حققت شمس الملا، ابنة المخرج السوري بسام الملا، حضوراً مميزاً ممثلة ومؤثرة وناشطة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا النجاح رافقه على الدوام هجوم ساحق من جمهور اعترض على صورها، مقارنين دائماً بين إطلالاتها المعاصرة والجريئة أحياناً، والصورة النمطية لسيدات دمشق في مسلسلات والدها الذي ذاع صيته بشكل كبير بعد تصديه لإخراج الأجزاء الأولى من مسلسل «باب الحارة».  

درست شمس تصميم الأزياء، ولكنها معروفة عارضة للأزياء، وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف تفاصيل تجربتها الوحيدة في التمثيل، وتطلعاتها المقبلة فنياً وجمالياً.

• كيف تقيمين تجربتك الوحيدة ممثلة؟ وهل تنوين الاستمرار فيها؟

ظهوري في الجزء التاسع من مسلسل «باب الحارة» من أجمل التجارب في حياتي، حيث كنت أدرس في دبي وأصور في الوقت ذاته في سوريا، كنا نصور 12 ساعة أو أكثر في اليوم، وكان لديّ أستاذ يدربني على صوتي ومخارج الحروف، ولأنها أول تجربة لي رغب والدي في ألا أظهر بطريقة سطحية، وقد يتوقع البعض أنني مثلت لأن والدي منتج ومخرج العمل، ولا يعلمون كم بقيت أثبت لوالدي أنني جادة وأحب التمثيل، ولم يقتنع بسهولة حتى رآني على التلفزيون في إعلان وفيديو كليب وحينها شعر بجديتي، وشعر بواجبه أن يدعمني، فأعطاني دوراً جميلاً وليس سهلاً، حيث جسدت دور قاتلة وهاربة ومتنكرة بصوت وتصرفات رجل.

 احتكار

• علمنا أنك تحضرين لمسلسل جديد، ستبدئين تصويره، فهل الخبر صحيح؟

فعلاً، سأشارك في مسلسل بعنوان «سوق النسوان»، وهو ينتمي إلى الأعمال التاريخية، ويصور فترة السبعينات من القرن الماضي، ودوري متطور أكثر وهو من النوع كوميدي قليلاً وشخصية تشبهني من حيث ثباتها وقوتها وعزيمتها، وأنتظر موعد بدء التصوير، وهو من إخراج بسام الملا.  

• هل أنت محتكرة لأعمال والدك المخرج بسام الملا؟

لا أبداً لست محتكرة، ولكن منذ «باب الحارة» لم أقدم أي عمل جديد بحكم وجودي في دبي، وأغلب الأعمال تصور في سوريا، وكانت هناك صعوبة في هذا الموضوع.

• جدك الفنان الراحل أدهم الملا، ووالدك وأعمامك جميعهم يعملون في الوسط الفني، ما التحذيرات التي تلقيتها منهم عندما قررت خوض غمار الفن؟

التحذيرات كانت من قبل أن أدخل الفن وبعد أن دخلته، هم يعرفون أن هذا المجال يستنزف الطاقات، وأعلموني أنه ليس من السهل الحصول على عروض وهو ما حدث بعد «باب الحارة»، وسأقولها بشفافية ودون، خجل لم يأتني أي عرض، ولم يطرق بابي أحد، ويقول: (أريدك يا شمس أن تأتي وتمثلي في هذا المسلسل). ويمكن هناك نوع من أنواع طرح الذات وهو ما لا أفعله، ولم ألتقِ أي أحد، وطريقتي هي عرض نفسي والتواصل مع المخرجين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأتواصل معهم وأثني عليهم وأبدي رغبتي في العمل لديهم، ولكن لم يصدف أن تمت الإجابة عن رسائلي، ربما لأنهم لا يقرؤونها أو لا تصلهم، واجهت صعوبة كبيرة في هذا الأمر وبالنسبة لي أصبح الفن هواية وليس مهنة.

• ما رسالتك للمخرجين؟

أتوقع أن جميع المخرجين، وليس فقط أبي، يستخدمون الممثلين أنفسهم في مسلسلاتهم وهذا ما يزعجني، لأنه يجب أن يمنحوا باقي الممثلين الفرص التي يستحقونها، ولست أتكلم لأني لم آخذ فرصتي أو لم يطلبني أحد، أنا أتحدث عن غيري، كثيرون لم يرهم أحد ولم يتكلم معهم أحد، فترى أن الشخص الجيد أو المتوسط يعمل كل سنة مع المخرج ذاته لماذا؟ امنحوا الآخرين فرصة.

• من المخرج الذي ترغبين في العمل معه؟

رشا شربتجي، منذ طفولتي أشاهد مسلسلاتها وتبهرني بأسلوبها وأحبها كثيراً، وتغير كثيراً في نمط مسلسلاتها على عكس والدي الذي يختار المسلسلات الدمشقية دائماً، فهي متنوعة بأعمالها وتقدم التراجيدي والاجتماعي والبوليسي. 

 «فاشينيستا»

• أنت إحدى شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي، وينظر إليك كـ«فاشينيستا» تستعرضين جوانب كثيرة من حياتك، أين ترين مستقبل «السوشيال ميديا» وأنت ترين نفسك من خلالها؟

يوماً ما ستنتهي موضة منصات التواصل الاجتماعي، وسيظهر ما يحل محلها، أعتقد أن علينا حالياً أن نستغل حضورنا على «السوشيال ميديا»، ممن يتمتعون بحضور قوي، فهناك كثيرون ممن استثمروا نجاحهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحولوا لمهن أخرى في الإعلام أو التجارة، وعليّ شخصياً استغلال وجودي الكبير في «السوشيال ميديا» وأن أعمل شيئاً لنفسي قبل أن تنتهي هذه الموضة.

