عيسى السبوسي.. مصمم أزياء إماراتي انطلق بحلمه ونجح في ابتكار علامة تجارية إماراتية الإبداع والطموح والصناعة. افتتح مؤخراً أول جاليري لعلامته «ذرب» في أبوظبي يقدم فيه منتجات مميزة ذات جودة عالية وقادرة على المنافسة.. «زهرة الخليج» التقته في حوار حول فكرته ومسيرته وجديده.

• أطلقت علامة «ذرب» عام 2016، كيف تقيّم هذه التجربة وما الموديلات الجديدة التي تم إدخالها إلى المنتجات تباعاً؟
كانت بداية متواضعة من خلال حقيبة نسائية ومحفظة طويلة، والهدف من ذلك كان تجربة وتلمس استقبال السوق، إذ لم أكن على دراية بها، ولم أدرس تخصص التسويق أو تصميم المنتجات، بل تخصصت في العلاقات العامة والإعلام، وهذا ما جعلني أتخوف من هذه الصناعة. بدأت بداية بسيطة بعرض هذه المنتجات من خلال الموقع الإلكتروني، والمشاركة في الفعاليات التي تحدث في أبوظبي. ولأن التصميم الذي أحبه ليس حديثاً ولا عصرياً، كنت خائفاً ألا يتقبله الناس في الإمارات الذين اعتادوا التصاميم الإيطالية المعقدة، بينما تصاميمي عملية وحديثة وقريبة من التصاميم اليابانية والاسكندنافية.

قبول
• لماذا تركز في تصاميمك على مبدأ الوظائفية؟
أفضل المينيمالية، ومنذ أول فعالية لي رأيت أن هناك قبولاً وتهافتاً على شراء المنتج وهو ما حفزني إلى أن أكمل أكثر، فزدت عدد حقائب اليد، وحقائب اللابتوب والتصاميم العملية. أصبحت المجموعة أوسع من حيث الألوان والأدوات، وتوسعنا إلى أن تم افتتاح جاليري «ذرب» منذ شهر تقريباً.

• ماذا يجد المتسوق في جاليري «ذرب»؟
يجد فكرة من مخيلتي وهي بساطة التصميم وإبراز المنتج وحده، والمنتج نفسه الذي يتمتع بالجودة والجمال المحدود تكتشف سبب تسميته، حيث إن هناك لوحة على واجهة المحل تشرح كلمة ذرب باللغتين العربية والإنجليزية (تعني صاحب الأخلاق والشيم النبيلة)، وحسن التعامل مع الناس وهو الإلهام، وهي كلمة مأخوذة من قصيدة من قصائد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وموجودة على أحد الجدران. وهناك أقسام للحقائب الصغيرة وقسم للمنتجات الأكثر مبيعاً واسمه (مايد). وتوجد زاوية لكتب تلهمني لمصممين عالميين.

أنماط هندسية
• الأنماط الهندسية تميز تصاميمك وكذلك مسمياتها المحلية، أخبرني عن هذا الأمر؟
أهوى رسم البورتريه والطبيعة والتصاميم الهندسية، وتصاميمي متأثرة بالطابع الهندسي، في الشكل واستخدام الرخام فيها. ناهيك عن الأسماء التراثية العربية الإماراتية، فأول اسمين لمنتجاتي (شما وذياب) وهما اسما عائلتي، شما والدتي، وسميت منتجاتي تيمناً بها. شما توجد بها قطعة رخام وجلد، وكنت أقول عنها شما بنعومة الجلد وقساوة الرخام، لأنها تذكرني بأمي واستوحيت الفكرة منها. وتصاميم (مايد) عملية، واسم ماجد من المجد وهو اسم ابن عم لي، وكنت أحتاج إلى منتج معي في كل حياتي العملية، فقررت أن أصمم هذا المنتج الذي يرافقني باجتماعاتي الخارجية والداخلية، و(مايد) عبارة عن حافظة للدفتر وتتميز بأنها حافظة للنظارات، وهو ما يحتاجه الإماراتي للاحتفاظ بنظارته وجواله بطريقة أنيقة، ويستغني عن الجيب الخاص بالقميص. وأيضاً أوجدت مساحة واتساعاً كبيرين بها لتتسع للمفاتيح، ولأنني أعرف أن هناك من يكتب بالعربية والإنجليزية، صممتها بطريقة يمين ويسار لتحويلها بسهولة وبشكل لا يؤثر تحويلها في مكان البطاقة فيها.

