لها بريقها الخاص الذي يميزها عن كل نجمات العالم العربي، فالنجمة ليلى علوي التي بدأت مسيرتها الفنية قبل أن تصل إلى سن الرشد، استطاعت من تجاربها الأولى أن تتربع على عرش النجاح والشهرة وأن تلفت الأنظار إليها، وأثبتت من خلال عشرات التجارب الفنية السينمائية والتلفزيونية والمسرحية أنها تستحق المكانة التي وصلت إليها، وهي اليوم واحدة من أيقونات الفن العربي وواحدة من أكثر الفنانات المخضرمات حيوية وحضوراً.

كثيرة هي المرات التي شاركت بها ليلى علوي في مناسبات ثقافية وفنية حول العالم، ولكنها المرة الأولى التي تزور فيها إمارة الشارقة كما قالت في كواليس حوارها مع «زهرة الخليج»، ملبية دعوة مشاركتها في الندوات المصاحبة لـ«معرض الشارقة الدولي للكتاب». وقالت: «أحب دولة الإمارات كثيراً، وتتكرر زياراتي لها، وخاصة لمدينتي أبوظبي ودبي، حيث أشعر دائماً هنا وكأنني في بلدي وبين أهلي، ولكنني أضفت اليوم، إلى أجندة المدن المحببة إلى قلبي، مدينة الشارقة لما تعكسه من ثقافة ورقي».

• شاركت في «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في ندوة «الكتب وصناعة السينما»، فهل أشبعت هذه التجارب تحويل الأعمال الأدبية لأفلام نقاشاً؟
سعدت بالجلسة الحوارية التي جمعتني بالمنتج الخبير صادق الصباح والكاتب المميز أحمد مراد الذي ألتقيه لأول مرة، والفنان الصديق عابد فهد وأدارتها الإعلامية زينة يازجي. النقاش كان مشبعاً بالتجارب والرؤى ووجهات النظر المختلفة، تحدثنا عن تأثير الرواية على بناء العمل الدرامي، وعن كيفية اختيار المواضيع الروائية التي تصلح للسينما والتلفزيون والمسرح.

• هل أنت مع اقتباس الأفلام والمسلسلات من الكتب والروايات؟
بالطبع أؤيد تحويل أي رواية إلى عمل فني، إن سمح بذلك تنوع شخصياتها وصراعاتهم الدرامية، وأنا كنت من المحظوظين حين قدمت في بداياتي فيلم «البؤساء» المأخوذ عن رواية الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوغو، وكان الفيلم أول معالجة عربية لهذه الرواية التي تعد من أهم الروايات العالمية. وأرى أنه من الضروري توافر الإنتاج الجيد والمعالجة الممتازة للرواية، خاصة إن كانت معروفة، لأن المشاهد لا بد أنه سيقارن بين ما قرأه وما يشاهده.

• ما الرواية التي ترين أنها تستحق أن تتحول إلى عمل فني؟
يوجد العديد من الروايات التي تستحق، منها رواية «لا تتركوني هنا وحدي» للأديب الكبير إحسان عبد القدوس، حتى الأعمال التي قدمت قديماً يمكن إعادة تقديمها بشكل مختلف ومتطور، وبصورة تناسب العصر الحديث، خاصة أن هناك روايات تناسب كل الأجيال ومن الجميل أن نعيد تذكير الناس بها.

مهرجانات
• ما الكتاب الذي أثر فيك؟
لا يوجد كتاب واحد فقط، فالتأثير يأتي نتاج عدة كتب وشخصيات واندماجاً مع المجتمع، فقد تربيت على حب القراءة منذ الصغر وكان الفضل لوالدتي، فهي التي جعلتني أحب القراءة، فكنا أنا وأختي نقرأ ونناقش ما نقرؤه دائماً، ولكنني شخصياً أحب كتب التاريخ جداً والروايات سواء العربية أو الأجنبية.

• مؤخراً شاركت في مهرجاني الجونة السينمائي في مصر ومالمو في السويد، ما رأيك في سوية الأفلام المقدمة هذا العام؟
استمتعت جداً بالمشاركة في المهرجانين، وأعتقد أن معظم الأفلام كانت على مستوى عالٍ من الإتقان، وأتمنى زيادة عدد المهرجانات لاستيعاب مواهب الشباب العربي الشغوف بصناعة السينما.

• احتفلت قبل فترة بصورٍ لك مع الفنان الراحل نور الشريف من فيلم «كل هذا الحب»، فهل تشعرين بالحنين لهذه الحقبة الذهبية؟
عادة ما يتذكرني جمهوري في أعياد الحب بفيلم «حب البنات»، لكنني قررت هذه المرة أن أذكرهم بقصة حب قد تبدو نهايتها حزينة، ولكنها كانت مثالاً للحب الصادق والتضحية بفيلم «كل هذا الحب». أعتقد أن أكثر ما أفتقده في هذه الفترة هو الإتقان المتفاني في العمل، فبرغم أن الفيلم بسيط بمفاهيم السوق السينمائي، ولكنه كان يضم مجموعة كبيرة من العظماء، بداية من كاتبه الكبير وحيد حامد والإخراج للراحل حسين كمال ومشاركة الفنانين القديرين يحيى شاهين ونور الشريف. 

التواصل الحقيقي
• لك ثلاثة مواسم غائبة عن الشاشة، ألم تشتاقي للشاشة والجمهور؟
بالتأكيد إنني أشتاق إليهم جداً، ولكن أحب أن أطل عليهم بشكل جديد ومختلف كما تعودوا مني دائماً، ولهذا أفضل أن أغيب على أن تكون إطلالتي غير موزونة. 

