كفاح النجار بطلة تونسية في عالم رياضة الكاراتيه، حققت العديد من الإنجازات والميداليات في البطولات القارية والدولية، وتوجت هذه النجاحات بتعيينها محكمة عربية في هذه الرياضة منذ ثلاث سنوات، نشأت كفاح في أسرة تقدس الرياضة بصفة عامة، إذ تشربت، كما قالت لـ«زهرة الخليج»، حب الكاراتيه من والدها، واقتحمت في سن الرابعة وبعزيمة قوية ميدان الفنون القتالية، من دون أن تتوقع أن هذه الرياضة ستصبح مستقبلها لاحقاً.

• حدثينا عن بداية احترافك؟
دخلت هذه اللعبة لأتعلم كيفية الدفاع عن نفسي، ولأتعلم الحركات التي يقوم بها أبطال ألعاب الننجا والكاراتيه في الرسوم المتحركة، حيث كُنت مولعة بمشاهدتهم، وكبر هذا الحلم معي وكانت ثقتي بنفسي تزيد مع كل انتصار جديد، وبعد أن تجاوزت مرحلة الاحتراف بدأت أفكر في أن أكون من بين المُحكمين والحمد لله تحقق حلمي.

فنون القتال
• ما الذي جذبك إلى فنون القتال تحديداً؟
مع أن الكاراتيه تُعد من فنون القتال، إلا أنها رياضة ذهنية أيضاً، لأنها تدرب العقل على اتخاذ تكتيك استراتيجي عند اللعب، أي أن النجاح في هذه اللعبة مشروط باتخاذ القدرات الذهنية مع الجسدية في الوقت ذاته.

• ما مقومات النجاح في هذه الرياضة بالنسبة للفتيات؟
أي فتاة تريد الاتجــــــاه إلى احتراف الرياضة عليها الاهتمام منذ طفولتها بلياقتها البدنية ووزنها، لأنها عناصر ضرورية جداً للاستمرار، كما عليها أن تتدرب باستمرار وتختار الأكلات الصحية، لتحافظ في الوقت ذاته على قوتها العضلية.

حركات جسدية
• هل تمارسين رياضات أخرى إلى جانب الكاراتيه؟
لا أمارس رياضات أخرى، إلا أن التدريب اليومي على الكاراتيه يتطلب الكثير من الحركات الجسدية، التي تدخل في رياضة ألعاب القوى والجمباز وغيرها، فالتدريب عبارة عن خليط من مجموعة رياضات أخرى، لتساعد اللاعبة على الإبقاء على لياقتها الجسدية.

• بماذا تشبهك هذه الرياضة؟
هذه الرياضة تتطلب استخدام العقل والتكتيكات الذكية، وأنا بطبيعتي فتاة عقلانية أحب التفكير قبل الإقدام على أي شيء، وأنفذ كل شيء بعقلانية في حياتي.

محكمة
• كيف صرت محكمة عربية في لعبة الكاراتيه؟
حالياً أتولى تحكيم المقابلات، سواء للفتيات أم الفتيان، فلقد تعرضت للظلم في فترة سابقة من حياتي بسبب المحكمين، وقررت بيني وبين نفسي أن أخوض هذا المجال لأحكم ضميري أمام اللاعبين، وبالفعل أحاول قدر الإمكان أن أكون منصفة مع الجميع ولا أقبل الوساطات ولا المجاملات.

• ما أبرز المواقف المحرجة التي تعرضت لها من خلال احترافك لهذه الرياضة؟
عندما كُنت صغيرة في المدرسة كنت أواجه التنمر بضربات كاراتيه حادة، تجعل الخصم يهرب مني، حتى إنه كلما تعرض أي طفل في المدرسة للتنمر، كان يستعين بي لضرب الأطفال الآخرين.

• ما الذي غيرته فيكِ هذه الرياضة؟
زادتني ثقة بالنفس، كما أنني فتاة لا أخاف من الشارع ولا من المواجهة، وعندما يتطلب مني عملي العودة في ساعة متأخرة من الليل، فإنني أعود من دون خوف، وبدأت أربي أطفالي على هذا الأساس وأزرع فيهم الثقة بالنفس، وعدم الخوف من المواجهة وأعلمهم فنون الدفاع عن النفس.

بطاقة
• محكمة ومدربة في رياضة الكاراتيه.
• 30 سنة، متزوجة وأم لطفلين.
• حملت العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية كلاعبة كاراتيه تونسية، ثم انتقلت من عالم اللعب إلى عالم التحكيم.
• تستعد حالياً للمشاركة في تحكيم الألعاب الأفريقية التي تقام في تونس بداية العام الجديد 2020.