هل تعتقدون أن الكتب المصورة مخصصة فقط للأطفال؟ قد يكون هذا صحيحاً إلى حد ما، ولكن عند زيارة واحدة إلى مكتبة «بيكتشر بوك» في اليابان، قد تغيرون آراءكم، إذ ستكتشفون أنها مكان يمكن لأي ناضج الاستمتاع فيه، والتنقل بين الكتب الملونة كطفل. وفضلاً عن ذلك فإن المكتبة تقدم لزائرها نموذجاً جديداً للمفاهيم التعليمية في اليابان.

تقع مكتبة الكتب المصورة، المعروفة أيضاً باسم «متحف الكتب المصورة»، على تل يطل على المحيط الهادئ. في مدينة ايواكي بمقاطعة فوكوشيما في اليابان. وتعود قصة إنشائها إلى راي ماكي، وهو مدير مؤسس لثلاث رياض أطفال هي: (ايواكي، وايت روز وأريسو)، حيث حلم بمساحة خاصة للأطفال للاستمتاع بالكتب وتوسيع مخيلتهم. فطلب من المهندس المعماري الياباني الشهير تاداو أندو، أن يصمم مكتبة خاصة من شأنها أن تخدم بشكل أساسي مدارسة التمهيدية المحلية. وافق أندو الذي أعطي مطلق الحرية لتصميم مساحة تجذب الأطفال، ولم يتلق من راي سوى طلب واحد فقط، هو: (إنشاء مكتبة تسمح بعرض أغلفة الكتب بحيث تكون بادية للعيَان ليراها الأطفال).

خيال كتب الأطفال
عكف المهندس أندو على إنشاء المكتبة مستوحياً تصميمها من خيال كتب الأطفال، لا سيما مؤلفات المصور والكاتب الأميركي الشهير مورس سيندك، واعتمد في بناء المبنى على ثلاث مواد فقط، هي: الخرسانة المسلحة والزجاج والخشب. ثم قام بدمج السطح الخارجي مع المساحات الداخلية، لإعطاء انطباع القراءة في الهواء الطلق، حيث اكتملت المكتبة عام 2005 وبدأت باستقبال زوارها.

إطلالة
يتيح المكان للأطفال قراءة ومشاهد الكتب، كما يمكنهم أيضاً الإطلالة على البحر والقوارب، أما أهم ما يميز المكان حتماً، فهو إمكانية الكبار أيضاً الاستمتاع بمشاهدة هذه التحفة المعمارية، والاطلاع على الثروة المعرفية من الرسومات والصور بداخلها، إذ تخصص المكتبة أياماً وأوقاتاً معينة فيها للسياح والزائرين. ويشغل المبنى المكون من ثلاثة طوابق مساحة 492.07 متر مربع.

غرفة القراءة
تحتوي غرفة القراءة الرئيسية على مجموعة كبيرة من الكتب، تصل إلى 1500 كتاب معروض، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف كتاب مصور من أشهر الكتب في أدب الأطفال من جميع أنحاء العالم، مثل: (بيتر رابيت، ويني ذا بو ، أليس في بلاد العجائب، والإوزة الأم، كما تحوي المكتبة قسماً  بقصص مصورة يهتم فقط بالقطط، إذ يبلغ عددها 250 كتاباً، وقسماً آخر يحوي 100 كتاب عن الكلاب و100 كتاب آخر عن الكلاب تصطف على الحائط.

استكشاف
توفر السلالم  الحركة في جميع أنحاء الغرف، مما يسمح للأطفال باستكشاف الجدران الخشبية الطويلة المليئة بالكتب والجلوس لقراءة كتاب اختاروه. لم يستخدم أندو اللون في تصميمه، بل سمح للرسوم التوضيحية المشرقة للكتب نفسها بإحياء المبنى، إذ يرتفع رف خشبي ضخم لتغطية المساحة التي يبلغ ارتفاعها 9 أمتار فوق السقف، توضع الكتب ذات الألوان المتشابهة بجانب بعضها البعض، ويظهر نمط الفسيفساء من على مسافة بعيدة، كما  توجد غرف مواجهة للمحيط الهادي، حيث تسمح جدرانها الزجاجية الملونة بدخول أشعة الشمس، وتطل الغرف على الجبال ذات المساحات الخضراء الجميلة.