يعتبر الكثير من الناس أن الرزق من الله هو المال، وإن لم ينكر أحد أن المال هو رزق بلا شك، ولكنه ليس وحده رزقاً، فلا يمكن اعتبار الصحة التي يهبها الله لنا ليست رزقاً، صديق مخلص هو رزق من الله كبير، بلد آمن يعيش فيه الإنسان هو من أجمل الأرزاق.

وحين قال الله: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها»، فإننا لا نستطيع أن نحصي نعم الله علينا، وبها يطول الحديث كثيراً، ومن زاوية أخرى فإن تلك النعم هي أرزاق، فنحن لا نستطيع أن نحصي ما آتانا الله من رزق.

وإن كان المال هو ثروة الإنسان، فإن الثروة تأخذ شكلاً آخر بمفهوم الرزق، والأغنياء يختلفون بما لديهم يتشابهون بالصفة، ويتوجب ألا تكون الإجابة عن سؤال ما ثروتك، هو الحديث عن المال والعقارات فقط، ويجب أن تتجاوزها إلى أشياء أخرى هي ثروة عند الإنسان، وأن لم يستفد أحد منها، وألا تورث كما يورث المال والعقار.

لقد نبتت هذه الفكرة في رأسي حين سألني أحد الإخوة عن دواويني الشعرية، وحين أخبرته أنها 17 كتاباً، قال لي «ما شاء الله»، وهي كلمة تقال عادة على ما تخشى زواله، وغالباً ما تكون مرافقة للحديث عن المال، وخشية الحسد والإصابة بالعين كما يحلو للبعض.

نعم إن ثروتي 17 ديوان شعر، وروايتان وكتاب سيرة ذاتية تشبهني، وأسأل الله أن أزيد من ثروتي بطباعة المزيد من الكتب الجاهزة للطباعة، وثروتي التي أفخر بها مجموعة من الأصدقاء الطيبين، الذين لا يورثون كما تورث الثروة المالية، وإن خالف القاعدة أحد الأصدقاء الذين يحافظ على جلسة يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وحين سألته عمن يأتي إليه المجلس، أشار إلى أنهم ميراث والده الذي افتتح المجلس منذ سنين، وهو تسلم من بعد والده المجلس، وهذا ميراث استثنائي.

وحين يرزقنا الله بزوجة طيبة صالحة، وجودها في حياتنا ثروة يجب المحافظة عليها، وهي كذلك ثروة لا تورث، وبين كل الثروات التي يقتنيها الإنسان، يبقى الوطن ثروة لا تقدر بثمن.

اخلعي أمسكِ من أمسي اخلعيني

من أمانيكِ ومن روعةِ هاتيكِ الشفاهْ

العمرُ يا أنتِ افطميني

جادَ مشتاقٌ.. سلامٌ تمَّ

آخيتُ النوى فيكِ وأمهلتُ سنيني

أنا كسِّرتُ الأباريقَ فلا، لا تشتهيني

اخلعي أمسكِ آذنتُ لنسيانكِ أنْ يأتي

وأحزانكِ أنْ يدخلني منها حنيني

يال صدري، فاخلعيني

مدنٌ فيها صدى الأمسِ اتركيها

سُحبٌ توحي لنا بالجدْبِ

لا تنتظريها