• كيف قمت ببناء جمهورك الإلكتروني؟

بدأت منذ زمن طويل من خلال الأزياء والموضة والمكياج، وأصبح الجميع يتداولون هذه العروض من خلال الـ Tag، ويعلقون على ما أنشره، ومن ثم أتت مشاركتي في «باب الحارة» التي كانت سبباً رئيسياً في شهرتي، ولكنني عدت من جديد للأزياء لأنني لا أريد أن أطرح نفسي ممثلة فقط.

تنمر

• تعرضت للكثير من الهجوم بسبب جرأة إطلالاتك، ماذا تقولين لمن تنمروا عليك وانتقدوك؟

هؤلاء المتنمرون موجودون عند جميع المشاهير، وهم أنفسهم الذين يستخدمون صور كيم كاردشيان ويعلقون بإعجاب على صورها، ولكن عندما يكون الأمر مرتبطاً بفتاة عربية يتنمرون عليها، هؤلاء المتنمرون موجودون بكل الأحوال إن لبسنا أم لا، وإن وضعنا مكياجاً أم لا، ولو فعلنا أي أمر سيتم التنمر علينا، فلا أريد توجيه أي شيء لهم ولا أعتبرهم في حياتي ولا أقرأ تعليقاتهم أبداً، وأنا قمت بتوظيف شخص لحذف هذه التعليقات حتى لا يؤثروا فيّ سلباً، لأنني في البدايات تأثرت كثيراً، ولكن بدعم عائلتي ووالدي بالذات، الذي وضح لي أن سبب الهجوم هو النجاح وهو سبب الغيرة والكلام البذيء والتنمر، لهذا قررت ألا أقرأ حتى لا أتأثر.

• كيف تتوقعين نظرة الناس لك من خلف الشاشات؟

أعتقد أن الكثيرين يرونني فوقية وسطحية، وبالحقيقة أنا لست كذلك ولست مؤذية وربما ما يتم تداوله عني يوحي بهذا الأمر، إلى حين التعرف إليّ شخصياً تتغير هذه الرؤية، الذي يعرفني عبر «السوشيال ميديا» يراني مادية وسطحية كثيراً بينما الحقيقة هي العكس.

فيديوهات

• وماذا عن الفيديوهات الكثيرة المسيئة إليك؟ 

اقتطعت صوري عبر الفوتوشوب وتم التلاعب بها ومعظم هذه الفيديوهات كاذبة، أو أكون قمت بطرحها بطريقة معينة وهم يستغلونها ويطرحونها بطريقة مختلفة تماماً.

• من يحاول تشويه صورتك؟

كثيرون، هناك من فتح صفحة مزيفة باسمي على (فيسبوك)، تم إغلاقها بعد جهد كبير، كما أن «فيسبوك» أغلق صفحتي الرسمية إلى أن قدمت وثائق تثبت هويتي، واستمرت الصفحة المزيفة لأنهم اعتبروها أقوى وكان عليها أكثر من مسؤول، وهم من جنسيات مختلفة ولا أعرف ما السبب، أعتقد أنهم مجرد مرضى ومتنمرين.

• هل لديك أعداء؟

أبداً، أنا أصلاً ليس لي أصدقاء حتى يكون لي أعداء، حياتي الاجتماعية محدودة جداً ومحصورة بأهلي فقط.

• هناك شخص خفي في حياتك نرى أثره ولا نراه شخصياً، فماذا تقولين عن الجانب العاطفي في حياتك؟

(تضحك قبل أن تجيب): هو خفي بسبب كل من تكلم عن حياتي بطريقة سلبية سابقاً، هذا الأمر يمنعني من أن أنشر أي شيء، وأصبحت أكثر وعياً وحذراً، وشريك حياتي يتمتع بخصوصية ولا أفضل اختراقها على العلن.

• ما رأيه فيما تقدمينه فنياً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي؟

هو فخور بي ويدعمني بجدية، وفي رأيه أني أستطيع أن أتطور وأصبح ذات شأن إذا اهتممت أكثر، ولكني مهملة وأعترف بهذا الأمر، وسعيدة بهذا المستوى الذي وصلت إليه، على الرغم من قلة أعداد المتابعين ولكن الشهر المقبل سأقدم برنامج «بيوتي ماتش» بنسخته العربية مع «أم بي سي» وسيكون مختلفاً، حيث سأخرج بشخصيتي البسيطة وأطرح أسلوبي في الموضة والتجميل، لهذا لا أعتبر نفسي متأخرة بسبب عدد المتابعين، فما زلت مؤثرة والعالم ينظر لي بهذه الطريقة.

أطفال شمس 

كثيراً ما تنشر شمس صوراً وفيديوهات لها، أثناء اهتمامها بكلبيها وهما من فصيلة (جيرمان شيبرد) وعن هذين الكلبين تقول: «أراهما كأطفالي، ولا أمانع ألا أنجب مستقبلاً، فأنا أعتبرهما أولادي فعلاً»، وعن كيفية قضاء الوقت معهما تقول: «هما ذكيان جداً، ولو كنت مريضة يعرفان ذلك ويبكيان، وعندما نمثل بأن أصدقائي يضربونني يهجمان عليهم دفاعاً عني، علاقتي جيدة جداً معهما».