يعد الأمير أحمد بن سلطان بن عبد العزيز، الشهير فنياً باسم «سهم»، واحداً من أبرز نجوم الساحة الفنية في الخليج، زاحم الملحنين واحتل الصدارة. وفي ليلة اسمها كوصفها «ليلة سهم» أصاب سهم من التميز والعبقرية الموسيقية قلوب الحضور الذين جاؤوا (مسرح محمد عبده) للاستمتاع باحتفالية تكريم الأمير الموسيقار المبدع ضمن «موسم الرياض»، فترك هذا السهم أثراً كله حب وشجن، غلفته حناجر خمسة مطربين بشفافية الإحساس، وجمال الغناء، هم: أميمة طالب، إسماعيل مبارك، أصالة نصري، ماجد المهندس ورابح صقر، تماماً كما جاء ترتيب فقراتهم الغنائية. فأجادوا إيصال أجمل ما صنعه سهم من جمل موسيقية وألحان، خلال رحلته التي هي مشوار من الحب والتقدير والاحترام، يكنها إليه من تعامل معه، غنى من ألحانه، أو استمع لموسيقاه. «زهرة الخليج» حضرت «ليلة سهم» وعاشت كواليسها، وحاورت نجومها:

سهم:  الخصوصية أصبحت مستحيلة
بداية يعترف سهم بأنه لا يحسن الإعلام لذلك يبتعد عنه. وحول تأخر ظهوره على الساحة الإعلامية، يجيب: «الظهور بالنسبة لي هو ظهور الأعمال، أما الظهور الشخصي فهو أمر ثانوي لا أحسنه، ولكن مع تطور العالم الآن، أصبح من المستحيل أن تكون هناك كواليس أو خصوصية، بالتالي الواحد منّا مضطر إلى أن يجاري العصر ويكون حاضراً بشكل لا يحسس فيه المشاهد والمستمع بأنه لغرض الاستعراض والـ(شو). وبالنسبة لي قد يكون للأمر علاقة بالخجل وحب الخصوصية حتى لا أضايق أحداً. وأهم ما عندي هو حب الفنانين والجمهور للجمل الموسيقية التي أقدمها».

• درجت العادة أن يتعلق الجمهور بالفنان أو الشاعر، فهل بت مستوعباً الجماهيرية الكبيرة التي تحيط بك كملحن؟
جيلي كله محظوظ بهذه الخاصية. وفي الفترة السابقة كان لدينا أساتذة كبار تعلمنا منهم، ولكن سهولة وصول المعلومة كانت في زماننا ومن نصيبنا. فالملحنون أبناء جيلي، أمثال: ياسر بوعلي، وعزوف، وراكان، وأخي الكبير أحمد الهرمي لهم جمهورهم كمؤلفين موسيقيين، وأعتبر نفسي ضمن هذه الكوكبة.

• اليوم سهم اسم غيّر في شكل الموسيقى وتحديداً في منطقة الخليج، فما الخلطة التي قمت بها؟
التقييم سواء بالسلب أو الإيجاب هو من حق المتلقي، وبالنسبة لي لا أعتبر نفسي ناقلاً أو مطوراً أو مغّيراً، وما أنا سوى ملحن من ضمن جيلي عاش تجربته وعبّر عنها. فإذا جيلي فعل شيئاً فارقاً، فهذا معناه أن موسيقى جيلي ستخلد.

• ما مشاعرك في ليلة حملت اسمك ضمن «موسم الرياض»؟
أنا محظوظ باحتفاء نجوم العالم العربي بالغناء والعزف والمايستروهات والأوركسترا والإعداد، بي، و«روتانا» لم تقصر في أي شيء، وقبل كل هذا أشكر «الهيئة العامة للترفيه» ممثلة في رئيسها المستشار تركي آل الشيخ، فهذا الرجل وقف معي شخصياً ووثق بالمادة التي أقدمها موسيقياً.

ماجد المهندس: عبد المجيد فاجأني
«البرنس» ماجد المهندس الذي يستعد لتعاون فني يجمعه مع المطربين محمد عبده وراشد الماجد، حظي في «ليلة سهم» بمديح وإشادة الجميع، ويعزي ذلك إلى أن علاقته بالناس إنسانية، قبل أن تكون فنية. ونسأله:

• كيف نرى سهم في عيني ماجد المهندس؟
شهادتي في سهم مجروحة، لأنه صديق عزيز على قلبي وإنسان راقٍ وطيب، وهو صديقي قبل أن ألتقيه فنياً، وبيننا (عِشرة عمر) منذ سنوات طويلة. نخرج معاً وندندن مع بعض، والتقينا منذ عامين بعدة أعمال في ألبوم «الدنيا دوارة» إضافة إلى أعمال أخرى لاقت أصداء طيبة.