• هل استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي تعويض غياب الفنان بشكل آخر؟
بالتأكيد، فالجمهور أصبح يعرف كل شيء عن فنانه المفضل بمجرد الدخول إلى حسابه الشخصي أو صفحته الرسمية، كما أن الفنان يتابع الردود والتعليقات وآراء الجمهور ودعمه، بالتالي ليس الجمهور وحده المستفيد، بل حتى الفنان الذي أصبح يستطيع قراءة مزاج جمهوره وأسلوب تفكيرهم، وبالتالي يستطيع تحديد خياراته الفنية بدقة أكبر. 

• سابقاً كانت رؤية الفنان بمثابة الحلم، هل تحطمت أحلام الجماهير اليوم؟
لا أعتقد، فحتى يومنا هذا عندما يراني الجمهور يقابلونني بالترحاب كما تعودت منهم دائماً، وطبعاً تكون فرحة كبيرة للفنان عندما يرى أنه السبب في إسعاد الآخرين بمجرد رؤيته، أحلام الجماهير مهمة بشرط ألا تتحول إلى كوابيس.

• بات هنالك منافس جديد للقنوات التلفزيونية، وهي قنوات التطبيقات الذكية مثل «نتفليكس»، لمن الغلبة في نهاية المطاف؟
المنطقة العربية والشرق الأوسط الآن يستوعبان كمية التطور التكنولوجي الهائلة، ففي البيت الواحد ستجد من يستخدم «نتفليكس» لمشاهدة نوعية مسلسلاته المفضلة وما زالت المسلسلات التلفزيونية التقليدية لها مكانتها، فكل بيت عربي في أي وقت ستجد فيه من يتابع بشغف مسلسله على قناته الدرامية المفضلة، لا شك أن التكنولوجيا سهلت ذلك كثيراً فعندما لا تتابع حلقة سهواً يمكنك مشاهدتها بكل سهولة من على الإنترنت، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن متعة المشاهدة والمتابعة التقليدية التي تربينا عليها.

• يتجه بعض الفنانين حالياً لتقديم أعمال خاصة لعرضها عبر التطبيقات الذكية، هل تؤيدين ذلك؟
أؤيد ذلك جداً، ففي موسم رمضان عام 2009 قدمت مسلسل «حكايات وبنعيشها» وهو كان عبارة عن حكايتين منفصلتين، كل حكاية تقدم على مدى 15 يوماً، واعتبر هذا الأمر في ذاك الوقت مجازفة كبيرة، خاصة في موسم رمضان الذي يتصارع فيه الجميع على تقديم مسلسل من 30 حلقة، ولكن نجحت التجربة نجاحاً كبيراً وسبقت فيها كل زملائي الفنانين إلى هذا الأسلوب، مما جعلنا نكررها في 2010 بحكايتين جديدين، وبنفس الطريقة. وأعتقد أن المشاهد العربي ذكي وعنده القدرة على استيعاب الأساليب المختلفة من الدراما، وبالتالي فهو قادر على استقبالها على منصات مختلفة، والتطبيقات الذكية هي التطور الطبيعي للقنوات المشفرة وبالتالي لا أرى أن هناك فرقاً كبيراً، وأهم ما في الأمر أن العمل الناجح سينجح أينما عرض. 

بساطة وهدوء
• اخترت لجلسة التصوير الخاصة بهذا الحوار تشكيلة من أزياء المصممة المصرية مرمر حليم، ما الذي يميزها عن غيرها؟
إنها المرة الأولى التي أرتدي من تصميماتها، وجذبني لها بساطة التصميم وهدوء الألوان.

• ما الذي ينقص مصممي ومصممات مصر للوصول إلى أسابيع الموضة العالمية؟ بالعكس، دائماً ما يشارك المصممون العرب في أسابيع الموضة العالمية، مثل المصمم المصري هاني البحيري، ومن لبنان يشارك إيلي صعب وزهير مراد، وأظن أن التطور الكبير الذي وصل إليه هذا المجال محلياً وعربياً، لا بد أن يترجم قريباً في وصول أسماء جديدة وموهوبة إلى عواصم الموضة العالمية.

• إلى أي مدى تتقيدين بالموضة؟
أهتم بالموضة كثيراً، ولكن في النهاية أختار منها ما يناسب جسمي وسني والمجتمع الذي أعيش فيه، وهذا ما أنصح به دائماً كل سيدة وفتاة أن تختار ما يناسبها ويلائمها، وألا تنساق وراء تقليد الموضة والـ Trend فقط.

«سوشيال ميديا»
لا تخفي النجمة ليلى علوي أهمية «السوشيال ميديا» في التواصل بين الناس، لكنها تستدرك: «رغم أن منصات التواصل الاجتماعي تسهل التواصل بين الناس وتقربهم أكثر من بعضهم البعض، ويستمع من خلالها الفنان لمختلف الآراء حول ما يقدمه من دون وسيط أو حاجز، إلا أنني شخصياً لا أستطيع الاستغناء عن التواصل الحقيقي بيني وبين أصدقائي، كما يهمني تلمس آراء الجمهور بنفسي عندما أقابلهم وجهاً لوجه».

• تصوير: مصطفى عذاب  • تنسيق: غانيا عزام • أزياء: Marmar Halim  •مكياج: عيدا شميسم  • تصفيف شعر: رامي حيدر   • تم التصوير في كراج استوديو - دبي