تقول الحكاية، زوجان إسبانيان تخاصما، فقال الرجل لزوجته: «خذي أعز ما تملكينه واذهبي، وغداً لا أريد أن أرى وجهك في منزلي». عندما أتى الليل، خدّرته زوجته وأخذته إلى منزل والدها. وما إن قام الزوج من نومه، وتساءل: «أين أنا؟ ومن أتى بي إلى هنا؟»، أجابته الزوجة: أنت أعز ما أملكه، لذلك أخذتك معي إلى منزل أهلي». فعلاً هنيئاً لهما وحسرة علينا، هذا ما أعلنه صديق لي وهو يستمع مني لهذه (الخبرية)، معلقاً: «لو كانت الزوجة عربية، لأخذت ذهبها وعطورها وملابسها وأحذيتها وماركاتها وشاحن جوّالها واللاب توب وتركت زوجها، مصرة على الطلاق». لا أدري إن كان صديقي محقاً في حدسه، أم أنه متحامل على النساء، خاصة أن (أصابع اليد الواحدة ليست سواسية)، وخير برهان أنه حتى في الوسط الفني الذي يتهم أهله بأنهم سريعو الزواج والطلاق، هناك الكثير من النجمات يغردن خارج هذا السرب، يظللن يخفين معاناتهن مع أزواجهن أو خبر اتخاذهن قرار الانفصال لسنوات، إما لكونهن (باقيات على العشرة)، أو كي لا يصبح الطلاق هو لسان حال «السوشيال ميديا» فيتضرر بذلك نفسياً أبناؤهن. وخير مثال على كلامي، هو أن الفنانتين غادة عادل وياسمين عبد العزيز لم تكشفا خبري طلاقيهما إلا بعد فترة من وقوعهما، وفعلتا ذلك مضطرتين كي لا تفسر أفعالهما بشكل خاطئ. واليوم مع انتشار خبر الخلاف الحاصل بين الزوجين المطربة أصالة نصري والمخرج طارق العريان، في وسائل التواصل والمجالس الفنية والإعلامية، حتى إن البعض من الفضوليين و(فانز) مطربات أخريات وربما من باب تصفية الحسابات، استعجل وأخذ يتهامس بانفصالهما، عازين الأمر تارة لعلاقة غرامية عابرة، أو لأن الزوج خلع عن إصبع بنصره الأيسر خاتم الزواج، مدعين أن الزوجة باحت للمقربين منها بمعاناتها وغير ذلك من أخبار، وكل هذا في محاولة لمعرفة ما يدور خلف الجدران المغلقة. عموماً، مع كل هذه (الحركشات) تظل أصالة حتى الآن مغلّفة بجدار من صمت، قادرة على أن تكبح لسانها من التصريح أو التلميح حفاظاً على (العشرة) ومشاعر أطفالها، بعد أن علمتها تجاربها أنه (ما حكّ جلدك مثل ظفرك)، وأن الناس دوماً يعزفون على وتر الضعف عند الآخرين، وهي هذه المرة لا تريد أن تكون ضعيفة.. بل إن مطربة (ما بقاش أنا) هي اليوم بفعل الصدمات في حياتها باتت قوية جداً، قادرة في أقسى حالات ألمها على أن تقف على مسارح أهم المهرجانات والحفلات والليالي الغنائية، تماماً كما شاهدناها مؤخراً في «موسم الرياض» متألقة في «ليلة الأمير عبد الرحمن بن مساعد» و«ليلة سهم» و«دار الأوبرا المصرية»، تحفز الجمهور على اقتناص لحظات السعادة والحب والفرح في هذه الحياة، لكن داخلها قلبها المسكون بالقلق.. يبكي!. عموماً، أتمنى أن تظل أصالة باقية على قوة صمتها، أياً كان قرارها الشخصي، كما أتمنى من كل من يلتقيني، سواء من فنانين، جمهور، إعلاميين الكف عن سؤالي بحكم صداقتي لصولا: هل صحيح أن أصالة وطارق العريان قد تطلقا؟  تماماً كما يسألني كل من يقابلني: هل صحيح أن عمرو دياب ودينا الشربيني قد تزوجا؟.. متمنياً للجميع السعادة كيفما اتفقا عليها، وأياً كان القرار سهلاً أم صعباً.