• كيف رأيت جمهورك في «ليلة سهم»؟
نحن من غير الجمهور لا شيء، فهم سبب نجاحنا واستمرارنا. و«ليلة سهم» كانت كبيرة بكل ما فيها. وفعلاً يستحق هذا الملحن العبقري والمتفرد هذا النجاح والمحبة، لاسيما أنه أحدث نقلة في الأغنية السعودية والخليجية والعربية، فكان لي الشرف أن أشارك في ليلته، خاصة أن لدي عدة أغانٍ من ألحانه أعتبرها إضافة لمشواري الفني.

• كيف وجدت مفاجأة مشاركة المطرب عبد المجيد عبد الله في «ليلة سهم» عبر الأقمار الصناعية من منزله في جدة جراء ظرفه الصحي؟
كانت رائعة وفاجأتني شخصياً، وفعلاً اشتقنا له ووحشنا (مجود)، وأتمنى له الصحة والسلامة وأن يعود لنا بأسرع وقت.

• بماذا تعد جمهورك الذي سيحضر «ليلة البرنس» بتاريخ 17 ديسمبر في «موسم الرياض»؟
نحضر لعدة مفاجآت ستنال إعجاب الجمهور.

إسماعيل مبارك: سهم أعاد تشكيلي
يختفي ويعود.. ولو ركز في الغناء لأصبح له شأن كبير. إنه المطرب السعودي الشاب إسماعيل مبارك، الذي لجمال صوته كان أحد نجوم «ليلة سهم».

• كيف ترى اختيارك للمشاركة في الحفل التكريمي للملحن «سهم»؟
عندما صعدت المسرح شعرت برهبة كبيرة لأن الحدث كبير. ووجودي في حفل «ليلة سهم» هو إضافة لمسيرتي الفنية، وأشكر سهم على الثقة والفرصة التي منحني إياها.. والحمد لله أني كنت جزءاً من نجاح الليلة.

• منذ متى تعرف سهم؟
تقريباً منذ أربع أو خمس سنوات، وتعرفت إليه قبل سنوات من عملنا في الألبوم، وحدث أن اجتمعنا كثيراً حتى اخترنا الأعمال التي قدمتها، وأتمنى أن تكون نالت الإعجاب.

• ما الذي لا يعرفه الناس عن سهم؟
بداخلي أشياء عدة تجاهه، فقد استفدت منه الكثير فنياً وشخصياً، فالناس عرفوا سهم من خلال النقلة الفنية التي أحدثها في أعماله، لكن ما لا يعرفه الناس هو سهم الإنسان. فهو رجل في قمة الرقي، وأقول له: ما زرعته فيّ ستحصده في الأيام المقبلة وستكون فخوراً.

• أنت صوتك جميل، لكنك كسول!
كلامك صحيح، لكن الإنسان أحياناً تأتيه ظروف، وأنا لديّ خصوصية في حياتي، لذلك لا يعرف الناس ما الذي يحدث. وبصراحة لا ألوم من يقول إني كسول، لأني فعلا لست موجوداً، وأعدكم بأني لن أغيب بعد الآن.

• ما جديدك؟
أغنيتان «سنغل»، كذلك سيكون لدي ألبوم من إشراف الملحن ياسر بوعلي، يتضمن أغنية بعنوان «الله كاتب» من كلمات يم وألحان محمود أنور، وتوزيع زيد نديم، ويقول مطلعها: «الله كاتبلي هواك يا أحلى شي في دنيتي، يا أجمل الأقدار يا بخت إني جنبك ومعاك، يا أغلى من نور العيون يللي حيل تهمني، باختصار أنت حياتي فيك أكون أو لا أكون».

بصمة
تقول المطربة أصالة التي غنت العديد من أعمال سهم، ممتدحة: «سهم شارك في صناعة مرحلة مهمة جداً في مسيرتي الفنية وترك بصمة واضحة عليها». أما المطرب رابح صقر الذي احتفل في «ليلة سهم» بعيد ميلاده، فنوه بالقيمة الفنية لسهم، واصفاً إياه بأنه (أخوه الروحي) فنياً، مؤكداً: «تكريم سهم هو تكريم لجميع من تعاونوا معه فنياً».

أميمة طالب: سأكمل رحلة ذكرى
تقيم المطربة التونسية أميمة طالب في المملكة العربية السعودية منذ أربع سنوات، ولأنها ذات صوت مميز وقوي، وجدت الدعم من صنّاع الأغنية ولا أدل على ذلك من مشاركتها في «ليلة سهم»، ونسألها:

• سمعنا من يقول إن «ليلة سهم» بداية موفقة في مشوارك الفني!
أنا فخورة بأني أول تونسية تأخذ ألحاناً من سهم.  فشكراً على ثقته بي ودعمه، وشكراً لكل جملة موسيقية علمني إياها، وأنه ساعدني كيف أكتشف مساحاتي الصوتية التي لم أكن أعرفها.. هو باختصار عبقري.

