أصبحت رسائل الخاص في وسائل التواصل الاجتماعي تشبه في قيمتها دور المجالس في مجتمعنا، وتزداد قيمتها للمسؤول الحكومي، نظراً إلى كونها نافذة مباشرة للناس، وصلة وصل بينهم وبين صانع القرار عندما لا تُلبي القنوات الأخرى دورها المطلوب. ونظرة خاطفة على وارد قنواتي وخاصة «انستجرام»، تقول لي رسالة واحدة إن الناس أصبحت تربط بين تطوّر الخدمات الحكومية وبين التحوّل الرقمي، فهم أصبحوا يرون أن تطوير أيّ خدمة يعتمد على مدى تطوّر بنيتها الرقمية، وذلك من مختلف شرائح المجتمع وفئاتهم المجتمعية.
عُدت مؤخراً من حدثٍ عالمي يجمع آلاف قادة التحوّل الرقمي من أهم الجهات الحكومية والخاصة في العالم، والذين ناقشوا على مدار أسبوع شكل العمل الحكومي والمؤسسي لمرحلة ما بعد 2020، بالتأكيد هناك الكثير لنستفيد منهم، لكن ما جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز بتجربة التحوّل الرقمي لدينا في الإمارات و«دبي الذكية» كمثال، لأن غالبية التوصيات والتطورات المتوقّعة مستقبلاً مطبقة لدينا منذ الآن.
وبالربط بين رسائل الخاص في «انستجرام» وما لمسته في الحدث العالمي، هناك حقيقة واحدة ثابتة تتوقف عليها حياة الإنسان في أي مدينة أو دولة قررت دخول التحوّل الرقمي، وهي أنه لا يجوز الفصل في هذا الوقت بين تطوير الخدمات الحكومية والتحوّل الرقمي، فهما وجهان لعملة واحدة عنوانها تطوير حياة الناس. فلا وجود لأي تطوير للخدمات من دون ربطه بخطّة للارتقاء بالبنية الرقمية لمنظومة الخدمات.
وبمجرّد أن تحاول مؤسسة أو جهة تطوير الخدمات من دون ربطها بتوقعات الناس الرقمية، تبدأ الملاحظات والشكاوى تردني وبالتأكيد ترد غيري في بريدهم الإلكتروني أو المنصات الرقمية أو حتى وجهاً لوجه.
حتى نكون نحن وعائلاتنا والمجتمع ككل قادرين على العيش في المستقبل، لا بُد أن نلحق بالتحوّل الرقمي حتى على مستوى الأسرة وفي المدرسة وفي تعاملاتنا اليومية البسيطة، أن نستبدل ونرفض أي معاملة تقليدية غير سهلة إن توافرت البدائل.
في المرة المقبلة التي يحدّثك أحدهم عن تطوير لجانب من الخدمات حولك، دون حديثه عن التحوّل الرقمي وإيجاد خدمات ذكية، يجب أن تعلم أنه يتحدّث عن حلّ لن يدوم ويسير في اتجاه عكس المستقبل الذي يفضله ويعيش فيه الناس، حتى ولو بخطوات بسيطة وسرعات متفاوتة. فما الشكل الذي اخترتموه لحياتكم في ظل الرقمنة؟