نجحت لاعبة كرة اليد المصرية إحسان عيد عبد الملك الشهيرة باسم «مروة عيد»، في رسم صورة مختلفة عن الفتاة العربية في أوروبا، عندما خاضت تجربة الاحتراف بنجاح كبير في الدوري الفرنسي لكرة اليد، لتصبح أول لاعبة مصرية في الملاعب الأوروبية، وأول فتاة عربية تقود فريقاً أوروبياً، عندما حملت شارة  الكابتن في نادى نيس الفرنسي، لتقود فرقة تضم لاعبات من مختلف الجنسيات. «زهرة الخليج» التقت مروة التي بسطت لقراء المجلة نجاحاتها، متطلعة لتحقيق العديد من الأحلام والإنجازات.

• متى بدأت ممارسة لعبة كرة اليد؟
منذ الخامسة من عمري انضممت إلى مركز شباب «زينهم» عندما اكتشفني الكابتن مجدي عبد السلام والكابتن أحمد زين، قبل أن أنتقل للعب مع النادي الأهلي عام 1996، واستمررت مع فريق كرة اليد النسائي لـ14 عاماً متتالية، حققنا بها العديد من الإنجازات والانتصارات والبطولات، شجعتني خلال رحلتي هذه عائلتي، كما دعمتني شقيقتي التي كانت تمارس نفس اللعبة، حيث شهدت هذه السنوات هيمنة النادي الأهلي على جميع البطولات، والتي على أثرها انضممت للمنتخب المصري للكرة اليد للسيدات عام 2003.

الاحتراف في أوروبا
• كيف تحققت فكرة الاحتراف في فرنسا؟
وصلني عرض للعب في صفوف نادي لاروشيل الفرنسي الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة هناك، فتلقيت الدعم والتشجيع من عائلتي وزملائي، كونهم يرون فيّ قدرات فنية عالية، فانضممت إلى نادي لاروشيل وصعدنا معاً لدوري الدرجة الثانية، وكنت هدافة الدوري لأكثر من موسم، قبل أن أتلقى عرضاً للعب في صفوف نادي نيس الذي ينشط في الدرجة الأولى والذي يعد أحد أندية القمة في أوروبا، وحققت معهم إنجازات كثيرة، وعلى الصعيد الفردي حققت جائزة أفضل لاعبة في الدوري الفرنسي لشهر مارس، كما كنت ثالثة هدافات الدوري للموسم 2018/2019.

• من رشحك لكي تكوني كابتن الفريق؟
رشحني المدير الفني للفريق وحظي الترشيح بموافقة جميع زميلاتي، فشارة الكابتن هناك لا تعتمد على السن أو الأقدمية، بل تعتمد على الكفاءة والالتزام والقدرة على القيادة، وحظي ترشيحي برضا الجمهور. وبالمناسبة أنا كنت كابتن فريق النادي الأهلي أيضاً مع زميلاتي اللاعبات المصريات، لكن الأمر يختلف في فرنسا، إذ إن معي في الفريق لاعبات من فرنسا والمجر والسويد ويوغسلافيا وصربيا، وقد نجحت في تكوين صداقات معهن، رغم اختلاف الثقافة والعادات.

• ماذا يعود على المجتمعات العربية من احتراف الفتيات العربيات في أوروبا؟
أمور كثيرة أبرزها تصحيح صورة المرأة العربية حول العالم، ويغير الفكرة الخاطئة عن المجتمعات الشرقية، فعندما ذهبت لفرنسا اكتشفت أن الفرنسيين لا يعلمون شيئاً عن مصر، ويعتقدون أن الفتيات العربيات يتم إجبارهن على الزواج وارتداء الحجاب ويعشن في الصحراء لخدمة الرجال.

اعتماد على النفس
• ماذا أكسبتك تجربة الاحتراف؟
علمتني  الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، كما أصبحت قادرة على التحدث بالفرنسية بطلاقة بعد فترة من الإقامة في فرنسا.

• ما الفرق بين حياة اللاعبة في مصر واللاعبات في أوروبا؟
في أوروبا تحصل على دخل كافٍ، فمرتبها الشهري لا يجعلها تحتاج للعمل بجانب الرياضة، كما تتوافر لها ملاعب على أعلى مستوى وملابس رياضية، والأهم من ذلك أن الأسر هناك لا تمنع الفتيات من ممارسة الرياضة، وهذا ما تفتقده اللاعبة المصرية، إذ في مصر العديد من اللاعبات المميزات اللاتي يتم منعهن من قبل عائلاتهن من السفر للمشاركة في بطولات دولية.

• ما الحلم الذي تسعين لتحقيقه حالياً؟
أتمنى الفوز بكأس فرنسا مع فريقي، كما أحلم بأن يعيد الاتحاد المصري لكرة اليد منتخب لعبة لكرة اليد للسيدات للوجود، وإذا لم أتمكن من تحقيقه كلاعبة فسأعمل على تحقيقه أثناء عملي مدربة بعد الاعتزال.

لاعبة كرة قدم أيضاً!
تكشف مروة عيد عن أنها أثناء لعبها مع فريق كرة اليد في النادي الأهلي، كانت أيضاً لاعبة كرة قدم مع فريق وادي دجلة، فضلاً عن لعبها مع المنتخب المصري للسيدات، وتضيف: «سبب اتجاهي آنذاك للعب كرة القدم، عدم وجود منتخب كرة يد نسائي مصري، وكانت لديّ وقتها رغبة في المشاركة في البطولات الدولية والوصول لكأس العالم». وعن أصعب موقف واجهها، أثناء جمعها بين لعبتي كرة القدم وكرة اليد النسائيتين، تقول: «لعبت في يوم واحد مباراتين في مدينتين مختلفتين، فبعد انتهاء مباراة اليد بالقاهرة، سافرت إلى الإسكندرية للعب مباراة كرة القدم، ولكن بعد احترافي عام 2010، قررت التفرغ تماما لكرة اليد».