كان وقت الإفطار خلال شهر رمضان المبارك عام 2009، وكنت مثل غيري من متابعي سلسلة «برنامج خواطر» وأنتظر مواسمها، وفي ذلك العام كان لخواطر طابع آخر، فقد أطل علينا البرنامج بخواطر من اليابان - ولم تكن الوجهة محطة جديدة بالنسبة لي كدولة، فقد زرتها من قبل - ولكن الزاوية المبتكرة في ذلك الوقت علقت في ذهني، ومرّ الوقت وبعد 10 سنوات عدت لتلك اللحظة، ولكن هذه المرة مع فريق حكومي إماراتي في اليابان.

 

الذكرى التي شغلتني وسيطرت على حروف «رمسة عاشة» هذه المرة، هي كيف كُنّا وما زلنا منبهرين بنموذج اليابان وتقدّمها في مختلف المجالات، ولكن ما حدث في «برنامج دبي الذكية» لتصميم المدن كان لا يحتمل التأجيل وعليّ إخباركم به. 

 

لن أشغلكم بتفاصيل البرنامج، ولكنّنا اصطحبنا 35 بطل سعادة من الجهات الحكومية في دبي، لتبادل الخبرات والاطلاع على تجربة طوكيو، واكتساب مهارات وتجارب تجعل المشاركين يتميزون في تحقيق أهداف «أجندة السعادة» بما ينعكس على حياة الناس وتجاربهم في دبي، ويركز البرنامج على ثلاثة محاور هي (الذكاء والإنسان والتصميم). 

 

في قاعة الاجتماعات بمكتب رئيس الوزراء الياباني، وخلال عرضنا تجربتنا للسعادة لمدير مكتب سياسات التقنية والعلوم، أبدى إعجابه برحلة دبي للاستغناء عن الورق وقال: «إن شاء الله المرة (الياية) تزوروننا ونحن أقل استخداماً للورق». وهي كلمات لها وقع آخر لأنها صادرة من اليابان، التي طالما شكّلت ممارساتها حلماً لكثيرين فوصفوها بالكوكب، ولا ألومهم.

 

وخلال عرضنا لأجندة السعادة التي نعمل على تنفيذها، أبدى اليابانيون إعجابهم بمنهجية دبي لتحقيق سعادة الإنسان، وقال المسؤول عن الاستراتيجية المجتمعية بطوكيو بنسختها الخامسة (Society 5.0)، إنهم سيضيفون السعادة في النسخة السادسة المقبلة لهذه الاستراتيجية اقتداءً بدبي.

 

في اليابان، ما زال هناك الكثير من الدروس لنتعلمها ولذلك اخترنا طوكيو، لكن ما أحببته أن شبابنا تمكنوا بحضورهم بالزي الوطني الإماراتي وبعقولهم من إهداء بعض الدروس المستفادة لكوكب اليابان وتحديداً وصفتنا في السعادة.

في «رمسة عاشة» هذه، أريد أن نكون فخورين بقدراتنا، وأن نغرس هذه الثقة منذ الصغر في عقول أبنائنا، ونخبرهم أننا لدينا الكثير مما سيجعل العالم مكاناً أفضل للعيش، وحتى كوكب اليابان أحب سعادتنا.