الفرح هو القلب النابض لـDior. وهذا ما عكسه الكتاب المليء بالابتسامات والضحك، الذي صدر مؤخراً مسلطاً الضوء على تاريخ الدار في جادة Avenue Montaigne، مكرساً الاحتفال بفرح Dior. فمن خلال حوالي 220 صورة تزخر بالفرح، يدعوك Dior, Moments of Joy إلى اكتشاف عالم الدار مع التركيز على المتعة والاحتفال. لحظات من الفرح المطلق، مأخوذة من الحياة الواقعية، بعدسة أعظم المصورين، الذين التقطوا جوهرها المرح والمتهوّر. ويترافق مع الكتاب المشوّق والغني بالمعلومات كتاب آخر هو كتاب الفرح الصغير The Little Book of Joy، الذي كتبته المحلّلة النفسية والمخرجة وكاتبة السيناريو مورييل تيودوري Muriel Teodori، التي تحل ضيفة على قراء «زهرة الخليج»، شارحة الأبعاد النفسية للفرح الذي يميز Dior.

• ما تأثيرك كمحلّلة نفسية في تأليف هذا الكتاب؟
يشكّل التحليل النفسي إحدى وسائل قراءة العالم والأشياء التي تؤثّر في البشر، لذا بالطبع تطرّقنا إلى الفرح من هذا المنظور. كلّ شخص يختبر الفرح تبعاً لقصته الخاصة. ربما كانت حياة البعض أكثر صعوبة وبالتالي هذا يجعلهم أقلّ تطلّباً فيما يتعلّق بالفرح. كلّ لحظة صغيرة من الفرح لها وزنها وأهميتها. أمّا الآخرون الأكثر حظاً فسيتطلّبون مقداراً أكبر من الفرح. لعلّ ممارسة التحليل النفسي جعلتني أكثر انتباهاً لهذه الاختلافات؛ حتى شخصية كريستيان ديور في حدّ ذاته، قد تبدو مختلفة بعض الشيء، إذ يشجّع التحليل النفسي على اعتماد مقاربة حميمة أكثر.

اكتشاف
• هل اكتشفت بعض الأشياء عن الفرح أثناء تأليفك هذا الكتاب؟
كان ذلك أكثر من مجرّد اكتشاف، فمجرّد محاولة تسمية الأشياء يمنحها تفسيراً أوضح. في نهاية المطاف، سلّطت الكتابة الضوء على تعقيدات الفرح. وعدد الطرق غير المحدود للوصول إليه.

• هل أنت حساسة تجاه الروائح؟
حاسة الشم من الحواس شديدة الأهمية بالنسبة إليّ. وقوة العطور التي اختبرتها هي بمدى قوة الصور بالنسبة إليّ. كما أن لدي قلادة والدي الكهرمانية المشبعة بدخان سجائره. أتنشّق الرائحة أحياناً والابتسامة تعلو وجهي. أمضي الكثير من الوقت في مقارنة عطور الورود والفريزية وزنبق الماء وأوراق الطماطم في حديقتي. فهي تجسّد كلّ خيرات الطبيعة.

لحظات
• ما لحظات الفرح الخاصة بك؟
كثيرة، منها: عدم القيام بأيّ شيء أثناء الجلوس تحت ظلال شجرة. وصول الأشخاص الذين أحبهم. لقطة سريعة الإيقاع في أحد الأفلام. سؤال فائق الذكاء من أحد الطلاب يدفعني إلى تغيير طريقة تفكيري. لطف الأصدقاء أو الغرباء. عندما يدرك الناس أنّهم مخطئون ويضحكون بهذا الشأن. فكرة أنّنا سندرك أخيراً أنّ كوكبنا سريع العطب ويجب حمايته.

• كيف يتفاعل الأشخاص من حولك عندما تحدّثينهم عن الفرح؟
أحد الأصدقاء يجد أنّ طريقتي الساذجة في رؤية الأشياء الرائعة في كلّ مكان تصيبه بالإحباط. غالباً ما يرتبط الفرح بالطفولة. وبشيء يرتبط بالأحداث والمراهقين. أودّ الحفاظ على هذا في داخلي. كنت طفلة تعيسة نوعاً ما. ودخل الفرح إلى حياتي رويداً رويداً. ويوجد في حياتي أيضاً، لأنني حالياً أتخذ هذا القرار بشكل يوميّ. أنا أطالب به بكلّ سرور. ألن يكون الأمر أسوأ إن شعرنا بالذنب لأننا نعيش في عالم فوضويّ؟ لا جدوى من إضافة المرارة إلى هذه المعادلة.

• خلال تحضيرك لهذا الكتاب، ما أكثر شيء أثار اهتمامك حيال حياة كريستيان ديور وعمله؟
طفولته بالطبع، علاقته بعائلته، والدته وشقيقته بالأخص، وبالتالي علاقته بالنساء. وقراره بسلوك الاتجاه المعاكس بعد الحرب من خلال أسلوب New Look.

وعي
• ثمة وعي متزايد حيال المشاكل البيئية. هل تظنين أنّ الفرح يأتي من الطبيعة والأزهار، كما كان يعتقد كريستيان ديور؟
أجل، الأمر أشبه بلقاء مع حالة طبيعية من الفرح. ومنذ بداية الزمان، يؤدّي تأمّل الطبيعة المثالية إلى الشعور بالفرح والسعادة. على الرغم من أنّنا نواجه أحياناً عنف الطبيعة وقوتها الهائلة ولا نستطيع التعامل معها، على غرار الأعاصير والانفجارات البركانية - ليس كلّ شيء هادئاً ومسالماً في الطبيعة. لكنّ الأمر يختلف مع الأزهار. فهذه الابتكارات غير المتناهية من الأشكال والألوان والعطور تداعب الحواس ولا يمكن أن تؤدّي إلاّ إلى السعادة.

• ما أبرز قول مأثور عن الفرح برأيك؟
ما كتبه كريستيان ديور في مذكراته حول أصدقائه، قائلاً: «عشق اللمسات الخفيفة في جو رائع مفعم بالضحك والمرح (...) كم كانت أمسيات مجنونة!». بالإضافة إلى الذهنية السائدة في ذاك الوقت التي عبّر عنها بشكل جيّد من خلال مجموعته الأولى وعطره الأول: «هذا الإصدار الجديد من حبّ الحياة الذي اعتقدنا أنّنا فقدناه إلى الأبد».

• ما الفرق بين الفرح والسعادة؟
كوّنت انطباعاً بأنّ السعادة تنشأ عندما يتكرّر الفرح بشكل مستمرّ، بحيث نتحلّى بالثقة حيال ما يلوح في الأفق. ربما كان العدد اللامتناهي من مصادر الفرح الممكنة، يحدّد مفهوم السعادة خطوة بخطوة.