بالتوازي مع معرض «10 آلاف عام من الرفاهية»، الذي يقدم حالياً في «متحف اللوفر- أبوظبي» ويستمر إلى الأول من فبراير، تقدم كارتييه Cartier عرضاً فنياً عطرياً بتركيب هندسي تم إنشاؤه بواسطة الدار، وأشرفت عليه صانعة عطور الدار ماتيلد لوران Mathilde Laurent، بالتعـــاون مع وكـــالة الهندسة Transsolar KlimaEngineering. تطلع ماتيلــد قـــراء «زهرة الخليج» علـــى كامل التفاصيل المتعلقة بهذا التشييد الهندسي والتكنولوجي.

عطر L’envol
تقول  صانعة عطور دار كارتييه Cartier، ماتيلد لوران Mathilde Laurent، عن عطر L’envol التي قامت بابتكاره: «هو مستوحى من أول طيار في العالم وهو AlbertoSantos-Dumont ويعني اسمه أول رجل يطير. من اشتم العطر دهش بالرائحة التي توحي بالجنون وتجعله يشعر برغبة بالطيران، وهنا عبقرية التركيب التي تجعلك تتساءل كيف لك أن تطير أو تسافر أو تتسلق أو تعيد ابتكار نفسك؟ هي رائحة روحانية وثقافية، لا تحتاج لأن نسوقها، وكانت فكرة مجنونة وانتقلنا بها إلى مرحلة روحية جديدة ودمجناها مع الحس الجسدي».

• كيف جاءت فكرة تصميم وتركيب هذا المكعب الزجاجي الشفاف؟
تم اختيارنا من قبل «متحف اللوفر- أبوظبي»، وهو ما جعلني فخورة جداً. شيدنا هذا المكعب أو التركيب للعطور في باريس في مصنع مشهور، وهذا التركيب حظي بمشاهدة من فريق المتحف، وأعجبهم فعرضوا علينا أن يكون هذا المكعب من مجموعة الفصول الخاصة بعام 2020 لعرضها لديهم، وهذا ما جعلنا نُفاجأ ونتشرف ونفتخر بهذا العرض وهذه الفرصة.

تركيب هندسي
• ما مراحل تصنيع التركيب الهندسي وخطوات صنعه؟
تقابلنا مع وكالة Klima Engineering Transsolar الذين استطاعوا ابتكار الغيوم في علب، لديهم التكنولوجيا والعلم، واستطعنا أن نجمع هذه التقنيات مع بعضها وأحضرنا تركيبة عطر L’envol، وبحثنا عن مواد لابتكار هذه الغيوم وتعطيرها، كانت هناك خطوات كثيرة واجتماعات ومحاولات، وأول مرة صنعنا الصندوق، ثم ابتكرنا السحابة تحت إشراف مختصين فرنسيين، وقمنا بصناعته بمهارة وتفرد، ولم ننتهِ بسهولة فكانت هناك مراحل وتجارب كثيرة وتعديلات للسلم والعطر والدخان.

• هل يمكن اعتبار هذا التركيب نقلاً للفكرة والرائحة نفسها للناس؟
تماماً كنت دائماً أجرب في كارتييه Cartier أن أشرح العطر بطريقة حسية، فالرائحة هي حلم يأخذك في رحلة من المكان الذي تكون فيه. وعلى سبيل المثال كان من أبرز مكونات عطري الأول Baiser Vole الزنبق Lilies، وأردت أن يستخدمه الناس برقة وحذر واستمتاع، لذا طلبت من أحد الفنانين الفرنسيين ابتكار ورق نشّاف أبيض على شكل زنبقة، وأردت أن أجعل الناس يجربون رائحته. عندما عرضت عليهم أن يشموه والبودرة على أياديهم، مباشرة وبلا وعي أدركوا أن هذه رائحة زهور، من دون أن أضطر إلى أن أشرح لهم أن البودرة تحتوي على زهور بكل بساطة. لذا أنا أسعى دائماً لابتكار تركيبات حسية تشرح نفسها بنفسها.

• إذاً هذا التركيب الهندسي يشرح الرائحة؟
نعم، أردت أن أشرح وأوضح عطر L’envol من خلال هذا التركيب الهندسي، والتمتع به.

عنصر الإبهار
• ما العنصر المبهر في هذا التركيب؟
أنتِ أو أنتَ، لأن من يدخل هذا المكعب أو الصندوق سيكون وحده، وعندما يتسلق السلالم ستكون لحظة خلابة في داخلك، فمن ينظر للصندوق من الخارج سيرى سحابة صغيرة، سيرغب من هو دخل الصندوق أن يحميها ويعيش معها لحظات رومانسية حالمة. والعنصر المبهر لمن هو داخل الصندوق، هو صعود السلالم داخل السحاب، فكل هذه العناصر تجعل الشخص يحلق فوق السحاب وهو يتشمم العطر. فقط كارتييه Cartier تستطيع أن توفر هذه الأمنية، وهي تماماً ما نسعى لفعله في كل منتج وحرفة من الدار، سواء في الجواهر الثمينة أو الحقائب. فكارتييه Cartier  تعلم أن زبائنها يبحثون عن السعادة، وتستطيع أن تضعك داخل وفوق السحاب.

• تركيبكم هو من ضمن معرض «10 آلاف عام من الرفاهية» هل تتوقعين له النجاح؟
قمت بزيارة المعرض، وأبهرتنا كل القطع المعروضة، وردود فعل الزوار رائعة ومدهشة والجميع يلتقطون الصور. وكارتييه Cartier تحاول أن تُري الجميع الجمال، وهذا المعرض هو نتاج سنوات من الثقافة والروحانيات، ومن الجميل أن نكون جزءاً منه، ولنعطي بداية جديدة  وهو ما أفتخر به أننا بعد المعرض سنبرهن كيف أن الرفاهية تعيد ابتكار نفسها هذه الأيام، وكيف ستكون في المستقبل. وحرصنا من خلال مشاركتنا في المعرض على عرض قطع فريدة ومميزة وهو أمر مذهل.

• كم استغرق المكعب وقتاً لتجهيزه وماذا يخفي؟
استغرق ستة أشهر كصندوق، ووقتاً أطول للبناء ولابتكار طريقة لعرضه. وعندما وصلنا إلى أبوظبي رأينا أنه من الجميل وضعه على الماء، لأنه إن كان تحت الماء سيكون من الصعب أن يبنى، لأن التركيب مخصص للبناء أسفل السحاب وفوقه، لذلك كان الوضع معقداً في كيفية بنائه. كما أن الناحية التكنولوجية عالية جداً وبنيت من قبل علماء يعلمون أكثر مني، وتكفلت بالأمر وكالة علمية احترافية.