تجمع الفنانة العراقية المقيمة في الكويت، روان مهدي، صفات التمرد والعفوية وتقلب المزاج، لكنها بذات الوقت بسيطة ومتواضعة، تحكم بإحساسها فقط على طبيعة الأشياء خاصة فيما يتعلق بالفن، الاقتناع عندها وحده هو سيد الموقف وخاطرها الذي لا تخالفه حتى لو جلب عليها النقد والهجوم. تحاورها «زهرة الخليج» بالتزامن مع تصويرها مسلسل «والدي العزيز».

• لك اسمان على «موقع البحث الشهير ويكيبيديا» هما: روان مهدي وروان الصايغ، فلماذا لا تعملين على توحيد الاسم؟
لا أهتم كثيراً بمثل هذه الأمور، لكنني حريصة على أن يكون اسمي المتداول لدى الناس هو روان مهدي، ولأن والدي هو الكاتب مهدي الصايغ، أصبح الناس ينادونني روان الصايغ.

• ماذا تقولين عن العمل الذي  انتهيت من تصويره مؤخراً؟
هو مسلسل درامي بعنوان «والدي العزيز» من إخراج علي العلي، تأليف حسين مهدي، وأقدم من خلاله شخصية «فرح»، وهو دور مختلف لم أقدمه من قبل، فتفاصيل الشخصية وحالتها العامة غير مكررة أو معتادة، وهي فتاة مضطربة نفسياً بسبب الظروف والبيئة المحيطة، تعاني إهمال كل من حولها، وتقوم بتصرفات غريبة رغبة منها في التعامل مع أمور يضعها فيها الأهل، وكلها أمور ولدت عدم ثقة بالناس وتوتر على الصعيد العاطفي، وعلى الرغم من كل تلك الظروف إلا أن لديها حلماً وطموحاً تعمل على تحقيقه.

شخصيات وأدوار
• هل قدمت يوماً دوراً يتشابه مع شخصيتك؟
كل شخصية أقدمها تحمل جزءاً مني، وهذا أمر يتوقف على طبيعة الشخصية، فقد تكون تحمل جوانب كثيرة مني، أو بعيدة عني لكن بها مني بعض الرتوش.

• ما أقرب شخصية لك قمت بتقديمها؟
شخصيتي في مسلسل «ماذا لو» بها مني التعاطف والشغف، وإنني من الممكن أن أفعل أي شيء، إذا ما أحببت شخصاً وشعرت بأنني لا أستطيع العيش من دونه.

•هل هذا ما دفعك في «ماذا لو» إلى حلق شعرك على (الزيرو)؟
بالضبط.

• هل ندمت على حلق شعرك بهذا الشكل؟
الأمر بالتأكيد لم يكن سهلاً، ولآخر لحظة ترك المخرج لي الخيار بين أن أفعل ذلك أو لا، ونعمل على تعديل السيناريو من جديد، لكن القضية مستني من الداخل وجعلتني أوقن أن الأمر هكذا سيكون أكثر مصداقية.

• قيل إنك قمت بالتحضير بشكل جيد عن الشخصية وعن طبيعة مرضى السرطان؟
بالتأكيد، قبل التصوير كانت هناك القراءة والبحث عن كل ما يخص المرض وطبيعته وإحساس المريض، وعلاقتها بزوجها خاصة وإنهما تزوجا رغماً عن إرادة الجميع.

ملامح إنسانية
• الأمر المستغرب أن الشخصية تحمل ملامح إنسانية عديدة ورغم ذلك تعرضت للكثير من النقد ما تفسيرك؟
السبب وراء هذا الهجوم يعود للصدق، لأن العادات والتقاليد تحكمك بالتحرك وفق إطار معين، ولكن هذا الإطار يتعارض مع طبيعة ما يحدث من حولنا، ومن هنا كان النقد والهجوم، وأنت كممثل لا بد بذكائك وصدقك أن تتحايل بشكل ما لتوصيل تلك الحقيقة للجمهور.