• وكيف ولدت هذه الثقة بينكما؟
سهم ملحن مبدع، ليس مباشرة يقدم لك لحناً عليك أن تغنيه، هو يخرج الأغنية وهذا أخذ منا وقتاً طويلاً في إنجاز الأعمال. كنا نتمرن ويستمع لي، وينصحني إذا كانت الأغنية تليق بصوتي أو لا تليق، وخلال هذا الوقت الطويل ولدت بيننا كيمياء وتناغم، ومن خلال تعاملي معه بدأت أثق بنفسي أكثر.

• هل تذكرين أول لقاء جمعكما؟
نعم، كنّا موجودين في استوديو المطرب عبد المجيد عبد الله في جدة، وكنت حينها (طايرة من الفرحة)، وبلقائه ولدت عندي رهبة لم أتوقعها.. لكن بعد ذلك وجدتها طبيعية كونها أمام عملاق تعامل مع أهم نجوم العالم العربي. وأصداء ألحان سهم هي ليست فقط في الخليج بل وصلتنا من زمان إلى المغرب العربي، وأنا من زمان من عشاقه.

• إلى أي درجة اختصر سهم من مشوارك الفني؟
هو اختصر لي مسافات طويلة، لأن هناك فنانين كثراً من جيلي لم يأخذوا ألحاناً منه، ويحتاجون لسنوات وسنوات حتى ينالوا هذا الشرف أو يقنعوه بذلك.

• عدا صوتك، ما واسطتك عند سهم؟ وهل لعب عبد المجيد دوراً؟
لم تكن هناك واسطة، ولكن عبد المجيد عبد الله طبعاً له دور كبير، فهو بالنسبة لي أروع صوت، وأسمع أغانيه أكثر مما هو يستمع لنفسه، وقد أعطاني طاقة إيجابية وأوصى سهم بي، عندما تقابلنا في الاستوديو، فقال له: هذه الفتاة لديها مستقبل كبير ولازم تعمل لها ألحاناً.

• نجاحاتك تعيدنا بالذاكرة لنجاحات المطربة ذكرى، فهل من الممكن ولادة ذكرى ثانية؟
لديّ صديق وأخ هو الشاعر المميز تركي بن عبد الرحمن، قال جملة أفتخر بها وعمري لن أنساها هي: (أنت بتكملين رحلة بدأناها مع ذكرى). وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية. وأنا من محبي الراحلة ذكرى.

• تعدين من المطربات الطويلات، فهل برأيك جمال المرأة في طولها أم صوتها؟
بل جمالها في ذكائها.

عبد المجيد: أنا وسهم قدّمنا أجمل مرحلة للأغنية الخليجية
أحدثت عودة وغناء النجم عبد المجيد عبد الله في «ليلة سهم»، دوياً وأصداء إيجابية كبيرة، حيث أطل من جدة على جمهور الحفل في الرياض عبر الأقمار الصناعية. وكان يفترض أن يكون عبد المجيد بين الحضور جسداً لا صورة.. لكن ظرفه الصحي حال دون ذلك، حيث لديه التهاب في الأذن يفقده الاتزان ويسبب له ضجيجاً أمام الأصوات المرتفعة. ونسأله:

• عبد المجيد، كيف جاءت مشاركتك في «ليلة سهم»؟
أقول لأحمد وحشتني كثيراً وأنت كنت في الحفل عريساً، وتستأهل هذا الفرح وحب الناس لك. وأنا ظروفي الصحية لم تسمح لي بالحضور في الليلة، لكن سالم الهندي رتب معي لأن أكون مع الحضور من خلال فيديو عبر الأقمار الصناعية، وطبعاً وافقت لأن هذا أقل شيء أستطيع فعله جراء حبي لأحمد وللفنانين الذين شاركوه في «ليلة سهم».

• وكيف وجدت المشاركة غنائياً عبر الأقمار الصناعية؟
الموضوع جديد عليّ، لذلك أصابني ارتباك، وأتمنى ألا يعتب عليّ أحد. ولا أخفيكم أني من جمال الأجواء كان بودي أن أغني حتى ينتهي الحفل.. فأنا طماع، وأساساً لو أني جلست أغني طوال مدة الحفل، لما انتهت أغاني تعاوناتي مع سهم، لأنها تعاونات ناجحة وجميلة. فأنا وسهم قدّمنا أجمل مرحلة للأغنية الخليجية.. وأعيد وأكرر أنه (طوى الصفحة) وإن شاء الله المقبل من الأعمال التي تجمعني بسهم أجمل.