لا تتعب ولا تمل رئيسة فريق متطوعي «إكسبو 2020 دبي» عبير الحوسني من الحركة والبحث، فهي بالكاد تجلس خلف مكتبها، فالمسؤولية التي تحملها كبيرة وصعبة، إلا أنها بحماس المتطلعة إلى النجاح والتميّز، تتقن فن إدارة 30 ألف متطوع يشاركون في «إكسبو 2020 دبي» الذي يُنظم للمرة الأولى في المنطقة، وتحفز باستراتيجيتها الهمم لتحقق الهدف. عبير تكشف في حوارها مع «زهرة الخليج» توليها قيادة فريق من كوادر وطنية متميزة، يملكون شغفها في مجال العمل التطوعي، ويتطلعون مثلها بطموحات كبيرة للمستقبل، ولتقديم حدث استثنائي يشرف الدولة وقيادتها. 

• ما عدد المتطوعين المشاركين في «إكسبو 2020 دبي»؟ وما دورهم؟

يشارك أكثر من 30 ألف متطوع في الإكسبو، من مختلف الأطياف من المواطنين والمقيمين في الدولة، منهم طلاب جامعات وربات بيوت وموظفون ومتقاعدون وأصحاب همم. نحن نبحث عن الطاقات والمواهب وكل من يملك شغفاً للمشاركة، ليكونوا واجهة الحدث والثقافة والقيم الأصيلة الراسخة التي تميز دولة الإمارات. أما دورهم فمحوري في إدارة الفعاليات الممتعة والأنشطة الشيقة والحوارات الموسعة التي ستقام كل يوم من أيام هذا الحدث الكبير، ونعتبرهم من الركائز الأساسية لنجاحه.  

 المردود

• كم عدد الأشخاص الذين تقدموا لبرنامج المتطوعين؟

أشعر بالسعادة عندما أتحدث عن الأرقام، فقد أعرب حوالي 100 ألف شخص عن رغبتهم في التطوع في «إكسبو 2020 دبي» وهو شيء مميز، لأنه يعكس مدى حب المواطنين والمقيمين للدولة وعمق التلاحم الاجتماعي فيما بينهم. وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 50 في المئة من الذين أعربوا عن اهتمامهم ببرنامج المتطوعين كانوا من مواطني دولة الإمارات، والـ50 في المئة الأخرى هم من 160 جنسية مختلفة من المقيمين بالدولة. ويشارك حالياً أكثر من 5 آلاف متطوع في الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالإكسبو، بالإضافة إلى إسهامهم ومشاركتهم بانتظام في مركز المتطوعين.

• أيّ مردود يقدمه الإكسبو للمتطوعين؟  

تعتبر مشاركة المتطوعين في «إكسبو 2020 دبي» مصدر فخر لكل منهم، وهم في المقابل سيحصلون على تدريب لصقل مواهبهم وخلق الفرص لتوسيع آفاقهم والاستفادة من خبراتهم ودعم مسيرتهم المهنية. ويوفر برنامج الإكسبو للمتطوعين أدواراً تتوزع على أكثر من 40 فئة مختلفة، بداية من تقديم الخدمات للزوار والضيوف، وصولاً إلى التعاون في دعم المشاركين الدوليين والرعاة وخدمة كبار الشخصيات.

• ماذا عن دور العنصر النسائي في «إكسبو 2020 دبي»؟

لطالما كانت دولة الإمارات سباقة في تقدير المرأة ودورها، فمنذ قيام الاتحاد، حرصت القيادة الرشيدة على تعزيز دور المرأة الإماراتية، وتمكينها في كافة المجالات، وتأهيلها علمياً وعملياً، لتحقيق العديد من الإنجازات وتقديم صورة مشرفة للمرأة الإماراتية. و«إكسبو 2020 دبي» ما هو إلا فرصة أخرى لإثبات ذلك، وأعد شخصياً أبرز مثال على ذلك، وعملي في هذا المشروع الوطني يعد مفخرة وهو تكليف قبل أن يكون تشريفاً. كإماراتيات، نطمح إلى أن نقدم إكسبو مميزاً واستثنائياً، يليق بمكانة دولتنا المرموقة، لنثبت للعالم أن ابنة «زايد» قادرة على صنع التاريخ وجديرة بثقته بها وبقدراتها.

 تواصل العقول وصنع المستقبل 

• تشرفين على 30 ألف متطوع، فما أبرز التحديات التي تستعدين لها؟

صحيح أن التحديات موجودة ولكن فريق العمل جاهز للتعامل معها وبأفضل طريقة. نعمل على تجربة خطط تشغيلية في هذا الإطار، لاسيما في جزئية إدارة الحشود والتعامل مع الجنسيات والثقافات واللغات المختلفة التي ستتوافد إلى الإكسبو. 

 ألا تخشين حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك في إدارة هذا العدد من المتطوعين؟ 

عملي اليوم لا يشبه أي وظيفة أخرى عملت بها سابقاً، ولكنني على قدر المسؤولية التي أحملها، فقد اكتسبت الكثير من الخبرة وتطورت على الصعيدين الشخصي والمهني. نركز جهودنا أنا والفريق العامل معي ومن خلال «إكسبو 2020 دبي»، على إظهار قدرتنا للعالم على تحقيق كل شيء نصبو إليه، حيث إننا تعلمنا من قيادتنا الرشيدة روح التنافس وعدم القبول إلا بالأفضل. 

آفاق إيجابية

• ما الأثر الإيجابي الذي سيقدمه «إكسبو 2020 دبي» في رأيك؟

سيمتد الأثر الإيجابي لفترة طويلة، لأنه سيسهم في تعزيز اقتصاد الدولة، وتوفير فرص عمل واستثمار جديدة، ناهيك عن توسع عمراني وإنشاء مدينة جديدة تبقى بعد انتهاء الاستضافة لتتحول إلى مجتمع متكامل يتسم بأعلى المعايير العالمية تحت مسمى (دستركت 2020)، كما سيعزز التنظيم الناجح لهذا الحدث الدولي مكانة دبي ودولة الإمارات في مجال استضافة الفعاليات الضخمة، ليفتح الباب أمام استضافات ناجحة كبرى مقبلة، تكون محركاً اقتصادياً طويل الأمد للدولة والمنطقة العربية.  

• على الصعيد الشخصي ماذا لديك بعد«إكسبو 2020 دبي»؟ 

 بالتأكيد المشاركة في مثل هذا الحدث العالمي ستفتح لي الأبواب والآفاق، وترفع سقف طموحاتي لكي أشارك في مشاريع وطنية، تضيف قيمة للوطن وتسجل في تاريخه المشرف. مستقبلي مماثل لمستقبل دولة الإمارات، زاهر ومليء بالنجاحات، لأنني أعمل بجد وجهد ولا بد من أن أحصد ثماراً طيبة.

رؤية مسبقة

تشير رئيسة فريق المتطوعين، عبير الحوسني، إلى أن «إكسبو 2020 دبي» يقام لأول مرة في العالم العربي، بمشاركة ما يزيد على 190 دولة والعديد من المنظمات الدولية على مدار ستة أشهر. وتضيف: «في هذا الحدث التاريخي، سنرى أروع الابتكارات والإبداعات، ونتعرف إلى ثقافات العالم، ونحتفل بالفنون والمناسبات والاستعراضات. كما سنعمل تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» على مواجهة التحديات التي تعترضنا على مستوى العالم كله، وذلك لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة».