نجحت الممثلة التونسية نجلاء بن عبد الله في تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة، جراء نوعية الأعمال التي قدمتها خلال مشوارها الفني، التي تركت بصمة واضحة في السينما والتلفزيون التونسيين. وعلى هامش مشاركتها في فعاليات الدورة الـ41 لـ«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، حاورتها «زهرة الخليج» عن سيرتها وآخر أعمالها فيلم «بيك نعيش».

• من مضيفة طيران إلى ممثلة محترفة، كيف حققت هذه النقلة؟

بدأت حياتي مضيفة طيران، وكنت أبحث عن فرصة لأحقق حلمي بدخول عالم التمثيل، حيث كنت أشارك في مسرح المدرسة من دون علم والديّ خشية أن يمنعاني، فأنا من عائلة محافظة وترى أن التعليم أساس الحياة، والتمثيل يمكن أن يكون هواية، ولكن لا يمكن أن يكون توجهاً علمياً، وقد أتت الفرصة لي ومثلت أول مسلسل اسمه «دنيا»، وانطلقت منذ ذلك الوقت في تقديم عدد من الأدوار.

«بيك نعيش»

 • شاركت في الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي بفيلم «بيك نعيش»، فماذا يقدم العمل؟

هو فيلم اجتماعي يتحدث عن قصة زوجين يتعرض ابنهما لحادث، فيعيشان تجربة مخيفة ومرعبة، ويكتشف الزوج أن الطفل ليس ابنه ليشك بخيانة زوجته له، وهنا تبدأ القصة والصراع بين الرجل وزوجته، وهل سيسامحها؟ وهل سينقذ الطفل حتى عندما عرف أنه ابنه؟ الفيلم تم عرضه للجمهور المصري وفوجئت من ردود الفعل الإيجابية وكمية التعاطف مع قصة الفيلم، وأتمنى أن يشارك العمل في محافل دولية وعربية أخرى، كونه عملاً يستحق النجاح من جميع النواحي بوجهة نظري، فالمخرج مهدي البرصاوي كان حريصاً على أن يقدم عملاً مشرفاً.

• ألا ترين أن نوعية الأفلام التي تتعرض للخيانة الزوجية من طرف المرأة بدأت تكثر، فهند صبري مثلاً قدمت قصة عن الخيانة في فيلم «نورا تحلم»، فهل الأمر تشخيص لواقع معين أم يدخل في باب تبرير مواقف خاطئة؟

الخيانة الزوجية موجودة في كل العصور ومن الطرفين، نحن لا نبرر الخيانة بل نرفضها، سواء إن كانت من المرأة أو من الرجل، لكن بدورنا نقدم قصصاً حصلت أو قد تحصل، وهذا لا يعني أننا ننتصر لها. وحسبما أعلم قصة خيانة فيلم «بيك نعيش» تختلف عن فيلم هند صبري «نورا تحلم»

«ممالك النار»

 • حدثينا عن دورك في المسلسل الضخم في مسلسل «ممالك النار» الذي تم تصوير جزء كبير منه في تونس؟

كان لي شرف المشاركة في هذا العمل الضخم، وقدمت دوراً صغيراً إلا أنه كان مؤثراً في الخط الدرامي، وكُنت فخورة بوجودي مع عمالقة في عالم التمثيل، وأتمنى أن تتكرر الأعمال العربية المشتركة.

• البعض يرى أن مسلسل «ممالك النار» ربما يُشعل الفتنة بين العالم العربي وتركيا، خاصة أنه يُعرض في ظرف سياسي حساس؟

أرى أن هذا العمل يُشخص الواقع، وقد تمت كتابة القصة استناداً إلى كتب التاريخ، وهو يقدم حقيقة مجردة لأحداث حصلت بالفعل، فالمجتمعات لا تستطيع التقدم بالنسيان بل بالتعلم من الأخطاء السابقة.

• علمنا أنك ترفضين المشاركة في المهرجانات إن كُنت غير مشاركة بفيلم؟ ألا ترين أن ذلك يتعارض مع التسويق الإعلامي لصورتك كفنانة؟

أنا أرفض المشاركة فقط لأظهر على السجادة الحمراء بلباس من إحدى دور الأزياء المعروفة، وأقف أمام عدسات المصورين من دون أن يكون لي عمل مشارك في المهرجان، فأنا أري في ذلك مضيعة للوقت، وبالنسبة للتسويق الإعلاني فالأعمال التي أقدمها تكفيني من هذه الناحية، كما أنني أم لابنتين اثنتين ملاك وميار، وأرفض تركهما وحيدتين لفترات طويلة، فقط لأظهر من سجادة حمراء لأخرى.

بطاقة

نجلاء بن عبد الله ممثلة تونسية شهيرة، بدأت حياتها مضيفة طيران على الخطوط الجوية التونسية، في رصيدها حالياً قرابة 10 مسلسلات و10 أعمال سينمائية، من بينهم ثلاثة أدوار رئيسية. نال فيلم «بيك نعيش»، الذي شاركت في بطولته، جائزة الجمهور في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة الرابعة والثلاثين للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني بمدينة نامور البلجيكية مؤخراً.