في البدء تكون الفكرة، هذا ما يتعلق بما سنقوم به في الحياة، في مجال العمل أو الحب أو الصداقة والتعلم، وكيفما تكون الفكرة تكون النتائج المترتبة عليها.
هناك فكرة يتبناها عقل إجرامي تقوده إلى الندم غالباً، وفي المقابل هناك فكرة تقود إلى النجاح، وهي التي صنعت رجال الأعمال، وهناك فكرة تختص بفترة زمنية صغيرة، كأن يفكر الإنسان في أكل وجبة معينة، وتنتهي الفكرة بنهاية الوجبة، وهناك فكرة تشغل بال صاحبها ربما سنين طويلة، وتتطور الفكرة وتشكل استمراريتها حالة تفكير، فتنتقل من الفكرة إلى التفكير الدائم، وقد أطلقت عليها اسم الفكرة المستمرة.
إن الفكرة المستمرة هي التي تميز الناس بعضهم عن بعض، فهذا يعيش فكرة مستمرة كيف ترضي الحبيبة حبيبها، وقد تخفت الفكرة وقد تتأجج، ولكنها تبقى مستمرة، وفي كل حدث عابر تحاول أن تجعل هناك روابط، تدخل من خلالها الفكرة المستمرة، فيكون الحدث جزءاً من الفكرة.
وربما تكون الأم هي صاحبة أشهر فكرة مستمرة، في بحثها عن راحة ونجاح أطفالها، فتبدأ فكرة سعادتهم منذ الولادة، وتبقى مستمرة في حياتها إلى تخرجهم وزواجهم وإنجابهم، والفكرة الأولى ما زالت مستمرة، وإن كانت هذه الفكرة فطرية تتشابه فيها جميع أمهات الأرض بدرجات متفاوتة.
وتختلف الأفكار من حيث أثرها وأهميتها، فمن فكرة عبقرية غالباً ما يطلق عليها فكرة بمليون، إلى فكرة تقود إلى الخراب، وهي ما يطلق عليها فكرة سودة، إلى فكرة تقود إلى أفكار، أو تتوالد منها أفكار أخرى وهي الفكرة المتعلقة بالعمل وتطويره.
والمدير الناجح هو الذي يبحث عن أفكار دائماً، من الموظفين أو من خلال الدورات التدريبية أو من خلال المؤسسات الأخرى، حيث كل المخترعات من حولنا بدأت بفكرة، وما تطورت البشرية حضارياً لولا أفكار صغيرة في البدء، تبعتها أفكار أخرى مستمرة ومنقطعة، ولن تتوقف الأفكار ما دام هناك عقل بشري متعلق بالحياة، وبكل أسف وما دام هناك فكر إجرامي يبحث عن الفوضى في كل مكان، ولولا انتصار الأفكار الإيجابية على الأفكار السلبية لما تطورت البشرية، وانتقلت الحضارة بالناس من مكان إلى آخر حتى أصبح الزمن ليس عائقاً والمكان ليس عائقاً واللغة ليست عائقاً، الأفكار قادت البشرية في نسق هارموني جميل.

شـعر

سأنحر بعدك الساعات

سأرسل في شعاب الصبر

لا أبقي بها قطرة

ما يخفي وما يوحي

وأحرث بعدك الأيام

وما يستمطر الألحان

في ثوب من الحسرة

يا عمري ويا روحي

لعلك إن رأيت غدي

لديك خزانة الأسرار

بدت في زهوها الفكرة

إن لم تقدري بوحي