• ما المواد الخام التي تستخدمها في التصاميم؟
أنا مهووس جداً بالجلود، وأحب ملمسها الطبيعي غير الناعم بل الخشن قليلاً، أو السميك وهو ما يميزه عن غيره. نستقدمه من أحد المصانع الإيطالية وهو جلد بقري مميز بجودته العالية، وأعتبر هذا الأمر من أولوياتي. والجلد يتغير حسب استخدامه، علماً بأن الجلود البقرية آتية من تلك التي يستخرج منها الحليب واللحم، ومن ثم يأخذ جلدها، وبالتالي استخدامي لهذا الجلد لا يؤدي إلى قتل هذه الحيوانات.

• تتميز منتجاتكم بالألوان الطبيعية كالجملي والأسود، ما مروحة الألوان التي قمت بتجديدها وضمّنتها للمجموعة؟
هناك ألوان أساسية أحبها ولا أستبدلها، منها اللون البني الجملي، واللون الكحلي وأيضاً الأسود، أستخدم هذه الألوان الكلاسيكية دائماً، وأدخلنا اللون الزيتوني الغامق فهو راقٍ جداً خاصة إذا تضمن نفحات ذهبية، وهو لا يخرج عن الموضة.

• ماذا تقول عن حقيبة (الدانة)؟
هي حقيبة نسائية عملية، مميزاتها أنها تُحمل على محيط الخصر أو ككلتش أو على الكتف، فالحجم يناسب جميع الاستخدامات، وتحتوي على مقسّم للترتيب من دون تكلف أو توجيه لترتيب أغراضك.

منتجات
• هل تستطيع منتجاتك المصنوعة في الإمارات منافسة المنتجات العالمية؟
من أهم الأمور لديّ أن يكون المنتج إماراتياً بحتاً، لأن التصميم إماراتي والإنتاج إماراتي، وكل منتج مكتوب عليه «صنع بفخر في الإمارات»، وهذه النقطة أدت إلى مواجهتي لصعوبات، لأننا لا نملك صناعة جلد في الدولة، واحتجت شركاء من الناحية التصنيعية لأتعاقد مع مصنع في الإمارات بقدرات إنتاجية ذات جودة عالية، ووفقت في إيجاد مصنعين في الشارقة ودبي وعملت معهما شخصياً، وتفهموا عملي واحتياجاته.

• هل تفكر في تطوير علامتك وتوسيع منتجاتها؟
أفكر بإنتاج نظارات شمسية للنساء والرجال، وقطع الأثاث، لأنني بدأت أرسم قطع أثاث قبل المنتجات الجلدية، وأتمنى في المدى الطويل أن تكون «ذرب» داراً لتصميم المنتجات، حيث نهدف إلى تحسين المنتجات المقدمة بشكل يومي عن طريق تطعيمها بتصاميم حديثة.
• كيف ساعدتك «السوشيال ميديا» في تطوير أعمالك؟
كانت رقم واحد. لديّ موقع إلكتروني، 90% ممن يدخلونه يأتون من خلال «انستجرام»، و10% من «غوغل». كما أنني أعتمد في تسويق منتجي على توصيات الناس لبعضهم البعض.

• بعد أن انتقلت من الموقع الإلكتروني إلى متجر حقيقي، كيف أصبح التعامل مع الزبائن وما الذي اختلف؟
ما رأيناه هذه الأيام بتواصلنا المباشر هو التغذية الراجعة مباشرة من الزبائن وتعليقاتهم بما ينقص أو يزيد على المنتج، وهو ما نحتاجه.

أصل الفكرة
يقول عيسى السبوسي عن فكرته: «قررت اختيار مواد الرخام التي أحبها وقالوا لي هذا مستحيل أن يتم تصميمه، ولكنني أصررت على تصميمه وصنعه، وقمت بالبحث عن طرق صناعته، وكان الرخام رقيقاً جداً، ووجدت مصنعاً في هونغ كونغ حيث نحتوا الرخام لينزل إلى واحد ملليمتر، وصنعنا ما يشبه الصحن الذي يثبّت الرخام مع الجلد. ولأنه خفيف ساعد في التصميم وخفة الحمل للسيدة التي ستشتري الحقيبة، وعملنا مع المصنع بعد أن طلبوا الرسومات المتوقعة للتصميم، وتوافقنا على طريقة خرجت بها الحقيبة بهذا الشكل».