(الشمس عادلة، تشرق فوق الفقير والغني معاً، لذا ستكون الطاقة الشمسية عادلة) هذا تعليق في التلفزيون من هندية فقيرة وضعوا لها طبقاً يولد الطاقة الشمسية فوق كوخها، ونعمت بليل مضاء بمصباح يكسر وحشة الظلام، وهكذا تتحقق مساواة النعمة بين الكل من بعد حرمان طويل، حيث يتخصص أهل النعمة بمتعة الكهرباء، ولكن الفقير الذي لا يملك مالاً لن يدخل الكهرباء بيته ويعاني البرد والظلام مع الجوع والحرمان، ولكن الطاقة الشمسية المبسطة بطبق فوق السطح، هي ما سيجلب الدفء والضوء ليدخل المنزل، ويتسلل لتدفئة الجسد والروح فتنعم الروح الفقيرة بما وصل إليها من دون حاجة إلى مال.
هذا يذكر بحال عمال مناجم الفحم، الذين يكدحون ويموتون ويمرضون لكي ينعم غيرهم بالطاقة، في دول بعيدة لا تشعر بوجعهم وجوعهم وما يتعرضون له من سحق وحرمان، ويمنح العمال الكادحون النور والدفء من ظلامهم وتفحمهم وهلعهم، ويظل النور والدفء لغيرهم، ولهم سوء المنقلب وسيرث بنوهم الظلام والبرد والجوع، تلك قصة موجعة عاشتها جموع بشرية في أفريقيا، تحديداً وظل المستعمر يشفط خيرات الأرض ويستعبد الناس، لنبش ما في باطن الأرض من كنوز، ولكن الطاقة الشمسية، هذه هي الطاقة العادلة الآتية من السماء مجاناً، وهي النعمة التي كانت حلماً صار يتحقق.