشعور بالاسترخاء والاستمتاع بجمال الحياة. السفر أفادني كثيراً في اكتساب مهارات جديدة، عبر الاختلاط بجنسيات جديدة كل واحدة منها لها بيئتها وثقافتها وعاداتها، ويساعد ذلك على تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لديه، والتعرف إلى ثقافات الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم، أيضاً التخلص من الشحنات السلبية وضغوط الحياة والروتين اليومي».