• هل أزعجك هذا النقد؟
ضايقني فقط أنهم لم ينتبهوا إلى أنني مهتمة بالقضية، ومنغمسة في الشخصية لآخر مدى، وهو ما جعلها تظهر بهذا الشكل، لكنهم ركزوا فقط على أنها حلقت شعرها وعلى جوانب أخرى، لكنني في النهاية أحترم رأي الكل، رغم أنني موقنة تماماً أنني قدمت الشيء الصحيح.

• هل اختيار المخرج علي العلي لك جاء بعد الضجة التي أحدثها مسلسل «الخطايا العشر»؟
أنا وعلي العلي يجمعنا تفاهم كبير، وهو من المخرجين الذين يشاركون الممثل في بناء الشخصية وفهم أبعادها، ولديه ميزة الإنصات إلى الممثل وترجيح رأيه.

• لماذا اعتذرت له عن «دفعة القاهرة» رغم كل تلك الميزات بينكما؟
لم أعتذر، بل كنت أريد المشاركة لآخر لحظة، لكن ظروف مسلسل «ماذا لو؟» منعتني من المشاركة، فلم أكن وقتها أرى إلا منذر رياحنة والمستشفى وشاليه هنا، وتخيلت أنني ربما بعد انتهاء التصوير أستطيع الخروج من الشخصية والدخول في عمل جديد، لكنني وجدت في الأمر صعوبة كبيرة.

• سمعنا أن هناك تحضيراً لمسلسل يحمل عنوان «دفعة بيروت»، فهل لو عرضت عليك المشاركة توافقين؟
بالطبع.

 بساط الفنانات
• بعض النقاد قالوا إنك سحبت البساط من تحت أقدام بعض فنانات جيلك؟
لم أحب هذا الرأي ولم أقتنع به، فالسماء تتسع لعدة نجوم وكل نجمة تشع في تجاه، ولا بد أن نؤمن بقدرات بعضنا وكل فنان يكمل الآخر، والكيمياء التي تجمعنا في كل عمل يتنافى مع رأي النقاد.

• مَن مِن الوسط الفني نستطيع أن نعتبرهم أصدقاءك؟
كلنا في الوسط أصدقاء، لكن أستطيع القول أن صديقتي المقربة هي الفنانة فرح الصراف، وكذلك فاطمة الصفي قريبة مني.

• لماذا اخترت والدتك لتتولى إدارة أعمالك؟
كنت أحتاج إلى داعم يهتم بي وبكل شؤوني، ولم أجد أقرب ولا أحب من أمي لتقوم بهذه المهمة، ولم يكن في الأمر شعور بالخوف من الوسط الفني كما يتردد، فأهلي ربوني على أنه بعد سن العشرين لا بد لي أن أتحمل مسؤولية نفسي، وكنت على قدر هذه المسؤولية كما أتمنى.

• ما القضية الإنسانية التي تزعجك؟
كل حالات الحروب والدمار من حولنا، وعجزك عن فعل شيء أو المبادرة بعمل ما، فالأمر أكبر من نوايانا وتحركاتنا محدودة التأثير، وكلنا نحاول التعامل مع الأمر وممارسة حياتنا الطبيعية ولكن ما يحدث حولنا يصعب علينا ذلك.

• لماذا يقولون إن ظهورك الدرامي قليل؟
لأنني حريصة على نوع العمل والدور الذي أقدمه، والقضية التي يتضمنها العمل، لذلك أنا غير مستعدة للتواجد في عمل لا يثير اهتمامي أو يحرك فيّ ساكناً.

جينات
تكشف الفنانة روان مهدي سر نحافتها الشديدة، بالقول: «نحافتي سببها جيناتي .. فمهما تناولت من طعام أظل كما أنا. والجاذب فيّ هو  شعري، لكن قبل أن أقصّه من أجل مسلسل (ماذا بعد؟)».